Friday 29th of March 2024 Sahafi.jo | Ammanxchange.com

المواضيع الأكثر قراءة

 
  • آخر تحديث
    24-Jun-2017

سياحة داخلية !! - د.عبير الرحباني
 
الراي - على الرغم من تعدد البرامج التي تأخذ عناوين عريضة لتشجيع السياحة الداخلية في بلدنا الا انه ومع الاسف الشديد ما زالت تراوح مكانها وما زال المواطن يشكو ويتذمر من غياب الرقابة على ما يجري قي قطاع السياحة وبخاصة من حيث الاسعار ..
 
وفي هذا الاطار دعوني اتحدث قليلاً عن تجارب مر بها كل من يدخل فندقاً للمبيت او للاستفادة من مرافقه , فلا يعقل ان يصل ثمن زجاجة الماء ( 4 دنانير ونصف) والتي لا يتعدى سعرها بالاصل الـ 30 قرشاً، السؤال الذي يطرح نفسه ! لماذا تُفرض زجاجات الماء على النزيل او المواطن بهذا السعر الباهظ وبهذه الطرق الملتوية ؟ ولماذا حين ينوي اي مواطن الذهاب الى اي مطعم او اي كوفي شوب، اول ما يقدم له زجاجة الماء ويفرض عليه دفعها (ديناران وربع الدينار ) مع الفاتورة للزجاجة الواحدة، وسعرها الاصلي لا يتعدى ( الربع دينار) ؟
 
وحين يقوم المواطن بحجز غرفة في احد فنادق البحر الميت والتي لا يقل سعر الغرفة الواحدة عن 150 دينار بالليلة، السؤال! لماذا حين يطلب النزيل او السائح ( سطل الثلج ) وهوفي المسبح يدفع من 5- 6 دنانير وهو بالاصل نزيل في الفندق ويدفع بالليلة الواحدة ما لا يقل عن 100 دينار واكثر ؟ ولماذا هذا الارتفاع في سعر زجاجة الماء حجم الكبير (من 3 الى اربعة دنانير ونصف ) على النزيل خاصة اذا كانت برفقته عائلته؟ لماذا لا يكون هناك اسعار مخفضة خاصة للنزلاء؟
 
لا مانع من ارتفاع سعر زجاجات الماء سواء بالفنادق او المطاعم السياحية ولكن من الضروري ان يكون ارتفاعها ضمن المعقول وليس الاضعاف ، ما ذنب المواطن ان يشرب الماء وهو مخنوق من دفع هذا السعر الباهظ الذي يفرض عليه.. ففي كل دول العالم لا يوجد فرض لتقديم زجاجات الماء في اي مطعم او اي جهة سياحية الا حسب الطلب الا هنا في بلدنا وكأن زجاجة الماء اصبحت قانونا لا يمكن تغير بنوده بحث يتم استغلال المواطن بأي طريقة كانت.
 
فكيف للمواطن ان يقوم بتشجيع السياحة الداخلية وهو يشاهد افلام الاستغلال والنصب تتكرر كل يوم امام نصب عينه؟ كيف له ان يشجع السياحة الداخلية وهو لا يشعر بالمصداقية والثقة ما بينه وبين الجهات السياحية ؟ عدا عن الارتفاع الباهظ في الاسعار وغياب الرقابة عليها؟
 
واريد ان انوه الى نقطة اخرى مهمة يمر بها الكثيرون وتتكرر في كل يوم، وهي ان الكثيرين لا يدققون على فواتيرهم سواء في المطاعم او الكوفي شوبات، ربما من باب الخجل او ربما لان فئة كبيرة في مجتمعنا يهمها البرسيتج والمظاهر وبالتالي لا يدققون ولا يفاصلون ليكتشفوا بعد ذلك طرق الاستغلال والنصب والاحتيال من قبل بعض اصحاب المطاعم وبان هناك اختلافاً في سعر الفاتورة ليبدأ الغارسون بعد ذلك يتأسف عن الخطأ الذي صدر في الحساب ، واذا كان المواطن غشيماً ولا مبالياً في تدقيق فاتورته فربما يدفع اضعاف المبلغ المطلوب وهو لا يدري وبالتالي يصبح احد ضحايا النصب والاحتيال، فلا اعتقد بان التدقيق في الفاتورة او رفض دفع زجاجة الماء التي تفرض عليك ايها المواطن هي ضعف او انها ستقلل من قيمتك، بل الضعف يكمن بان نسمح لبعض هؤلاء ان يقوموا بإستغبائنا واستغلالنا
 
فمن حق المواطن الاردني ان يستمتع بالسياحة الداخلية .. من حقه ان يشعر بالراحة والآمان حين يلجأ لترفيه نفسه وعائلته.. من حق المواطن ان يشعر بالمصداقية والثقة ما بينه وبين القائمين على السياحة الداخلية .. من حقه ان يشرب زجاجة الماء من دون ان يشعر بالاختناق، فلا تدعونه يلجأ الى السياحة الخارجية نتيجة الطرق الملتوية والخبيثة التي يستخدمها قطاع من اصحاب المطاعم والقائمين على السياحة الداخلية يدعوه يشرب بإرتياح دعوه يشعر بالسعادة دعوه يستمتع بالسياحة الداخلية بآمان وسلام.