Friday 19th of April 2024 Sahafi.jo | Ammanxchange.com

المواضيع الأكثر قراءة

 
  • آخر تحديث
    26-May-2019

الإصلاحيون والمغامرون*محمد داودية

 الدستور-كانت «حبى بنت مالك بن عمرو العدوانية» من أجمل النساء، فكَأنَّها البدرُ في ليلِ التمام، سمعت زوجها ملك غسان، ينتقد عدم تعطرها ليلة دخوله عليها، فقالت قولتها التي راحت مثلا: «لا تعدم الحسناء ذامّا»، أي حتى الجميل الكامل، لا بد أن ينقصه شيء.

من يتجول في ربوع بلادنا الخلابة، ويتلمس مواطن الفتنة فيها، سيزداد شغفا و ولهًا بها، وسيقول ان حلاوتها تفوق حلاوة «حبى العدوانية». وعلى هذا قمت بوضع شعار، رحبت به وزيرة السياحة السابقة هو: «اعرف وطنك اكثر، تحبه اكثر».
ونعرف أن بلادنا، شأن كل دول العالم، تحتاج إلى المزيد من التجديد والتجويد والإصلاح والتصحيح، من أجل أن تصبح أجمل وأكمل. 
فالإصلاح ضروري، ليتمتع مواطنونا بخيرات بلادنا ومواردها، وهي موارد وخيرات تكفينا وتفيض، إن نحن أحسنا إدارتها وحمايتها من خنازير الفساد.
لقد استمعنا بتأثر بالغ، الى مواطن اردني حرٍ عاشقٍ لوطنه، يتمسك بأستار الكعبة ويسأل اللهَ بصوت مليء بالتضرع والتفجع والتوجع، ان يمحق فاسدي الأردن وان يذلهم ويبلونهم البلاء الشديد. 
الإصلاح ضروري لوضع حد لرهط الهدامين، الذين ما توقفوا عن الدق والطرق لثقب السفينة. الذين ادمنوا التضليل والانتقاص من الإنجازات التي تملأ الأسماع والأبصار، وواظبوا على دلق السواد على البياض الأردني الناصع الجميل.
خطران ضاران، يجدر أن نتنبه لهما: إنكار السلبيات وإنكار الإنجازات. وحيث إن الكمال لله وحده جل و سما، فإن النقصان والعيوب والخطايا، من طبائع البشر ومن طبيعة انظمتهم السياسية والاقتصادية والتعليمية والثقافية. 
والدعوة الى الإصلاح، الصادرة عن الأحزاب والنقابات والحراك الراشد والشخصيات الإصلاحية، هي دعوة وطنية سديدة، لطالما عزفنا وسنظل نعزف موشحاتها العذبة، طلبا للمزيد من المنعة والتطور والتقدم والجمال والكمال لبلادنا.
ويعرف المواطنون الواعون، انه في غمرة المطالبة بالإصلاحات، وكما في كل العالم، يطفو المغامرون ويتصدرون الصفوف والتعاليل وتتعالى اصواتهم ويحتد زعيقهم، فتنطبق عليهم قاعدة «كلامُ حقٍ يُرادُ به باطل».
كل الاحترام للمعارضة الدستورية الراشدة التي تعمل بوحي من انتمائها وحرصها وتقديرها الحكيم للظروف، وتحديدها الدقيق للسقوف.
والحذر من المغامرين الذين قالت العرب فيهم: «ليس المغامرُ بمحمودٍ و لو سَلِم».
والحذرُ من الهدّامين الذين ينطبق عليهم قولُ الشاعر:
«والذي نفسُهُ بغير جمالٍ،
لا يرى في الوجود شيئا جميلا».