Wednesday 24th of April 2024 Sahafi.jo | Ammanxchange.com

المواضيع الأكثر قراءة

 
  • آخر تحديث
    15-Sep-2019

فقراء وأغنياء!*فارس الحباشنة

 الدستور-حرب الأردنيين اليومية معيشية. حرب على رغيف الخبز وشرب الماء النقي وأزمة السير الخانقة، والبنى التحتية المتهالكة في شوارع في المملكة من شمالها الى جنوبها، ونقص خدمات التعليم والصحة، وفاتورة الكهرباء والماء. ليست مبالغة، ولكنها حقيقة يومية لجيوش من فقراء الاردن ينضم لمعاركهم يوميا مزيد من القضايا المعيشية.

معارك يومية للحفاظ على اوليات الحياة العادية. معاناة الاردنيين كلما خرجت من عمان جنوبا وشمالا تشتد أوجاعها، المناطق البعيدة عن المركز معاناتها مضاعفة، الحياة في مهب التمهيش والاقصاء، أناس فاقدون للأمل والمستقبل، وطوابير من الشباب بلا عمل، وأبسط الخدمات العامة معدومة ومحرومين منها.
 يشكون من «لعنة التفكير»، ويدفعون ثمنا قاسيا لتحسين وتغيير أحوالهم واوضاعهم العامة. تسمع مولونوجا حزينا، وتضطر أحيانا لتكرار سماعه حتى تكتشف هول الفجاعة وفظاعة المعاناة لاهل الاطراف.
وكم هو غريب التجاور بالازمات بين ملايين يبحثون عن أبسط اولويات العيش العادي. وقلة قليلة من الاثرياء يقيمون حفالات وسهرات لاعراس وجاهات تقدير بملايين الدنانير داخل الاردن وخارجها .
البعض من قاطني الضواحي الراقية لا يشعرون بانهم يعيشون في وطن، محمية ومنتجع بيئي غير عادي، حتى الهواء الذي يستنشقونه مختلف، ولا علاقة له ببقية الاماكن في الاردن المرهقة بضغوطات الفقر والبطالة والتنمية وازمة البنى التحتية وأنين الناس ومواجعهم المضمدة.
في الاردن الجديد فان الحياة العادية في خطر. حقيقة تكبر ونراها كل يوم. ونلامسها مع اتساع مساحة احزمة البؤس والفقر. الخطر يتوغل الى كل مفردات العيش اليومي من رغيف الخبز الى الخدمة الصحية والتعليمية.
وحتى مطلع الالفين الاردن كان مقسوم افقيا وليس عاموديا، ولكن مع تضخم صفوة المال، فان المجتمع انقسم عامويا، ولتكون الثروات قد تكدست في جيوب وارصدة قلة قليلة.
هذا الحال بلا شك ليس عاديا ولا قويما، وثمة ما يدفع الى التحذير من الخطر الاجتماعي. والمسألة تتعدى حد البحث عن عدالة وكرامة ولنقول بلسان حال قلق وطني أن المخاوف تكبر للاندفاع نحو الهاوية لا سمح الله.