«سنّة 8 آذار» يسترضون دار الفتوى اللبنانية… وحزب الله لا يرى مبرراً لعدم تمثيلهم
بيروت- «القدس العربي»: في وقت لا تزال عقدة تمثيل سنّة 8 آذار حاضرة وبعد إتهام بعضهم لدار الفتوى بمساندة الرئيس المكلف سعد الحريري ، قام وفد من النواب السنّة المستقلّين بزيارة أمس إلى دار الفتوى والتقى مفتي الجمهورية الشيخ عبد اللطيف دريان في لقاء هو الاول لهم بعد الانتخابات النيابية وبعد مطالبتهم بالتمثّل بوزير منهم في الحكومة العتيدة.
واللافت كان عدم حضور كامل أعضاء «اللقاء التشاوري» الذي يضم النواب الستة حيث غاب النائبان فيصل كرامي وجهاد الصمد، وعُزي السبب إلى مشاركتهما في اجتماع للجنة فرعية نيابية لكن السبب الحقيقي هو اعتراضهما على مواقف دار الفتوى. اما الذين حضروا إلى الدار فهم النواب : عبد الرحيم مراد وقاسم هاشم وعدنان طرابلسي ووليد سكرية. وافاد المكتب الإعلامي في دار الفتوى ان «مفتي الجمهورية استمع من النواب إلى وجهة نظرهم وآرائهم حول المستجدات على الساحة اللبنانية ومطالبتهم بالتوزير في الحكومة العتيدة، شارحين له ان تحركهم يأتي في إطار التشاور والتواصل وتخفيف الاحتقان السياسي، خصوصاً في الظروف الصعبة التي يمرّ بها الوطن».
واكد المفتي دريان ان «دار الفتوى ابوابها مفتوحة لجميع اللبنانيين ولا تفرّق بينهم بل تعزز وحدتهم وتضامنهم وتلاقيهم وحوارهم ونبذ الخلاف والتباين في ما بينهم. فمصلحة الوطن فوق الجميع»، آملاً في «ان تشكّل الحكومة بدعم جميع القوى والقيادات السياسية في لبنان وهناك مجلس نيابي منتخب من مهامه التشريع ومحاسبة الحكومة على ادائها ، وهنا يكون التكامل في العمل بين من هم داخل الحكومة ومن هم في المجلس النيابي وبالنتيجة الجميع يكون مشاركاً في خدمة الوطن»، متمنياً على الجميع «بذل أقصى ما لديهم لتسهيل ولادة الحكومة لانهم من نسيج هذا المجتمع اللبناني الذي يريد حكومة وطنية تنهض بالوطن وبالمواطن».
المشنوق يؤكد عدم اعتكاف أو اعتذار الحريري ويرى استعمال البعض الباب الخطأ
وكان النائب هاشم باسم قال بإسم الوفد «اللقاء مع سماحته من أجل الخير العام، فهذه الدار دار الوحدة الوطنية، وهو لقاء تشاوري للتأكيد على دور هذه الدار الجامعة في كل المناسبات وفي كل الأزمات واياً تكن التحديات والتعددية والتنوع داخل مكوننا فإننا دائماً متكاملون لما فيه المصلحة الوطنية العليا».
واعتبرت «كتلة الوفاء للمقاومة» ان «اولوية تشكيل الحكومة تبدو في غاية الاهمية لتحديد المسارات الامنة التي يترتب على لبنان ان يمضي فيها ليحفظ امنه ويعالج مشاكله الداخلية».وشددت على ان «تمثيل السنّة المستقلين مسؤولية تقع على الرئيس المكلف وعلى القوى الوازنة في البلاد التعاون لتحقيق هذا الامر».واكدت الكتلة ان «التزامنا بحق ومطلب النواب السنة المستقلين المشاركة في الحكومة هو التزام أخلاقي وسياسي ولا نرى أي مبرّر يمنع هذا المطلب».
في المقابل، أكّد وزير الداخلية نهاد المشنوق أنّ «دار الإفتاء هي ضمير السنّة في لبنان، وهي دار الحوار والاعتدال التي تستقبل جميع اللبنانيين». وشدّد على أنّ «الرئيس المكلّف سعد الحريري لن يعتذر، وسيشكّل الحكومة، ولا نحن نقبل ولا هو في وارد الاعتذار على الإطلاق، هو مكلّف وهذا حقّه في الدستور، وسيشكّل خلال أيام أو أسابيع، وحكومات كثيرة أخذت شهوراً طويلة في ظروف أفضل، مع الرئيس تمام سلام أخذت عاماً كاملاً لتتشكّل، ومع الرئيس نجيب ميقاتي أخذت 11 شهراً، ولا يوجد في جوّنا السياسي أو بيئتنا من يقبل اعتذاره أو بين القوى السياسية من يسعى إليه».
وبعد زيارته دار الفتوى للقاء مفتي الجمهورية أعلن المشنوق حول «النواب السنّة» أنّ «بعض الزملاء النواب استعملوا الباب الخطأ، ودخلوا من باب خارجيّ وليس من الباب الداخلي، وليس هو المدخل المناسب». وطالب «بالتعامل بهدوء وحكمة، وحتى لو احتاجت المسألة لأسابيع، إلا أنّ الحكومة ستتشكّل بالمعايير الوطنية التي يراها الرئيس الحريري، وقاعدتها التفاهم والحـوار مع الجـميع، وليـس توزير الجمـيع».
وردًّا على سؤال قال المشنوق «إنّ علاقته بالرئيس الحريري جيدة جداً، وعادية، ونحن على اتصال دائم. ومن البداية قلت إنّني أحتاج إلى فترة نقاهة طويلة، وكنت أتمنى تشكيل الحكومة لتكون نقاهة مبكّرة، لكنّني أعلنت أنني لست انقسامياً». وردّا على سؤال حول غياب الرئيس الحريري عن لبنان، قال المشنوق: «الأزمة لا تحتاج إلى تشاور يومي، وهي مسألة أيام ويعود، وتعود الاتصالات إلى ما كانت عليه، لمحاولة إيجاد مخرج».