Friday 29th of March 2024 Sahafi.jo | Ammanxchange.com

المواضيع الأكثر قراءة

 
  • آخر تحديث
    02-Aug-2017

الأردن قيادة هاشمية وشعب .. مواقف مشرفة بحق المقدسات - د. منجد فريد القطب
 
الراي - لم يكسر الصهاينة هيبة الدولة الأردنية كما ادعى البعض ولن تكون الأزمة الأخيرة التي مر بها الأردن نقطة سوداء في تاريخه. فللأردن وقفات بطولية شهد لها التاريخ والحاضر دفاعا عن المقدسات الاسلامية والمسيحية في القدس الشريف ودفاعا عن القرار الفلسطيني المستقل وعن رسالة الاسلام السمحة في أصقاع المعمورة في وجه مخططات أعداء الأمة.
 
الأردن قدم كواكب من الشهداء الأبرار على روابي وأسوار القدس والأردن احتضن الآلاف من اللاجئين الفلسطينيين الذين احتموا بربوعه ودياره من هجمة الصهاينة الشرسة واحتلالهم للأراضي العربية، والأردن لم يترك مناسبة محلية أو اقليمية أو دولية لتسليط الأضواء على عذابات الشعب الفلسطيني ووجوب بناء كيانه الوطني الحر المستقل واحترام حقوقه وتطبيق المعايير الدولية.
 
جلالة الملك كان الوحيد بين القادة العرب والمسلمين الذي تطرق في القمة العربية الأمريكية في الرياض لطغيان الاحتلال الاسرائيلي والى ضرورة ايجاد حل عادل ودائم وشامل لقضية شعب ما زال يعيش لاجئا في الشتات في بيئة من الفقر والقهر والحرمان تحت ظلال عنصرية بغيضة واحتلال غاشم هو الأطول والأشرس في التاريخ الحديث المعاصر.
 
الأردن أول من عمل جاهدا ضد مخططات اسرائيل لتغيير الهوية العربية والاسلامية للقدس الشريف وأول من لفت انتباه العالم الى خطط اسرائيلية تهدف لتقسيم الحرم القدسي الشريف زمانيا ومكانيا وتغيير الوضع التاريخي والقانوني والديني بالأماكن المقدسة الاسلامية والمسيحية.
 
والأردن لم يترك مناسبة الا ولفت الانتباه الى الاستيطان اليهودي الشرس ومصادرة الأراضي وهدم المنازل والممارسات الاسرائيلية خارج القانون الدولي.
 
في ظل تصارع القوى العظمى وانشغالها بأزمة كوريا الشمالية وبخروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي وبالأزمة الخليجية، يمكن القول بثقة أن الأردن فعل ما لم يفعله الكثير والأقوى ماديا وسياسيا وتحمل الكثير طوال عقود طويلة من اللجوء والتشرد والصراع وقاوم نظرية فرض حقائق على الأرض وتحويل دولته لوطن بديل: حلم ما يزال يراود حكام اسرائيل.
 
المشكلة ليست في دور الأردن التاريخي وسعيه الجاد والدؤوب لتطبيق القوانين والقرارات الدولية كقرارات مجلس الأمن والجمعية العامة للأمم المتحدة والجامعة العربية التي أصبحت بفضل الواقع العربي حبرا على ورق ولكن المشكلة العويصة تكمن بفشل الاعلام الأردني في ايصال رسائل جلالة الملك الثابتة والدائمة للمجتمعات العربية والدولية واخراجها من عقال الاعلام المحلي.
 
اسرائيل تتهرب من استحقاقات السلام ومن الاعتراف الصريح بالظلم المحيق بالشعب الفلسطيني الأعزل واسرائيل هذه تريد اللعب بالوقت واشعال فتن ونزاعات عرقية في بلد ما يزال باجماع القاصي والداني واحة للأمن والسلام والاستقرار في منطقة ملتهبة بالأزمات والحروب الطائفية.
 
جلالة الملك عبد الله الثاني هو لسان الشعب الفلسطيني ضد الاحتلال الاسرائيلي، هو من يجسد وينقل تضحياته وعذاباته للمنصات الدولية وهو من يدعو للتعايش والسلام والوئام بين الثقافات والحضارات ومن يدعو المجتمع الدولي لانصاف الشعب الفلسطيني وقيادته الشرعية برئاسة الرئيس محمود عباس والى ازالة أسباب العنف والتطرف والارهاب والتخلص من أطول احتلال واستيطان وجدران وعقلية القلعة والقيود والاحتجار والحواجز والجدران والاقتحامات المتكررة للمسجد الأقصى المبارك والقضاء على الموروث الديني والحضاري والثقافي والاجتماعي للشعب الفلسطيني التي لن تخدم بالنهاية الا دعاة الغلو والتطرف والارهاب.