Thursday 25th of April 2024 Sahafi.jo | Ammanxchange.com

المواضيع الأكثر قراءة

 
  • آخر تحديث
    06-Feb-2018

عفرين، منبج و»العضوية» الأوروبية: هل الأمر.. لـِ«تُركِيا»؟ - محمد خروب

 الراي - فيما تدخل عملية الغزو التركية للأراضي السورية الموصوفة تضليلاً «غصن الزيتون» اسبوعها الثالث (بدأت في 20 الماضي) دون ان تحقِّق اي انجاز ميداني جوهري, سوى إيقاع المزيد من الضحايا المدنيين السوريين, و ضخّ المزيد من التصريحات المتفائِلة وخصوصا في الدفع بمزيد من مرتزقتها الذين خلعت عليهم وصف «الجيش السوري الحر», كي يكونوا لحماً حيّاً لمدافع ونيران قوات حماية الشعب الكردية السوريّة, التي تتهمها انقرة بانها ارهابية،.. تبرز على السطح مؤشرات على تدحرج الازمات التركية على اكثر من صعيد, نتيجة إصرار الرئيس التركي على ازدراء القانون الدولي والضرب عُرض الحائط بكل ما يتعلق بسيادة الدول ومعايير علاقات الجوار, وبخاصة حقوق الشعوب في تقرير مصيرها، بعيدا عن العنصرِية والفوقِية والاستعلاء, التي تبدو انها تحّكُم نظرة الزعيم التركي, ازاء الشعب السوري وخياراته الوطنية والقومية.

 
لم تنجح جحافل الجيش التركي في اجتياح عفرين, ويبدو ان قادته قد ادركوا صعوبة مهمّتهم, الامر الذي دفعهم للتعاطي مع هذا الهدف عن «بُعد» والاكتفاء بالقصف البعيد ودعم محاولات مرتزقة الجيش الحر إختراق تخوم المدينة، لهذا لم يكن مفاجِئاً التهديد «المتجدِّد» الذي اطلقه المتحدث باسم الحكومة التركية بكر بوزواغ ومفاده» ان القوات التركية ستشن عملية عسكرية في مدينة منبج السورية, اذا لم «ينسحب» منها مسلحو حزب الاتحاد الديمقراطي. وهو لم يكتفِ بذلك بل قال: في حال لم يخرج هؤلاء من منبج, فاننا سندخلها ونواصل طريقنا نحو شرق الفرات».
 
وتأكيدا على مدى الغطرسة التي تتعاطى بها انقرة مع محيطها العربي وبخاصة في الازمة السورية, فان المسؤول التركي الذي يشغل منصب نائب رئيس الوزراء وكان قبل ذلك وزيرا للعدل, يرى ان القوات المسلحة التركية «مُجبَرة» على دخول منبج ان لم يخرج منها الارهابيون, وذلك «من اجل شعبِنا وبقاء دولتِنا ووحدة تراِبنا.. ومن اجل أمن حدودِنا, بالإضافة ــ والقول له لا فضّ فوهـــ الى منع إنشاء دولة إرهابية على حدودِنا».. فهل ثمة فارق حتى في اللغة والمصطلحات والتبرير, بين ما قالَته وتقوله الدول الغازِية والمستعمِرة مثل اسرائيل والولايات المتحدة, وبين ما يقوله المسؤول التركي الرفيع؟ الذي لا يرى في الجمهورية العربية السورية سوى مجالا حيويا لبلاده, وميادين حرب وساحة تدريب بالذخيرة الحية لجنود بلاده, والمرتزقة الذين يتحكَّم بحركتهم ويوجههم لقتل السوريين, وتدمير البنى التحتية والعمران واسباب الحياة في... بلد ليس بلده؟.
 
وبصرف النظر عن حكاية «المُهلَة» التي سُئِل عنها الناطق باسم الحكومة التركية, وعمّا اذا كانت انقرة قد «أعطتها» لواشنطن, من اجل انسحاب الميليشيات الكردية من مدينة منبج, فإن تلويح السيد بوزداغ بان تركيا: ستشُن العملية «الثالثة» على منطقة منبج، وتحذيره بأنه «اذا ارتدى الجنود الاميركيون زي الارهابيين، واستهدفوا من بينهم القوات التركية.. حينها – يواصل بوزداغ–لن نتردّد ولن نفرِّق بينهم»، يكشف ضمن امور اخرى, المأزق التركي الراهن, حيث تُبدي فيه انقرة رغم كل ما يُقال في تصريحات قادتها ووسائل اعلامها «ان غزوة عفرين (او اجتياح.. غصن الزيتون) لم تحقِّق اهدافها, وان ارتفاع عدد القتلى والجرحى في صفوف الجيش التركي، يؤشِّر الى خطأ الحسابات التركية, التي ظنَّت ان اجتياح عفرين ومواصَلة الطريق الى منبج, والوصول الى الحدود العراقية عبر منطقة شرق الفرات العربية السورية, ستكون نزهة ولا تعدو مدّتها سوى «مسافة السِكّة»... على ما يقول الأشقاء المصريون. ماذا عن عضوية تركيا في الإتحاد الأوروبي؟
 
فجأة.. عادت المسألة «طويلة الأمد».. هذه, الى صدارة المشهد التركي بعد الحديث
الصحفي الطويل الذي ادلى به الرئيس التركي رجب طيب أردوغان الى صحيفة «لاستامبا» الإيطالية, والذي ذهب فيه الى حسم هذه المسألة المعقّدة «وكأن الأمرَ له» قائلاً: بأن اي خيارات اخرى غير الحصول على العضوية «الكاملة» للاتحاد الاوروبي.. «لن تُرضينا». في اشارة واضحة الى رفض الإقتراح الذي عرَضه عليه الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون, خلال زيارته الشهر الماضي لباريس, والقاضي بإيجاد صيغة من «الشراكة» مع الإتحاد, بدلاً من.. الإنضمام والحصول على بطاقة العضوِيّة.
 
وبصرف النظر عن المتاعب الحقيقية التي يواجِهها الإتّحاد الأوروبي والإحتمالات المفتوحة لتفكّكه وتراجع الاهتمام لدى بعض اعضائه بالبقاء فيه, بعد «الهزّة» التي احدثها الخروج البريطاني منه(بريكِست) والاستفتاءات العديدة التي جرت في بعض دوله, واخرى منه تستعِدّ لاجراء استفتاءات مماثِلة، ما يجعل مسألة عضوية الاتحاد غير مغرِية، فإن إصرار اردوغان على تحميل الاتحاد «مسؤولية عرقَلة المفاوضات واعتباره الاتهامات الاوروبية لبلاده, بانها مسؤولة عن عدم التقدم في المفاوضات بانه «ظلم», وكذلك انطباق هذا الوصف «الظلم» على اقتراح «بعض دول الاتحاد لنا بخيارات اخرى غير الإنضمام».
 
قاصِداً اقتراح ماكرون بالشراكة. يشي بان الرئيس التركي يريد تحويل الأنظار عن مأزق الغزو الاخير الذي دشّنه في سوريا, وارتفاع عدد «التوابيت» التي بدأت بالعودة الى تركيا, عدا عن المأزق»الآخَر» الذي لم يعد من الممكن مواصلة إخفائه, وهو عدم تحقيق الوعود التي بذلها اردوغان لمواطنيه, بان تحرير عفرين قد اقترب وانها مسألة وقت. الى ان بدأت التصريحات تتوجّه نحو منبج وشرق الفرات فيما مستنقع عفرين.. يتّسِع ويتعَمَّق.
kharroub@jpf.com.jo