Thursday 28th of March 2024 Sahafi.jo | Ammanxchange.com

المواضيع الأكثر قراءة

 
  • آخر تحديث
    02-Aug-2018

قفزات ترمب غير المتوقعة!!* محمد كعوش
الرأي -
قد استيقظ في صباح يوم قريب فأشاهد الرئيس ترمب يمد يده لمصافحة الرئيس الأيراني حسن روحاني في لقاء يتم بعاصمة دولة محايدة. سلوك الرئيس الأميركي يؤكد حقيقة قديمة – جديدة هي أن واشنطن لا تحترم حلفاءها ولا تلتزم بمصالحهم، وقد تقفز من فوقهم لمصالحة خصومهم، ومصافحة اعدائها، من أجل مصالحها!!
 
بالمقابل ثبت أن واشنطن تحترم الأقوياء الذين يتعاملون معها بندية، من هذا المنطلق يحاول الرئيس ترامب احتواء الأزمات المتصاعدة الساخنة بين الولايات المتحدة وبعض الدول المعادية الخارجة عن الطاعة.
 
ما نعرفه أن الرئيس ترمب لم يكن من نجوم السياسة في الولايات المتحدة، بل هو القادم من عالم التجارة والعقارات وأضواء المرابع الليلية ونوادي القمار، لذلك يتساءل كثيرون عن سبب قفزاته غير المتوقعة باتجاه اعدائه من القادة، بعد فرض عقوبات اقتصادية والتلويح بمواجهات عسكرية مع بلادهم كما هو الحال مع كوريا الشمالية وروسيا وايران؟!
 
قبل الأجابة على تحركات الرئيس ترمب، هناك حقيقة هي أن محصلة نتائج هذه اللقاءات لا يتعدى الصفر, واعتقد ان ترمب قام بمبادراته التي فاجأ بها الشعب الأميركي والعالم لها أسبابها الكثيرة:
 
اولا: يبدو أن ماكينة ترمب الإنتخابية بدأت تشتغل وتستعد لانتخابات الرئاسة التي سيخوضها للفوز بدورة ثانية، وهو يريد توظيف احتواء واطفاء الأزمات مع الدولة المعادية واستخدام لقاءاته وصوره التذكارية مع خصومه في هذه المعركة، باعتبارها اختراقات سياسية.
 
ثانيا: اجتماع ترامب والزعيم الكوري الشمالي لم يحقق أي انجاز ملموس، أو يحدث أي تغيير في الوضع المتأزم القائم بين الدولتين اللدودتين، حيث تواصل واشنطن الحصار الاقتصادي، كما أن العقوبات المفروضة ضد بيونغ يانغ مازالت على حالها، وليس ببعيد أن يكون الرئيس ترمب قد رتب هذا اللقاء نكاية بالقيادة الصينية بعد ازمة التجارة بين البلدين.
 
كذلك لقاء ترمب–بوتن الأخير، الذي كان لصالح الرئيس الروسي بامتياز، لم يحقق اهدافه وظلت العقوبات على روسيا، ولا استغرب أن يكون هدف ترمب من الاجتماع هو ارسال رسالة لدول الاتحاد الأوروبي من موسكو طلبا لمزيد من الاذلال والتبعية.
 
اما بالنسبة للحديث عن استعداده للقاء قادة ايران بلاشروط، لااستبعد انه يخطط للتهدئة مع طهران لاعتقاده ان ذلك يصب في مصلحة اسرائيل ويخدم امنها أولا، وقد يكون الهدف الثاني من دعوته الارتجالية وغير المدروسة، بعث رسالة أولية خبيثة لقادة تركيا بسبب الأزمة الراهنة بين ترمب واردوغان. هنا اعني انه يلعب على التناقضات الاقليمية والدولية لضمان حضوره وتاثيره على قراراتها، ولكن خطواته ومغامراته قد تحدث ضجة سياسية تقارب الأزمة داخل ادارته، وفي الساحة الداخلية الاميركية، باعتبارها قرارات فردية غير مدروسة. أما بالنسبة لعلاقاته بالدول العربية الحليفة فيتعامل معها باستعلاء واستخفاف، لأنه على يقين بان هذه الدول فقدت كل خياراتها.