الراي - اعلنت القيادة المركزية الامريكية ان قوات التحالف الدولي شنت اكثر من عشرين الف غارة على مواقع الارهابيين في سوريا والعراق في الفترة من اب 2014 الى اذار 2017 اي بمعدل خمس وعشرين غارة يوميا نفذتها اضخم الطائرات الحربية واكثرها دقة وتصويبا وتدميرا ، ومع ذلك لم تنجح بالقضاء عليه بل دمرت البشر والشجر والحجر، مع ان امريكا احتلت العراق بكامله في بضعة ايام وبغارات جوية اقل بكثير من هذا العدد الضخم من الغارات التي شنت على الارهابيين ، والعراق يومها كان قوة عسكرية ضاربة لديه اكثر من نصف مليون جندي مدرب تدريبا عسكريا عاليا ، ويملك من الاسلحة والمعدات الحربية اضعاف اضعاف ما يملكه الارهابيون اليوم.

 

لم نعد نصدق امريكا وروسيا ومن معهم انهم جادون في محاربة الارهاب او ما يسمونه بالشيطان الاعظم ويرغبون بالقضاء عليه واجتثاث جذوره والا ما معنى هذه الالاف من الغارات الجوية وهذه السنين من القتال بكل انواع الاسلحة المحرمة وغير المحرمة دون ان تكسر شوكتهم ؟

 

الباحث في مركز الامن القومي الاسرائيلي ميخائيل ميلشتاين ربما اجاب على هذا السؤال من حيث لا يدري في مقال نشرتة جريدة السفير اللبنانية يقول « ان تفوق اسرائيل يحتاج الى معركة صبورة استنزافية مديدة السنين « وهذا يعني ان الارهاب تم انتاجه وتوزيعه لهذه الغاية لصالح اسرائيل.

 

الغرب يدرك اننا نعرف هذه الحقيقة المرة لهذه الحرب الدائرة علينا وجعل منطقتنا ساحة مفتوحة للصراع الطائفي والاقليمي والدولي والعودة بنا الى داحس والغبراء التي استمرت اربعين عاما ، وان الارهاب شوكة زرعت في ظهر العرب ، واننا لم نجرؤ على قولها بعد لان حالنا اليوم معهم ومع ارهابهم وغاراتهم الجوية ، كحال الامبراطور الذي اكد له الترزي ( خياط الملابس ) انك لو مشيت عاريا لا احد من الناس سيقول لك شيئا ، فخرج الامبراطور في يوم عيد العرش بحلته الامبراطورية العارية راكبا حصانه المزركش والجماهير مصطفة على الجانبين لا يجرؤ احد على القول ان الامبراطور عاري الى ان خرج طفل من بين الصفوف وصاح باعلى صوته الامبراطور عار الامبراطور لم يلبس ثيابه وهنا نظر الناس بعضهم لبعض وحينها فتحت عيونهم فرأوا الامبراطور على حقيقته عاريا وهاجوا وماجوا واقتربوا منه واوقعوه عن حصانه وقتلوه وضاع الامبراطور وضاعت هيبته.

 

Seliman1@hotmail.com