Thursday 28th of March 2024 Sahafi.jo | Ammanxchange.com

المواضيع الأكثر قراءة

 
  • آخر تحديث
    15-Mar-2018

حالة غير مسبوقة في التاريخ الأميركي !! - محمد كعوش

 الراي - النشرة الجوية تفيد أن الطقس ربيعي معتدل في المنطقة، ولكن الحرارة في ارتفاع بسيط، أما النشرات الأخبارية في الفضائيات تؤكد ان الأجواء السياسية الأقليمية ساخنة جدا، تفوق حرارة الطقس وسخونة الحروب العربية المشتعلة حولنا، وتنشر حالة من التوتر العام تسود المنطقة كاملة.

هذا التصعيد الخطير المتصاعد جاء نتيجة التهديدات التي اطلقتها المندوبة الأميركية في مجلس الأمن نيكي هايلي ضد سوريا، حين لوحت بعمل عسكري أميركي جديد قد يكون بتوجيه ضربات صاروخية لمراكز عسكرية وحكومية في دمشق ومناطق اخرى، وهو التهديد الذي خلط الأوراق من جديد بشكل قد يغيّرالمسارات السياسية الراهنة.
لا اعتقد أن السيدة هايلي أطلقت تهديداتها بقرار منها، أو بارادتها وحدها، رغم أنها طافحة بالكراهية والحقد والعنصرية، بل هي تتحدث عن قرار رسمي أميركي، وتهدد باسم حكومتها، كما تعبر عن موقف الأدارة الأميركية السياسي في البيت الأبيض.
فواشنطن تريد تحقيق هدفين بضربة واحدة في سوريا، لأن خطاب المندوبة هايلي حمل رسالة واضحة موجهة الى دمشق وموسكو معا، وفي وقت واحد.
الهدف الأميركي الأول، هو اجبار الجيش السوري على وقف عملياته في الغوطة بعد تقدمه الملموس على الأرض، وبالتالي انقاذ جبهة النصرة واخواتها، قبل تحقيق الحسم العسكري الكامل في الغوطة لصالح الجيش، وهو الحزم الحسم الذي يريح النظام في سوريا، ويعرقل الخطط الأميركية بالنسبة لسوريا والمنطقة والصفقة، لذلك تسعى الولايات المتحدة لادامة الصراع، والأبقاء على تواجد المنظمات المسلحة في الغوطة لمواصلة اشغال الجيش السوري، وممارسة الضغط على دمشق من الغوطة وجوارها، والدليل على ذلك اننا نرى سكان بعض احياء العاصمة السورية يعانون جراء القصف المدفعي لمساكنهم بين حين وآخر، أي ترك أحياء دمشق المدنية تحت رحمة المسلحين لأطول زمن ممكن.
اما الهدف الثاني من التهديد الأميركي في حال تنفيذه، تريد واشنطن اختبار قدرة موسكو، بعد خطاب الرئيس بوتين الذي كشف فيه عن ترسانته الجديدة من الأسلحة الأستراتيجية واسلحة الدمار الشامل. وفي خضم سباق التسلح، تريد الأدارة الأميركية وجنرالات البنتاغون معرفة الى أي مدى من الممكن أن تذهب موسكو في مواجهة الفعل العسكري الأميركي في سوريا.
الثابت أن الرد الروسي سريع وواضح وبعيد عن أي التباس، فوزير الخارجية الروسي لافروف حذّر واشنطن من العواقب الوخيمة لأي ضربة توجهها الولايات المتحدة لسوريا، اما رئيس هيئة الأركان في الجيش الروسي فكان أكثر وضوحا فأعلن أن القوات الروسية مستعدة للرد على أي قصف أميركي يعرض القوات الروسية في سوريا للخطر، وهذا يعني أن مصيبة كبرى قد تحدث في حال كان الطرفان جادين في تنفيذ تهديداتهما، لأن اي مواجهة اذا وقعت ستعرّض السلم الاقليمي والعالمي للخطر، خصوصا ان هذه المواجهة ستكون ساحتها في بلادنا وداخل حدود منطقتنا.
الحقيقة أن ما يقلق المتابعين لتفاصيل الصراع الاقليمي أكثر هو أن الصراع في المنطقة يرتبط بالتطورات الفوضوية التي تحدث داخل الادارة السياسية للولايات المتحدة، فهذه التغييرات الصادمة المتواصلة في مفاصل السلطة في واشنطن، والقرارات المتسرعة غير المدروسة التي يتخذها الرئيس الأميركي، مؤشر على أن شيئا غير مسبوق يحدث داخل دوائر اتخاذ القرار في اميركا ، وقد يكون حكم الفرد وتجاوز نظام المؤسسات في أقوى واكبر دولة هو الأخطر، وقد يعزز التوتر في العالم.
المشهد الأميركي غير المستقر، تؤكده حركة الخروج والدخول من والى البيت الأبيض ودوائر السلطة، حيث الطريق سالكة في اتجاهين، واعني اقالة من يعترض وتعيين من يقبل ويرضى، والتي كان اخيرها وليس آخرها اقالة وزير الخارجية تيلرسون بطريقة مهينة، وتعيين مدير المخابرات مايك بومبيو مكانه، وتعيين جينا هاسبيل أول سيدة مديرة للمخابرات المركزية في التاريخ الأميركي، واعتقد أن الرئيس ترمب سيكون حالة غير مسبوقة في تاريخ الرئاسة الأميركية أيضا.