Thursday 28th of March 2024 Sahafi.jo | Ammanxchange.com

المواضيع الأكثر قراءة

 
  • آخر تحديث
    17-May-2018

العمل النقابي والصراعات السياسية - المهندس. عامر عليوي

 الراي - ما أن انتهت انتخابات رئاسة نقابة المهندسين إلا وبدأت التراشقات على مختلف الوسائل بين الألوان السياسية المختلفة نقابيين وغير نقابيين وهذا التراشق ما هو الا دليل على أن العمل النقابي في الاردن أصبح مسيّسا لمصالح جماعة أو أحزاب أو حتى حركات غرضها وهدفها بعيد كل البعد عن مصلحة النقابات ومنتسبيها. علما بأن من ثوابت العمل النقابي أنه يجب أن يقدم بدون تسيّس لصالح أفراد أو حركات أو أحزاب ويجب أن يكون لهدف واحد هو صالح النقابات وخدمة منتسبيها بدون تفرقة بينهم!!

لقد مرت النقابات المهنية في الاردن خلال العهود الماضية لتسييّس صريح وخفي لصالح جماعات وأحزاب معارضة تهدف لتسخير موارد النقابات لصالحهم بعيدة كل البعد عن مصالح النقابات ومنتسبيها، وخلال تلك الفترة مر كل نقابي بمراحل مختلفة بين مؤيد ومعارض ومنقاد لتسييّس العمل النقابي وتصارعت القوى المسيّسة للعمل النقابي لصالحها للاستئثار بالخدمة النقابية تصارع الوحوش والعصابات مما كانت نتيجته ضياع مصالح النقابات ومصالح منتسبيها.
ان ما حدث مسبقا من قيام بعض الأطراف على «تسيّيس» العمل النقابي كان له تأثير سلبي واضح على العمل النقابي،
هذا «التسيّس» كان ظاهرا على مختلف المستويات حيث كانت التحالفات الانتخابية تحالفات سياسية بالأساس وصلت بالنقابات الى مرحلة ما قبل الانهيار لمنظومة العمل النقابي وبالتالي ضياع حقوق منتسبيها.
هناك اليوم أحزاب في الأردن وبرلمان منتخب ومجالس محلية منتخبة وألوان سياسية مختلفة، وعليه يجب ان يبقى العمل النقابي فوق الانتماء السياسي، ويمكن لكل السياسيين الانخراط بقوة في العمل النقابي مقرين ومعترفين بان العمل النقابي والسعي من اجل تحقيق مصالح ومطالب المنتسبين لا يقبل التوظيف السياسي ويجب المحافظة على الخيط الرفيع فيما بينهما، وان يكون العمل النقابي مقتصرا على تحسين أوضاع المنتسبين في النواحي المادية و المعنوية.
وانطلاقا من أهمية ممارسة العمل النقابي وجدواها في المحافظة على حقوق جميع المنتسبين وتحسين أوضاعهم والارتقاء بالواقع الموجود نحو الأفضل ، أوجه صرخة لكل النقابيين اليوم الى ضرورة إدراك خطورة لعبة السياسة داخل النقابات المهنية والعمالية والمحافظة على ابقائها خارج لعبة التوظيف السياسي لأي جهة كانت، وان تبقى النقابات حصنا للدفاع عن مطالب منتسبيها وليس للدفاع عن شعارات ومطالب الأحزاب، والسياسيين، والانتباه الى خطورة أولئك الذين يريدون ان يجعلوا من العمل النقابي امتدادا لأحزابهم السياسية المختلفة على حساب المنتسبين لهذه النقابات.
*جامعة العلوم والتكنولوجيا الأرنية