Thursday 18th of April 2024 Sahafi.jo | Ammanxchange.com

المواضيع الأكثر قراءة

 
  • آخر تحديث
    10-Oct-2018

هل تذهب إسرائيل إلى انتخابات مُبكرة؟ ..انتظروا نتانياهو «الخامس»* محمد خروب
الرأي - 
 
في الوقت الذي خضع فيه رئيس الائتلاف الفاشي في دولة العدو الصهيوني بنيامين نتانياهو لتحقيق وحدة»لاهف»في الشرطة الإسرائيلية للمرة الثانية عشرة,بسبب شبهات فساد ورشاوى وإساءة استخدام السلطة وبروز مؤشرات على أن الملفات الأربعة التي تحمل الأرقام 1000، 2000، 3000 و4000 قد تنتهي بتوجيه لائحة اتهام,يمكن ان تُسهم بين أمور أخرى في تهديد مستقبله السياسي,وبخاصة ان زوجته سارة توشك هي الأخرى على دخول السجن بعد ان بات مؤكداً توجيه لائحة اتهام لها باستخدام اموال»الدولة»لأغراض شخصية (إحضار وجبات جاهزة من المطاعم).في هذه الاجواء عاد الى الواجهة الحديث عن انتخابات مُبكرة ينوي نتانياهو الدعوة اليها،متذرعا بقانون تجنيد الحريديم (المتدينين اليهود) الذي أُعفوا من هذه المسألة طوال سبعة عقود،لكن الضغط الشعبي والحزبي والدعوات الى» المساواة في تحمّل العبء»، وان لا يتمتع هؤلاء بأموال دافعي الضرائب التي تُصرَف اليهم بذريعة:»إنهم يَدرسون التوراة»،وقد تم وضع مشروع قانون الكنيست ينص على تجنيد الشباب»الحريدي»،لكن لم يتم الاتفاق على صيغته النهائية مع احزاب»الحريديم»التي تُلوّح بالانسحاب من الحكومة،ما سيؤدي الى إسقاطها،كونها لا تتمتّع سوى بمظلة من (67) نائباً،فيما تتوفّر الاحزاب الحريدية،شاس ويهودوت هتوراة على 12 مقعداً.
 
نتانياهو الذي يشهد له خصومه الكثر قبل حلفائه بأنه مناور بارِع،وإن كانوا جميعاً يتّفِقون على انه مخادع وكاذب،ولا يتّخذ مواقف حاسمة في اي موضوع داخلي،بل يعمد الى إثارة الخلافات بين شركاء الإئتلاف والتلويح لمعظمهم بانتخابات مبكرة،لثقته ان معظمهم لا يُحبّذ خيارا كهذا،لأن احزابا مُعيّنة تخشى عدم اجتياز نسبة الحسم (حالياً 25ر3%),ونواب في احزاب اخرى يخشون عدم عودتهم للكنيست.لهذا يعود للتلويح براية الانتخابات المبكرة،إذا لم يتم الاتفاق في الائتلاف الحكومي على الصيغة النهائية لقانون التجنيد،وإن كانت ذريعة متهافِتة لانه بات يخشى خصمه الأشرس والأخطر وهو زعيم حزب المستوطنين (البيت اليهودي) وزير التعليم الفاشي نفتالي بينيت،الذي يدعو صراحة الى ضَم منطقة ج (C) وفق تصنيف اتفاق اوسلو الكارثي الى اسرائيل،ومنح سُكانها الجنسية الاسرائيلية (لا يزيدون عن ستين – ثمانين الف فلسطيني،فيما مساحة المنطقة المذكورة تُشكِّل 60% من مساحة الضفة المحتلة).
 
