Thursday 28th of March 2024 Sahafi.jo | Ammanxchange.com

المواضيع الأكثر قراءة

 
  • آخر تحديث
    30-Sep-2014

أهل السبعين عاماً في الجامعات*د. مهند مبيضين

الدستور-ينتهي عمل عضو هيئة التدريس في الجامعات عند بلوغه سن السبعين، هذا عمر محدد لبقائه كعضو هيئة تدريس، ومؤخرا أثير في مجلس التعليم العالي أمكانية التمديد لأعضاء هيئة التدريس لسن الخامسة والسبعين، ومع انحياز وزير التعليم العالي وميله لهذا المقترح، إلا أن الأمر لم يُقطع به بعد. فثمة تردد، والأمر قد يحتاج لتعديل في الأنظمة أو التشريعات.
قد تكون «السبعون» سناً مثلى للتقاعد، بالنسبة لعضو هيئة التدريس الذي يكون قضى عمراً طويلاً في مقارعة الطلبة والإدارة الاكاديمية، وقد تكون فرصة خروج هؤلاء السبعينيين فرصة مناسبة لكي تجدد الأقسام العليمة دماءها، ذلك أن بعض الأقسام ظلت بعض الأسماء فيها تحتكرالموادّ ولا تُعين اساتذة جددا، فانتهت بعض الأقسام مرة واحدة، بتقاعد جُلّ اساتذتها، لأن مبدأ الابتعاث والتجديد في دماء الاقسام كان غائباً لا بل محارباً.
صحيح أن هناك قامات علمية محترمة بين هؤلاء الذين بلغوا التقاعد، وهم ثروة للجامعات، ولا يقدرون بثمن، لكن يبقى الأمر بحاجة للنقاش حول مدى امكانية الاستجابة لتوجه وزارة التعليم العالي، وهو توجه محمود فثمة من يتقاعدون وهم في قدرة على العطاء والتدريس، وطلبة الدراسات العليا بحاجة لخبرتهم، وثمة قسم قليل منهم لا يؤثر خروجه من الجامعة، وله ان يستمتع بتقاعده، وإذا قلنا ان هناك قسما كبيرا من الموظفين ممن يتقاعدون على سن الستين، وهم ذو قدرة على العمل، وخبرة في مجالهم فإن المشكلة تزداد تعقيداً، ويقال عندها، إن العدل على الجميع دون اعتبار للدرجة العلمية، وعمليا هناك موظفون أفضل خبرة وقيمة للجامعات من بعض الاساتذة.
لذلك، يجب اطلاق التمديد في عمر العمل، للجميع وفي الحالات الصحية المثالية الخالية من الكراهيات  يُترك الأمر للأقسام العلمية بتحديد مدى الاستفادة، ولكن في الوضع الراهن وكي لا يخضع الأمر للمزاج والأهواء يجب تقنينه، مع أنه أمر قد يلحق الأذى بالطامحين الجدد الشباب في التعيين، ولذا، يجب ان يكون التعيين مجزءا بحيث لا يتقاضى عضو هيئة التدرس راتباً كما كان قبل التقاعد، بل يحتفظ في مكتبة بالجامعة ويكون الأجر على حساب ساعات التدريس، عندها سيظهر لنا اصحاب الرسالة والراغبون بالتعليم.
قسم آخر من المتقاعدين، يجب أن يتجه لتأسيس مراكز بحثية، وهذا نشاط جيد، فالعمل في مؤسسات المجتمع المدني جيد، وبعض المراكز تعيش على محاضرات وندوات أهل الجامعات، وهذا باب من النشاط الذهني الجيد، ولعل مكافأة نهاية الخدمة تسعف أي عضو هيئة تدريس بالبدء بنشاط من هذا النوع.
هناك قسم خارج هذه الحسبة، وهم اساتذة الشرف، في الجامعات، وهؤلاء إضافة جيدة في ممارستهم التدريسية والإشرافية، وهم لا يعملون بالإدارة، لكن ثمة من يراهم من زملائهم ممن بلغوا السبعين مساوين لهم، أو مماثلين أو يفوقونهم، لذلك تقتضي مسألة سن السبعين معالجة شاملة للجميع، دون المساس بالحقوق المكتسبة لمن بلغوا درجة استاذ الشرف سابقاً.