Tuesday 23rd of April 2024 Sahafi.jo | Ammanxchange.com

المواضيع الأكثر قراءة

 
  • آخر تحديث
    30-Jul-2018

روسيا دولة إحتلال!! - صالح القلاب

 الراي - لأن روسيا إنتدبت نفسها وصياّ على سورية في هيئة إحتلال يتحكم بكل شيء وحتى نهايات هذا القرن، كما أُعلن وكما أكده بشار الأسد وأكده الروس أنفسهم فإنها المسؤولة عن التمزق والدمار والخراب الذي حلَّ بهذا البلد العربي والذي من غير الممكن أن تفلح عمليات"الترقيع"الجارية الآن في اعادة الأمور لاوضاعها، مع أنها كانت أوضاعاً مأساوية وبائسة على أي حال، في عام 2011 أي قبل نحو ثمانية من الأعوام الدامية والمدمرة.

لا شيء إطلاقاً بيد هذا النظام والمؤكد أنَّ روسيا كدولة محتلة تهيمن على كل شيء في هذه الدولة العربية فهي التي وراء التلاعب بـ"كرت"تنظيم "داعش"الإرهابي ووراء مذبحة جبل العرب وبالطبع وراء مناطق"عدم التصعيد" و عمليات التفريغ"الديموغرافي"و تحويل منطقة إدلب لمستودع بشري كبير للسنة "أتباع المذهب السني" الذين هددهم الأسد بتصريحاته الأخيرة والذي لم يهدد بسيفه وإنما بسيف فلاديمير بوتين الذي إن إستمر بالسير على هذا الطريق الشائك فإنه سيقف في النهاية وذات يوم أمام محكمة التاريخ لامحالة.
وعليه فحتى حكاية"شرذمة"المعارضة السورية وتحويلها لأكثر من مئة تنظيم، معظمها تحمل أسماءً وعناوين إسلامية، من الواضح والمؤكد وهو يثبت الآن بالإدلة الدامغة هي حكاية روسية فهذا النظام الذي أشرف على الإنهيار مبكراً بعد إنفجار ثورة عام 2011 ما كان قادراً على كل المناورات والألاعيب السياسية والعسكرية أيضاً والروس هم لاعبو هذه اللعبة لا بل كل الألاعيب إذ لولاهم وأعانهم على هذا رداءة أداء الإدارة الأميركية السابقة في عهد باراك أوباما وأيضاً رداءة هذه الإدارة التي على رأسها دونالد ترمب، فلما وصلت الأمور في هذا البلد إلى ما وصلت إليه.
وهنا فلعل ما لا يدركه الذين يقيمون الأفراح والليالي الملاح وبادروا لإطلاق زغاريد الفوز والإنتصار بعدما حققت "اللعبة"الروسية ما حققته في جبهة درعا وحوران الجنوبية ومناطق أخرى وكل هذا مع أن المفترض أنه معروف أن الجرح الأفغاني الذي هو أقل إلتهاباً ونزفاً من الجرح السوري لا يزال لم يبرأ بعد ولا تزال التفجيرات متواصلة في كابول نفسها ولا تزال العمليات العسكرية مستمرة في معظم المناطق الأفغانية.
نحن نتمنى أن تهدأ الأوضاع في سورية وعلى أساس ألا تعود إلى ما كانت عليه في عام 2011 لأن عودتها إلى ما كانت عليه إلى ما قبل نحو ثمانية أعوام يعني أن هذه الحرب ستلد حروباً كثيرة وأن الجرح سيزداد إلتهاباً فهذا النظام القائم الآن، إستناداً إلى الإحتلال الروسي وإلى حراس الثورة الإيرانية والشراذم الطائفية التي أقيمت لها مستوطنات كالمستوطنات الإسرائيلية في الجولان والضفة الغربية، من غير الممكن أن يفلح الروس في تسويقه مجدداً ومرة أخرى والشعب السوري الذي دفع كل هذه الأثمان الغالية من غير الممكن أن يرفع الأيدي ويستسلم لمن دمر بلده ومدنه وقراه وفتح أبوابه لهذا الإحتلال الذي إن لم يواجه بمقاومة فاعلة وبموقف عربي ودولي جدي فإنه سيستمر حتى نهاية هذا القرن الذي لا يزال في بدايات أولى سنواته!!.