لهذا ايضاً يُراقب نتانياهو عن كثب التراشق الإعلامي»العنيف»المندلع بين»أبرز»وزيرين في حكومته.هُما الفاشيّان :»افغيدور ليبرمان»وزير الدفاع،ورئيس حزب»اسرائيل بيتنا»،حيث تقول استطلاعات الرأي ان حزبه قد لا يجتاز نسبة الحسم،ونفتالي بينيت الذي يتّهم ليبرمان بان سياسته الامنية في قطاع غزة»مُهادِنة»،فيما يردّ الاول ان بينيت يُفضل تحويل اسرائيل الى دولة ثنائية القومية،تمنح فلسطينيي الضفة الغربية والقدس مواطنة اسرائيلية كاملة،بسبب هوسه فرض السيادة والقانون الاسرائيلي على مناطق»يهودا والسامرة».ولم يتورّع»حزب»هذا الفاشي في معرض دفاعه عن مواقف ليبرمان الحازمة تجاه قطاع غزة من القول في بيان اصدره:»ان السياسة الامنية المسؤولة التي يقودها ليبرمان اثبتت نفسها،بدليل مصرع»سبعة»فلسطينيين في قطاع غزة بنيران الجيش،دون اصابة جندي اسرائيلي واحد (كذا).
 
نتانياهو سيبُت خلال اسبوعين وبشكل نهائي،بقرار التوجّه نحو انتخابات مبكرة ام لا،لكنه لا يكف عن المناورة محاولا الحؤول دون اختفاء احزاب تعنيه،تُهدّدها احتمالات عدم اجتيازها نسبة الحسم،لهذا يسعى الى تشريع قانون في الكنيست التي تبدأ دورتها الشتوية منتصف الشهر الجاري ينص على»تخفيض»نسبة الحسم كي تصبح 75ر2% فقط، (كانت حكومة نتانياهو السابقة رفعت نسبة الحسم من 2% الى 25ر3%، لتحول دون دخول الاحزاب الصغيرة الى الكنيست،وبخاصة القوائم العربية.لكن النتيجة كانت صادمة تماما،عندما اتّحدت الاحزاب العربية في قائمة واحدة وحصلت على 13 مقعداً مُحقِّقة المرتبة الثالثة في الكنيست).
 
لن يجد نتانياهو معارضة تذكر لمشروعه هذا،لكن هدفه ليس فقط تأجيل»محاكمته»وسط انباء عن قرب انتهاء الشرطة من التحقيقات واعلان توصياتها،وما اذا كانت ستحمل في طياتها توجيه لائحة اتهام رسمية له، بقدر ما هو معني بان يحوز حزبه (الليكود) على أربعين مقعداً،وهو خيار لا يبدو مُستبعَدا في ضوء استطلاعات الرأي.في الوقت ذاته الذي لا يوجد في الساحة»زعيم»آخر يُنافسه لرئاسة الحكومة الجديدة.اللهم إلاّ إذا حدث»انقلاب»داخل الليكود,واسفر مؤتمره المُقبل عن»ليلة سكاكين»تُطيحه وتأتي بآخر مكانه، لكن احتمالاً كهذا يبدو بعيد حتى الان،رغم الحملات التي يَشُنّها خصومه عليه... في اليمين واليسار على حد سواء.
 
يقول مناحيم بِن في صحيفة معاريف في مقالة له (7/10):»...التحقيقات والمحاكِم المُرتقَبة له، ومحاكمة زوجته التي دخلت في سير مُتقدِّم،من شأنها ان تُؤثّر على تفكيره،او للدقة – يواصِل – تشتيت تفكيره، وقد بات هذا ُمشكلة مؤكدة لنا،وعلينا ان نسمو الى حجم اللحظة وحجم الطوارئ وحجم التهديد،فـَ»نُحرِّر»الى بيته،نتانياهو كثير الإنجازات، والمُحاط بمحبة الشعب الحقيقية،ونترك اسرائيل تتقدَّم الى الامام»ختم بِن.
 
نتانياهو في نسخته الخامسة (أي..اذا ما وعندما يفوز في الانتخابات المُقبلة ويُشكّل حكومته الخامسة،لِيسبِق بن غوريون في المُدَد التي قضّاها رئيساً للوزراء),يبدو انه لا يَعبأ كثيرا بالحملات التي تُشنّ عليه,لقناعته ان احدا لا ينافِسه على الزعامة،فضلا عما هم عليه خصومه من انقسامات،ناهيك عن قدرته على تشتيت انظار الجمهور الصهيوني عبر الهرب الى الامام،بالذهاب الى مغامرة عسكرية جديدة سواء نحو قطاع غزة وربما في اتجاه لبنان او العراق كما هدّد مؤخراً،او تجريب»حظه»مع روسيا وسوريا مرة اخرى،ولكن بعد ان باتت منظومة S-300 في يد الجيش السوري.