Thursday 28th of March 2024 Sahafi.jo | Ammanxchange.com

المواضيع الأكثر قراءة

 
  • آخر تحديث
    22-Mar-2019

ليس كل مسلم أو مسيحي إرهابياً*د. فايز الربيع

 الراي-تابعنا جميعاً ما حدث لإخواننا المسلمين في نيوزلندا، ليست المرة الأولى التي تقتحم فيها المساجد، ففي ظل ارهاب الدولة في فلسطين قام الصهيوني بحادث الحرم الإبراهيمي، ولم تسلم المساجد في سيناء، وباكستان، والعراق من نفس الفعل، لكن الحدث شد الجميع هؤلاء في بلاد الغربة، مهاجرون تقاذفتهم أنواء الدنيا، بعضهم سافر لطلب الرزق، وبعضهم هروباً من جحيم المعارك في بلادهم، بقيت سياراتهم واقفة عند جنبات المسجد، لم تجد من يقودها، لديهم نساء وأطفال، ما هي حالهم، ومن خلال المتابعة كان الإعلام الغربي يقول كلمة ارهابي على استحياء، سموه قاتلا، ومجرما والبعض قال عنه ارهابي، ولكنه إرهاب فرد، وليس إرهاب دين، كما هي العادة عند الحديث عن مسلم يقترف نفس الفعل، فهو ارهابي مسلم إرهابيو الإسلام دين ارهاب، لم يقتل الرجل رغم فعلته الشنعاء، بينما لو كان من جنسية أخرى لأطلقت عليه النار فوراً، وهو يستحق لأنه قاتل، ولكنها مفارقة في معالجة الموقف.

 
المراجعة التاريخية كانت واضحة في ذهن الرجل، حرب الدين، وتصفية حسابات من خلال استعراض التاريخ، من قاتل المسلمين، من انتصر ومن انهزم، لسنا الان بصدد الأندلس ولا فيينا، ولا القسطنطينية واستعراضات حروب الفرنجة والدم في الأقصى، والدم في العراق وفلسطين وسوريا، والجزائر وفي كل أنحاء العالم الإسلامي والعربي، ولكن التاريخ يحتاج إلى وقفات جديدة، وإلى طي صفحات الحروب، فلقد طويت صفحات الحروب الدينية في أوروبا والحربين العالميتين وحصار سربنيتشا في كوسوفو وغيرها،
 
ربما لم تكن هناك متابعات أمنية دقيقة لهذا الأسترالي ذي الأصول اليهودية، وهذا خطأ أمني، واستخباراتي، كان يمكن ان يمنع وقوع الحدث كما تتابع الاستخبارات الأجنبية والعربية تحركات داعش وغيرها وكثيراً ما تمنع وقوع الأحداث لاكتشاف النية والتحضير والأشخاص.
 
لكن موقف الحكومة النيوزيلاندية، ذلك البلد الوادع، الذي تكرر اسمه كثيراً مع اللحوم في بلادنا، كان موقفاً إيجابياً، أدارت رئيسة وزراءهم الأزمة باقتدار، وحنكة، وبدت متعاطفة، وغير مرتبكة، وبردت الحالات، ووقف الشعب النيوزلاندي وقفة ايجابية، ورأينا مسؤولة الشرطة تعتز بإسلامها، والناس يحمون المساجد، هي ظواهر إيجابية يجب ان نبني عليها، فليس كل مسيحي ارهابيا، ذلك الفتى الذي لطخ رأس المتعصب بالبيض وكثير من المسؤولين ما عدا قلة أعماها التعصب كانوا مستنكرين وقاموا بأعمال إيجابية، لسنا على عداء مع نيوزلاندا، والدعوة إلى مقاطعة بضائعها ليست في محلها، يجب ان نبني على كل الأفعال الإيجابية ونشكر الأشخاص والصحف والمفكرين والسياسيين الذين يؤمنون بالإنسانية ولاتستهويهم عبارات التفوق العنصري والكراهية ليس في نيوزلاندا فقط وإنما في الغرب عموماً، ففيه خيرون كثر وإنسانيون واصحاب مواقف إيجابية نقول (ولا يجرمنكم شنآن قوم على ان لا تعدلوا اعدلوا هو اقرب للتقوى) صدق الله العظيم