Thursday 28th of March 2024 Sahafi.jo | Ammanxchange.com

المواضيع الأكثر قراءة

 
  • آخر تحديث
    07-Nov-2017

عمان الطموح والمستقبل - د. فيصل غرايبة

 الراي - كان ابناء الأجيال الأردنية السابقة، ممن تخرجوا من جامعات خارج الأردن وعادوا الى البلاد والى المدينة او القرية في انحاء المملكة وعلى اطرافها او جهاتها الأربع، حيث كانوا يسكنون مع أهاليهم في واحدة من تلك القرى او المدن، كان كل واحد من هؤلاء يقصدون عمان ويطرقون ابواب الوزارات والمؤسسات للتقدم بطلب استخدام وياملون بالحصول على وظيفة في هذه المدينة الجميلة والمدينة العاصمة والمدينة قلب المملكة،وهم يحملون احلامهم الوردية وطموحاتهم العريضة وآمالهم البعيدة،ويأملون ان تتحقق بصورتها الوفيرة ومحتواها الغني في هذه المدينة الأم «عمان»،وكنت انا واحدا من هؤلاء الذين يمموا شطر عمان وحصلوا على وظيفة فيها عام 1968 وسكنوا فيها في بيوت مستأجرة ومتاحة نادرا وباجور مرتفعة نسبيا عما قبل،اذ أن الأردن آنذاك قد خرج من حرب حزيران 1967 وما زال يعيد ترتيب نفسه وتنظيم صفوفه من جديد،لاسيما وان مئات الموظفين قد تركوا وظائفهم بالضفة الغربية،والتحقوا بوزاراتهم ومؤسساتهم القائمة في عمان،والكثير منهم قد استقر في العاصمة واستقدم عائلته التي كانت تقطن في احدى مدن الضفة الغربية بحكم العمل. وعمل على التحاق ابنائه في مدارس العاصمة بطبيعة الحال.وزاد على ذلك عمليات الابعاد المتعمد من الأراضي المحتلة في السنوات التالية.

 
وهكذا واصلت عمان نموها واتساعها وتطورها واصبحت بحق ان تسمى ب»عمان العرب» فهي تفتح ذراعيها للأخوة اللبنانيين في ظل الاضطرابات الداخلية ببلدهم الشقيق من منتصف السبعينات الى منتصف الثمانيات،وهي تمضي بالتطور والتقدم، وتصبح بوابة للعراقيين بلقاءاتهم مع ذويهم المنتشرين في اوروبا وأميركا وتجارتهم واستيرادهم وتصديرهم وحتى استثماراتهم، واقلاعهم الى العالم الغربي للجوء والهجرة،بعد ان اغلقت مطارات العراق وموانئه منذ حرب الخليج الأولى اوائل التسعينات،والتي عاد على اثرها حوالي نصف المليون ممن كانوا يعملون في الكويت،وتستقبل هؤلاء وأولئك بالترحاب والتسهيلات بروح العروبة وبمشاعر الأخوة،وتبعا لذلك ازدهر العمران وبناء المساكن وبيع الشقق وايجارها،وامتلاك السيارات وبيعها لهؤلاء الأشقاء وأضحوا في عمان العرب مثلما كانوا في بغداد وسائر مدن العراق.
 
وتفاعل العمانيون وتجاوبوا مع جميع من جاء الى مدينتهم في التعامل والتعاون والمشاركة في مختلف مناشط الحياة،حتى أحس القادمون أنهم بين أهلهم وذويهم وهم يتمتعون بطيب الوفادة وحسن الترحاب،مما جعلهم يلهجون بالثناء لأهل عمان،ويتحدثون باعتزاز عن عمان لأبناء بلادهم بالداخل والخارج،مما شجعهم أن ييمموا شطر هذا البلد الأمين على قوميته واالمعتز بعروبته،ولو على الأقل للألتقاء بذويهم بباعث من الاشتياق او بدافع تيسير المصالح.
 
هذا عدا عن الكثير من التحركات السياسية والاتصالات الدبلوماسية ممن حرمتهم حالة الاقتتال الأهلي أو عدم الاستقرار وفقدان الأمن في أقطارهم،اذ كانت عمان وكان الأردن أول من يبادر الى تسهيل اللقاءات وعقد المؤتمرات وتنظيم الجلسات بين الأطراف التي تبحث عن التفاهم واعادة اللحمة بين ابناء الشعب الواحد،الذي باعد الخصام فيما بينهم ووسع الخلاف الفجوة بين صفوفهم.
 
بعد كل هذا الذي يقع على كاهل عاصمتنا الحبيبة، الا يحق لهذه العاصمة أن تنتظر مبادرة وطنية رسمية وشعبية ومن القطاعين العام والخاص، مما يخفف عنها العبء في التزايد السكاني والتوسع العمراني أفقيا وطوليا، والأزدحام المروري في شوارعها،والضغط على الخدمات الضرورية لكل مواطن وساكن فيها،والتمدد الاسمنتي على اراضيها الزراعية المحيطة؟
 
هذا في حين ترى عمان ان هناك مساحات من الاراضي الاميرية الشاسعة والخالية من الانسان والاستنبات،وهي تنتظر موارد بشرية ومادية ضخمة ومتكاملة وعازمة على احيائها واستثمارها ووقف الزحف الصحراوي نحوها،واشغالها في اعمال منتجة مفيدة للأجيال.
 
dfaisal77@hotmail.com