Thursday 25th of April 2024 Sahafi.jo | Ammanxchange.com

المواضيع الأكثر قراءة

 
  • آخر تحديث
    15-Sep-2019

الباحث ممدوح يحاضر في الجمعية الفلسفية حول «تيار ما بعد الحداثة»

 الدستور-قدم الباحث مجدي ممدوح، في الجمعية الفلسفية، محاضرة حول «تيار حول ما بعد الحداثة»، الذي شغل الساحة الفكرية الغربية والعالمية طوال نصف القرن المنصرم وكان له تجليات وانعكاسات ثقافية وسياسية واقتصادية واجتماعية عميقة الأثر.

قال ممدوح: «إن كتاب جان فرنسوا ليوتار «الوضع ما بعد الحداثي» كان بمثابة البيان الـ»ما بعد حداثي». وأشار إلى أن المبررات التي قدمها ليوتار لتجاوز الحداثة تتلخص بالقول إن مجتمعات النصف الثاني من القرن العشرين لم تعد قابلة للانضواء ضمن فلسفة شمولية واحدة، فهي مجتمعات شديدة التنوع والتعقيد ولا مجال للتوفيق بينها. ومن هنا جاء نحت ليوتار لمصطلحه الشهير «موت السرديات الكبرى»، وبدلا من ذلك فإن السرديات الجزئية هي المعبر الحقيقة عن هذه الحقبة.
وأضاف المحاضر: وقدم ليوتار أمثلة عديدة على السرديات الكبرى مثل الحداثة، الاشتراكية، الديمقراطية، الليبرالية والعلم. والعقل أيضا هو سردية كبرى. وقد أخذ تيار ما بعد الحداثة على نفسه محاربة وإسقاط مواقع العقل في الثقافة الغربية، هذا العقل الذي ظل مهيمنا منذ الديكارتية، وأصبح «إله الحداثة».
وبحسب المحاضر فقد حاجج (المابعد حداثيون) أن العقل انحرف مع مرور الزمن عن مساره الأصلي الذي كان يعد بتمكين الإنسان من السيطرة على الطبيعة وتسخيرها من أجل مزيد من الحرية والوفرة والرفاه. ولكن ما حصل في الواقع أن أدوات هذا العقل الجبارة وقدراته التكنولوجية قد تم تسخيرها لاستعباد الإنسان. ثم تحولت بعد ذلك إلى آلة شريرة لقتل الإنسان كما حصل في انبثاق النازية والفاشية والحربين العالميتين. وبالإضافة إلى هذه الإفرازات الكارثية للحداثة، فإن الحداثة (وإلهها العقل) قد عانت عدم كفاية معرفية؛ فقد أثبتت كشوفات فرويد أن السلوك الإنساني يصدر في معظمه من اللاوعي . وظهر كذلك تيار التأويل الذي يقوم على تعدد أوجه الحقيقة وعدم واحديتها. وكان حقل الفيزياء من أكثر الحقول الكاشفة لغياب آليات العقل. فقد تمردت فيزياء الكم على التعليل السببي وحطمت قوانين العقل الثلاثة. كل هذه المظاهر السابقة لإخفاق العقل قدمت مبررات قوية لبروز تيار لا عقلاني في النصف الثاني من القرن العشرين. وقد استلهم هذا التيار فيلسوفا معاديا للعقل هو فريدريك نيتشه ونصبوه عرابا لهذا التيار بالإضافة لمارتن هيدغر.
وبيّـن ممدوح أن تيار ما بعد الحداثة قدم مقاربات متنوعة جدا في الفكر والفن والأدب تضمن قدرا كبيرا من التشتت والتشظي وإنكار الوحدة. وأخيرا وفي مطلع الألفية الثالثة برزت توجهات لتجاوز تيار ما بعد الحداثة والاتجاه نحو ما بعد بعد الحداثة، وظهرت ملامح هذا التوجه الجديدة بوضوح في النتاج السينمائي.