Saturday 20th of April 2024 Sahafi.jo | Ammanxchange.com

المواضيع الأكثر قراءة

 
  • آخر تحديث
    11-Jan-2019

تركيا تستعد لأضخم مناورة حربية في تاريخها مع تصاعد الخلاف البحري مع اليونان

 

إسماعيل جمال
 
إسطنبول ـ «القدس العربي»: تستعد تركيا لإجراء أضخم مناورة حربية بحرية في تاريخها تشمل كامل القوات البحرية والبرية والجوية، وذلك مع تصاعد الخلافات مع اليونان حول الحدود والجزر المتنازع عليها واستخراج الطاقة من بحري إيجه والمتوسط.
وحسب وسائل إعلام تركية، فإن المناورة التي سيجري تنفيذها بين تاريخي 27 فبراير/شباط، والثالث من آذار/مارس المقبل، ستكون الأضخم والأوسع في تاريخ المناورات البحرية للجيش التركي.
وأطلق على هذه المناورات اسم «الوطن الأزرق» وهي العبارة التي يستخدمها المواطنون والسياسيون الأتراك للإشارة إلى كافة المساحات المائية الخاضعة للسيادة التركية بالإضافة إلى المساحات المتنازع عليها مع اليونان في بحر مرمرة. واعتبر الإعلام التركي هذه المناورة «أكبر رد على اليونان التي تحاول التعدي على المصالح السيادية والاقتصادية التركية في بحري إيجه والمتوسط»، حيث ستشارك فيها كافة القوات البحرية التركية وبدعم من القوات الجوية والبرية، وسيجري فيها استعراض كافة القدرات الدفاعية والحربية التركية إلى جانب فحص مدى استعداد هذه القوات لمواجهة أي تحديات في المياه التركية.
وقالت صحيفة «يني شفق» التركية إن هذه «المناورات ستكون بمثابة استعراض للقوة لردع أي تعدي يوناني على المياه الإقليمية التركية وحقوقها السيادية في موارد مياهها الإقليمية، ستكون بمثابة رد على المناورات البحرية التي تقوم بها اليونان ومصر وإسرائيل وقبرص اليونانية في المنطقة».
وفي تصعيد غير مسبوق للخلاف بين البلدين، حذر وزير الخارجية التركي مولود تشاووش أوغلو، اليونان، قبل أيام، من عدم ضبط وزير دفاعها، بانوس كامينوس، وذلك للحيلولة دون أن تقع أي حادثة من قبل القوات التركية في بحر إيجة، وذلك رداً على تصريحات للوزير اليوناني حول النزاع في المتوسط بين البلدين.
وقال الوزير التركي: «الذين يحلمون بحل (في الجزيرة) دون أي ضامن أو تواجد عسكري، نقول لهم: استيقظوا، أنتم تحلمون».
وأضاف: «نوجه تحذيرا لليونان. لديكم طفل مدلل، كما تسمون وزير دفاعكم (بانوس كامينوس). اضبطوا طفلكم المدلل، لكي لا تقع أي حادثة على يد قواتنا، ولذلك نقوم بهذا التذكير»، مشدداً على أن تركيا لن تسمح أبدا بفرض أمر واقع في بحر إيجة.
والشهر الماضي، انطلقت، سفينة تنقيب تركية لأول مرة شرقي البحر المتوسط في مراسم رسمية، في خطوة يتوقع أن تزيد من حدة التوتر بين أنقرة واثينا حول الحدود البحرية وعمليات التنقيب بالمتوسط وترفع احتمالات الصدام العسكري بين البلدين.
 
وزير الخارجية التركي طالب أثينا بضبط وزير دفاعها واصفاً إياه بـ«الطفل المدلل»
 
وبالتزامن مع تصاعد التوتر بشكل كبير بين البلدين على خلفية اعتراض اليونان أنشطة سفينة «خير الدين بربروس» التركية للأبحاث، أعلنت تركيا أن سفينة «الفاتح» شقت طريقها للقيام بأول عملية تنقيب لها في البحر المتوسط.
ومع تنامي الاكتشافات النفطية وتزايد عمليات البحث والتنقيب، تصاعد بشكل لافت الصراع القديم على الغاز والموارد الطبيعية بين تركيا واليونان في بحري إيجه والأبيض المتوسط، وبينما تسعى قبرص اليونانية بدعم من أثينا إلى مواصلة جهود التنقيب عن الغاز الطبيعي واستغلال الكميات المستخرجة وتصديرها إلى الخارج تعارض أنقرة بشدة هذه الجهود وتعتبرها انتهاكاً لحقوق القبارصة الأتراك، وتصف هذه الخطوة بـ»الخطيرة» وألمحت مراراً إلى إمكانية العمل على منعها عسكرياً، في المقابل تعارض اليونان المساعي التركية للتنقيب عن الموارد الطبيعية في المناطق المتنازع عليها شرقي البحر المتوسط.
وترافق ذلك مع اعتراض القوات البحرية التركية فرقاطة يونانية تحرشت بسفينة «خير الدين بربروس» التركية التي بدأت إجراء أبحاث (تنقيبات) في منطقة «غوزال يورت» البحرية في البحر المتوسط، وهي مناطق تقول أنقرة إنها اقتصادية خالصة تابعة لتركيا والتنقيب فيها يتوافق مع القانون الدولي.
وبالتزامن مع ذلك، استدعت الخارجية التركية، سفير اليونان لدى أنقرة، بيتروس مافرويديس، على خلفية إعلان بلاده عزمها مد حدودها البحرية، حيث تخشى أنقرة من مخطط يوناني لمد حدودها البحرية تدريجياً من 6 أميال إلى 12 ميلا بحريا في بعض المناطق، ما دفعها لإطلاق سلسلة تهديدات صعدت التوتر بين البلدين.
كما هدد وزير الدفاع التركي خلوصي أكار، من أن بلاده لن تسمح بتعرض سفنها لمضايقات جديدة شرق البحر المتوسط، ورغم تشديده على أن تركيا «ترغب في حل القضايا بالطرق السلمية وعبر مباحثات، دون تحولها إلى صراعات»، لكنه قال: «على الجميع أن يدرك الجمهورية التركية لن تسمح بفرض أي أمر واقع».