Tuesday 23rd of April 2024 Sahafi.jo | Ammanxchange.com

المواضيع الأكثر قراءة

 
  • آخر تحديث
    21-Sep-2016

غائبة قضاياهم بشعارات المرشحين وحاضرون لتوزيع منشوراتهم مرشحون يستغلون الأطفال بتشغيلهم بالانتخابات

 

عمان- الغد - رغم خلو البرامج الانتخابية لغالبية القوائمة المترشحة للانتخابات النيابية التي جرت أمس من القضايا المتعلقة بحقوق الطفل، إلا أن حضور هذه الفئة كان لافتا وكثيفا أمام مراكز الاقتراع وفي المقار الانتخابية.
والمتابع لبرامج القوائم الانتخابية يرى أن جميعها خلا من قضايا، براعم الوطن، ومن بينها توفير بيئة تعليمة صحية وملائمة لهم، إلى جانب محاربة ظاهرة عمالة الاطفال وزجهم بقسوة بسوق العمل، الا أن العديد من القوائم والفرادى لم يغفلوا عن استغلالهم عبر تشغيلهم بمقارهم أو حملاتهم الانتخابية، فمنذ اللحظة التي تدخل فيها الى مركز للاقتراع يلحق صبية بك ليحملوك مختلف صنوف الاوراق والمطبوعات، وكروت التعريف بهذا النائب أو ذاك وهذه الكتلة أو تلك.
والكثير من الصبية تواجدوا على أبواب أمام مراكز الاقتراع، ولكل في تواجده سبب فبعضهم رافق والده الذي قصده للادلاء بصوته، فيما بعضهم خاصة أولائك الذين يقطنون بالقرب من مراكز الاقتراع دفعهم الفضول للخروج من المنزل ومتابعة العملية. 
وفيما يؤكد غالبية الأطفال الذين التقتهم "الغد" في جولة ميدانية أن مشاركتهم تأتي من باب دعم مرشحين من أقاربهم أو معارف لعائلاتهم أقر آخرون انهم تلقوا مبالغ مالية مقابل لقاء توزيعهم المنشورات والصورا للقوائم والمرشحين.
وإلى جانب توزيع المنشورات والصور، كان مرشحون قد عمدوا إلى تشغيل هؤلاء في مقاراتهم الانتخابية، بمهام تمثلت في تقديم القهوة والشاي، والمياه لمرتادي المقر.
ورصد تقرير لتحالف نزاهة صدر اول من امس حالات استخدام للأطفال بما نسبته 25% من التجمعات وذلك من خلال ارتداء الأطفال للشعارات الانتخابية وتوزيع الأطفال للدعاية الانتخابية.
حضر عبدالرحمن وعامر إلى أحد المقرات منذ الساعات الأولى للاقتراع يقول الصديقان (١١-١٤ عاما) أنهما حضرا بطلب من والد عبدالرحمن  للمشاركة بتوزيع المنشورات لصالح أحد المرشحين، ووصلت التعليمات إليهما بأن يكون التصويت لشخص بعينه في القائمة لا جميع من بالقائمة.
يقول عبدالرحمن "لا أعرف إلى أي ساعة سأبقى هنا لكني استمتع بقضاء الوقت هنا، فأنا سأحصل على 10 دنانير في آخر النهار". 
وفيما اقتصرت مشاركة عبدالرحمن وعامر بالوقوف على باب أحد المراكز فإن أطفالا آخرين كانوا يعملون منذ بداية الحملات الانتخابية بتوزيع العصائر والمياه ووجبات الطعام على المؤازرين في المقار الانتخابية مقابل أجور زهيدة قد لا تتجاوز بضعة دنانير في اليوم الواحد.
الجولة الميدانية لـ "الغد" في عدد من مراكز الاقتراع في عمان أظهرت أن غالبية الأطفال المتواجدين في مراكز الاقتراع كانوا دون رعاية أو رقابة من قبل أشخاص بالغين، الامر الذي يجعل منهم عرضه للعديد من المخاطر، أبرزها حوادث السير وتلك العرضية، فيما رصدت "الغد" حدوث عدد من المشاجرات البسيطة بين الأطفال المؤازرين لمرشحين مختلفين هذه المناوشات ازدادت حدتها في ساعات المساء مع اقتراب انتهاء موعد التصويت.
يذكر أن تعليمات الهيئة المستقلة للانتخاب المتعلقة بحملات الدعاية الانتخابية تنص على ضرورة "الامتناع عن استغلال الأطفال أو تشغيلهم في الدعاية الانتخابية"، الا أنها لم تنص على عقوبة للمخالفين، وقد يكون ذلك لان قانون العمل جرم تشغيل الاطفال وفي المادة 77 من القانون جرمت صاحب العمل المخالف بعمل الأحداث أو أي نظام أو قرار صادر بمقتضاه بغرامه لا تقل عن 100 دينار ولا تزيد على 500 دينار وتضاعف هذه العقوبة في حالة التكرار ولا يجوز تخفيض العقوبة عن حدها الأدنى للأسباب التقديرية المخففة.