Thursday 28th of March 2024 Sahafi.jo | Ammanxchange.com

المواضيع الأكثر قراءة

 
  • آخر تحديث
    21-Jun-2017

كيف يمكن ترجمة الدعم الملكي لصمود أهلنا في القدس - داود كُتّاب
 
الراي - أشاد الوفد المقدسي الكبير الذي التقى جلالة الملك عبد الله الثاني في الديوان الملكي الهاشمي العامر الاحد بحفاوة ودفء اللقاء وصلابة الموقف الأردني في دعم القدس والمقدسات.
 
ومن اهم ما جاء في اللقاء إصرار صاحب الجلالة على نقل الدعم الصادق للمقدسيين ورفض الإجراءت غير القانونية الإسرائيلية والتي تهدف الى تهويد والقدس والمساس بالوضع القائم في المسجد الأقصى.
 
اللقاء الملكي مع المقدسيين أصبح تقليداً سنوياً تتم خلاله مراجعة ما آلت اليه الأوضاع في مدينة السلام والتي فقد منها السلام منذ نصف قرن بسبب الاحتلال والضم غير الشرعي الإسرائيلي.
 
الاهتمام الملكي بالقدس ومع الاخذ بعين الاعتبار عمق العلاقة الأردنية - الفلسطينية تبرز الحاجة الماسة الى ضرورة إيجاد آلية ناجعة لتطوير تلك العلاقة لما يخدم أهلنا في القدس ويزيد من صمودهم رغم الصعوبات.
 
وإذا كان الصمود عنوان المرحلة الحالية وعلى المدى المتوسط القادم فعلينا البحث عن عناصر نجاح الصمود وعدم الوقوع في صراعات ومزاودات داخلية لن تقيد صمودنا بل تضعفنا. ومن هذا المنطلق نحن بحاجة ماسة الى آلية عملية لتحويل العديد من الأفكار التي طرحها الوفد المقدسي للملك الى برامج وقرارات يتبعها خطط وميزانيات ضمن جدول زمني ومع اهداف واضحة. فالمعروف ان الطرف الاخر يعمل ليلا ونهارا على تطبيق أهدافه العنصرية وفي طرفنا لا يوجد أي خطة سوى صمود أهلنا بصدورهم العارية.
 
للصمود عدة عناصر واهمها ضرورة الحفاظ على النسيج الداخلي. فلا صمود ونحن في صراع داخلي بين هذه المجموعة وتلك. ولا صمود في ضوء العصابات والخاوات وعدم احترام اسس الحياة من ملكية عقارات واراض واحترام الجيرة والتكاتف لمنع اي فتن او مشاكل داخلية تعكر جو التعاطف والتقارب الداخلي للمجتمع. فانهيار المجتمع المحلي سيكون اول انهيار في مراحل الانهيارات الكبرى.
 
والعنصر الاخر للبقاء والازدهار هو الصمود الاقتصادي. فمن الضرورة ان يكون هناك تفاهم وتشاور حقيقي حول عناصر القوى لدينا بحيث يتم ترجمتها الى مقومات التقدم وتقوي من البقاء. ولا شك ان هناك اخبارا واقاويل مخيفة حول التدخلات ومحاولات الهيمنة الاقتصادية فيما يتعلق بالصناديق الداعمة ومشاريع الاسكان وغيرها من الاطر التي يجب اخراجها عن الصراعات الداخلية لان ذلك يشكل سوسة تنخر في مؤسساتنا وستؤدي الى فشلها. كما ولا بد من اعادة النظر بسياسات الجسور خاصة في ما يخص الوثائق المطلوبة للمسافرين والتي تزيد من عبء السفر وتقلل من التواصل بين المقدسيين والاردن.
 
وفي غياب اي افق سياسي او حل للمدينة المقدسة فمن الضروري البحث عن وسائل لتمكين المقدسيين من التعبير عن أنفسهم والاجماع على هيئة او مجموعة شخصيات ممثلة لكافة الفئات تستطيع ان تمثل القدس بطريقة تعكس عمقنا الحضاري وطموحنا السياسي ان تبقى المنارة لكل ما نريده في المستقبل.