Wednesday 24th of April 2024 Sahafi.jo | Ammanxchange.com

المواضيع الأكثر قراءة

 
  • آخر تحديث
    09-Jan-2019

«هيئة تحرير الشام» توسع معاركها ضد المعارضة السورية وتستولي على مناطق في إدلب وحماة

 

دمشق – «القدس العربي»: وسعت هيئة تحرير الشام نطاق سيطرتها خلال الساعات الماضية إلى العديد من المواقع الاستراتيجية الهامة شمال سوريا، بعد معارك عنيفة دارت مع العديد من فصائل المعارضة السورية، مما أدى إلى وقوع عدد من القتلى والجرحى من الجانبين، كما أدت المواجهات المحتدمة إلى قطع الطرقات الرئيسية أمام المدنيين والواصلة بين ريف حماة ومحافظة إدلب.
في جبل «شحشبو» جنوبي إدلب، انتزعت الهيئة أكثر من ستة مواقع من الجبهة الوطنية للتحرير، وامتدت المواجهات حتى ريفي حماة الغربي والشمالي، إذ سيطرت «تحرير الشام» على قرية «العنكاوي» في سهل الغاب بعد معارك مع حركة أحرار الشام، والمواجهات المستمرة على أشدها يتخللها انقسام بين التشكيلات العسكرية للجيش السوري الحر ما بين داعم للجبهة الوطنية وما بين من ينأى بنفسه، حيث أصدر «جيش النصر» أحد مكونات «الوطنية للتحرير»، أنه ملتزم بكافة القرارات الصادرة عن قيادة الجبهة بالنفير ضد هيئة تحرير الشام، ولكن سرعان ما أعلنت فصائل من جيش النصر وقوفها على الحياد.
ووفق احصائيات غير رسمية، فإن دائرة المعارك المستمرة منذ أربعة أيام بين تحرير الشام والمعارضة السورية، أدت إلى مقتل أكثر من 100 عنصر من الجانبين، نصفهم من الأسرى، فيما سقط عدد من المدنيين بين قتيل وجريح.
ولمح قيادي معارض فضل حجب اسمه لـ «القدس العربي»: عن وجود تحرك عسكري قريب وسيكون واسعاً ضد هيئة تحرير الشام، وأشار بشكل غير مباشر إلى وجود دعم تركي في هذا الصدد، وتحدث عن معارك على أشدها حالياً بين الجانبين، وبأن الهيئة سيطرت على العديد من المواقع التي كانت تحت سيطرتهم في إدلب وريفي حماة.
هجمات هيئة تحرير الشام ضد مواقع السوري الحر، جاءت بعد نجاحها في طرد حركة نور الدين الزنكي من ريف حلب قبل أيام، وسيطرتها على غالبية المدن والبلدات في ريفها الغربي، وكانت شرارة الخلافات قد اندلعت مؤخراً بين «تحرير الشام» و«الجبهة الوطنية»، على خلفية مقتل أربعة عناصر من الأولى برصاص مقاتلي الأخيرة في قرية تلعادة بإدلب، حيث توصل الطرفان بعدها إلى اتفاق ينهي القضية بينهما إلا أن «الهيئة» شنت هجوماً على مواقع الثانية غرب حلب متهمة إياها بخرق الاتفاق.
ووفق مصادر مطلعة، فقد رفضت حركة أحرار الشام وكل من «صقور الشام» و«فيلق الشام» تسليم مواقعهم في مدينة معرة النعمان وأريحا وجبل الزاوية لتحرير الشام، بعد طلب الأخيرة إدارة المدن والبلدات المذكورة عسكرياً وإدارياً، بالإضافة إلى مطلبها بتسليم كافة أسلحتهم الثقيلة.
كما توعد قائد صقور الشام «أبو عيسى» بقتال الهيئة وطردها من المواقع التي تقدمت إليها مؤخراً، أما أحرار الشام، فقال قائدها «جابر باشا» ببيان: «هيئة تحرير الشام انكشفت على حقيقتها الزائفة وبغيها وأكاذيبها»، مضيفاً أن «أريحا ومعرة النعمان وجبل الزاوية وسهل الغاب لن تكون نزهة لها».
مراقبون للشأن السوري اعتبروا أن ما تقوم به هيئة تحرير الشام من التمدد على حساب المعارضة في الشمال السوري يمثل رغبة دولية في هذا الاتجاه، وأن الهيئة رغم رفضها العلني لاتفاق سوتشي الموقع برعاية تركية روسية، إلا أنها في الميدان تنفذ الاتفاق بكل مرونة، على خلاف المعارضة التي يبدو أنها جهة غير مرغوب بربطها بهذه الملفات الحساسة.
وعلى الصعيد المحلي، خرج العشرات في مدينة معرة النعمان في ريف إدلب الجنوبي بمظاهرات، أمس الثلاثاء، إذ ندد المحتجون بهيئة تحرير الشام، متحدثين عن دعمهم الكامل للسوري الحر في مواجهتها، وبأنهم يرفضون دخول تحرير الشام إلى مدينتهم.
من جانبه، رأى الخبير السياسي محمد العطار في تصريح لـ «القدس العربي»: وجود مخاطر كبيرة تنفذها تحرير الشام اليوم في الشمال السوري، وأن أبرزها هو المظلة السياسية التي يتم تأسيسها بشكل كبير اليوم من خلال حكومة الإنقاذ، والتي قد تكون أداة ووسيلة للقضاء على الحكومة المؤقتة التابعة للائتلاف السوري، وبالتالي ستصبح المعارضة السياسية خارج النطاق الدولي، خاصة إذا ما نجحت الهيئة بإنهاء الجيش الحر في مناطق شمال سوريا كافة الخارجة عن سيطرة مناطق درع الفرات وغصن الزيتون.