Friday 29th of March 2024 Sahafi.jo | Ammanxchange.com

المواضيع الأكثر قراءة

 
  • آخر تحديث
    01-Dec-2018

نتنياهو أمات حل الدولتين وكفّنه بالسلام* كمال زكارنة
الدستور - 
هجمة استيطانية غير مسبوقة، تتعرض لها الضفة الغربية المحتلة هذه الفترة، بهدف زيادة اعداد اليهود فيها وإضفاء الطابع اليهودي، على ما يسمونه بلغتهم العبرية يهودا والسامرة، لتسهيل عملية الضم والتهويد لاحقًا.
 
الاجتياح الاستيطاني الاحتلالي الاحلالي، يشمل جميع الأراضي الفلسطينية المحتلة عام 1967 وعلى رأسها القدس، لإغراق هذه الاراضي بالمستوطنين اليهود والمتسعمرات اليهودية، ومن ثم تبدأ عمليات التضييق والخنق الاقتصادي، والملاحقات الامنية والازعاج الاجتماعي، والتمدد والتوسع الذاتي لكل مستعمرة، والزحف شبرا شبرا نحو المحيط الفلسطيني الذي يطوقها، لاجبار اصحاب الارض الشرعيين على الرحيل قهرا وقسرا، كما يخطط قادة الاحتلال الصهيوني، فهم يعتقدون ان الشعب الفلسطيني في الداخل، لن يصمد طويلا تحت الضغط الاقتصادي والعوز المادي، بعد اغلاق مصادر الانتاج والرزق والدخل، ولن يتحمل الضغوطات الامنية والملاحقات المستمرة من قبل الاجهزة الامنية الصهيونية، والمطاردات والاتهامات التي لا تتوقف، والتي يرافقها في العادة حملات هدم المنازل، كما ان المجتمع الفلسطيني المحافظ بطبعه والملتزم دينيا واخلاقيا، لن يقبل بمشاهدة سلوكيات خارجة عن حدود الادب في مستعمرات الاحتلال، التي ستنتشر بكثافة بين التجمعات السكانية الفلسطينية في الضفة الغربية المحتلة، المدن والقرى والمخيمات، التي لن تقوى على وقف ومنع تلك السلوكيات الهابطة، فلن تجد امامها خيارا غير الفرار من المكان، هكذا يفكر ويعتقد ويخطط المحتلون.
 
يأتي تسونامي الاستيطان الصهيوني في الاراضي المحتلة، بعد اتخاذ الكنيست الاحتلالي، سلسلة من القوانين والاجراءات والخطوات العملية، المدروسة بعناية والمخطط لها بشكل جيد، على شكل تطبيق عملي لملء الضفة الغربية المحتلة بالمستعمرات والمستوطنين، لنزع التفكير باقامة دولتين على مساحة فلسطين التاريخية، ومحو الامل باقامة دولة فلسطينية الى جانب دولة الاحتلال، وان مثل هذا الطرح اصبح اضغاث احلام، حسب معتقداتهم، لانهم يريدون ان يوصلوا العالم الى هذه النتيجة ونشر القناعة بها،والتراجع عن هذه الافكار.
 
لم تعد هناك اسرار مكتومة او مخفية، بعد تصريحات ترامب، التي اكد فيها ان التواجد الامريكي في الشرق الاوسط يهدف بشكل رئيس الى توفير الحماية اللازمة للاحتلال الاسرائيلي، والحفاظ على الغطاء العسكري والامني الامريكي الذي يظل هذا الاحتلال، ويشكل الحاضنة الكاملة له، ويتصدى لاي رادع او قوة يمكن ان تقاوم الاحتلال مستقبلا .
 
الاحتلال منفلت تماما، لا حساب ولا عقاب، لانه فوق القانون وتحت الغطاء الامريكي، واي مؤسسة او هيئة او منظمة تعترض سلوكه، فهي مهددة بالاغلاق، لان الولايات المتحدة الامريكية سوف تنسحب منها فورا.!.
 
 
 
العالم يتحدث عن سلام في الشرق الاوسط، والكيان المحتل يقوم بالتهويد الممنهج وزرع المستعمرات والمستعمرين في كل مكان، وهو مطمئن لعدم تنفيذ قرارات الشرعية الدولية التي مضى على اقرارها عقود وعقود ولم ينفض عنها الغبار.