تغريد السعايدة

عمان-الغد- لأول مرة في السينما العالمية، يواجه المخرج الفلسطيني الشاب نورس أبو صالح، العالم، بقصة فيلمه الجديد "المنع"-"the ben"، الذي يتناول فيه قضية المنع للمسافرين من بعض الدول العربية لدخول أميركا، بعد القرار الذي أصدره الرئيس الأميركي دونالد ترامب، ليواجه به العالم في إيضاح فكرة العالم العربي وآثار هذا القرار بأبعاده الإنسانية والاجتماعية.

وفي التفاصيل، يقول المخرج أبو صالح لـ"الغد"، إن الفيلم الذي لم يُعرض حتى الآن في أي محفل فني وسينمائي، وسيكون العرض الأول خلال مهرجان "كان" السينمائي 2017.

وسيكون العرض ضمن زواية الأفلام الروائية القصيرة في المهرجان؛ إذ وصف أبو صالح الفيلم بأنه "صرخة سريعة" للعالم عن مدى تأثير مثل تلك القرارات على سير الحياة اليومية للملايين من الأشخاص الذين سيتأثرون بقرار الرئيس الأميركي.

وكان الرئيس ترامب أصدر قراراً في كانون الثاني (يناير) الماضي يتمثل بمنع دخول المسافرين من دول إسلامية عدة، والتي تم تعطيلها من قبل قضاة، إلا أن القرار تم تسييره، وكان له أثر على الرعايا المتواجدين في أميركا والمسافرين إليها بهدف الدراسة والعمل، ومن هنا تأتي قصة الفيلم.

ويشير أبو صالح إلى أن القصة التي قام بتأليفها وإخراجها، تأتي من تجربة شخصية حدثت له خلال زيارته لأميركا، إلا أن قصة الفيلم جاءت لتطرح قصة فتاة يمنية "لين" التي تدرس في الولايات المتحدة، وخلال سفرها في إحدى المرات تتعرض للاحتجاز ليلة صدور القرار في مطار شيكاغو، وهنا تبدأ قصتها في المعاناة والاستجواب من قِبل الـhome land security، وتوجيه الأسئلة لها للتعرف على تفاصيلها وسبب السفر وغيرها من التفاصيل.

مدة الفيلم التي لا تزيد على خمس دقائق، اختزلت تفاصيل تأثير هذا القرار ووقعه على المتضررين، ومن ضمنهم الطالبة لين، التي تبدأ بالإجابة عن الأسئلة المتلاحقة لها، لتتحدث عن قريتها التي جاءت منها في اليمن، وهي "اليكلا"، ليتضح أن تلك القرية هي التي تم فيها الإنزال الأميركي الأول في عهد الرئيس ترامب، وما يتبعها من تفاصيل أخرى، يمكن للمشاهد أن يتعايش مع ما يجري فيها في خمس دقائق فقط.

ويرى أبو صالح أن التحدي الكبير كان له في المدة التي سيتم فيها تصوير الفيلم، والتي لم تتجاوز الأسبوعين فقط، لتختزل في خمس دقائق، كان لا بد له أن يتحدث فيها عن تلك التجربة بكل تفاصيلها وجزيئاتها البسيطة والعميقة في اللحظة ذاتها.

والاعتماد على طريقة الإخراج كان العامل الأبرز، لذا حرص أبو صالح على أن يقف عند كل التفاصيل بالحركات والكلمات والأجواء وطريقة التصوير، وغيرها من الأمور الفنية التي تعطي الفيلم أجواءه الخاصة، والتي كان لها دور في اختيار الفيلم ليُعرض في زاوية الأفلام الروائية القصيرة.

بالإضافة إلى أن الفيلم من إخراج وقصة أبو صالح، فقد قام المنتج الأردني المقيم في قطر عبادة الجربي بإنتاج الفيلم، والذي تم تصوير أحداثه في قطر؛ حيث رأى فيها المكان الملائم لتصوير الأحداث، والتي تنقلت ما بين المطار وقرية الطالبة لين، وغيرها من الأحداث التي تحتاج إلى أكثر من بيئة طبيعية للتصوير.

وشارك في تمثيل أحداث الفيلم من اليمن هبة عبدالله وغازي كشميم، ومن فلسطين ديما الخطيب ورائد مرعي؛ حيث أشاد أبو صالح بفريق العمل الذي كان له دور كبير في إنهاء التصوير بوقت قياسي وبطريقة احترافية، ليكون رسالة ويمثل صرخة سريعة لكل العالم للتعاطف والتعرف على الآثار المترتبة على هذا القرار "غير العادل"، فالإنسانية هي التي يجب أن تتحكم في مصير الإنسان.

ويضيف "بدون أن يتعرف العالم على الوجوه ويلامس تجربتها الإنسانية، لن يكون بوسعه الإحساس بقصص المتضررين والتعاطف معهم، وإدراك ما تعنيه مظلمتهم، وهذا من مسؤوليات السينما".

ويتوقع أبو صالح لفيلم "المنع" أن يُحدث صدى جيدا في العالم، وبخاصة أن قضية المنع ما تزال قائمة ولم يتم وقف القرار، على الرغم من وجود الاعتراضات المتتالية بشأنه.

ويشار إلى أن المخرج أبو صالح له العديد من الأعمال الفنية التي تتمثل في الأفلام القصيرة، وشارك في زاوية الأفلام القصيرة في مهرجان كان السينمائي مرتين قبل ذلك في العام 2011 بفيلم درامي قصير بعنوان "هدنة"، والعام 2016 بفيلم قصير بعنوان "القيق"، الذي يتناول قضية إضراب الأسير الفلسطيني محمد القيق.

وقام أبو صالح بتأدية دور القيق في الفيلم، ويعد فيلم "معطف كبير الحجم" من الأفلام الطويلة لأبو صالح وتم عرضه في العديد من المهرجانات ودول العالم، والذي يتناول القضية الفلسطينية بتفاصيلها اليومية الإنسانية.