Thursday 18th of April 2024 Sahafi.jo | Ammanxchange.com

المواضيع الأكثر قراءة

 
  • آخر تحديث
    21-Feb-2018

استعادة صورة الأردن التعليمية المشرقة - بلال حسن التل

الراي -  أشرت في المقال السابق إلى اعتزاز جماعة عمان لحوارات المستقبل، بالشهادة التي أدلى بها دولة الدكتور عدنان بدران، من موقعه رئيساً لمجلس أمناء الجامعة الأردنية، ورئيساً للمجلس الأعلى للمركز الوطني لتطوير المناهج، ومن خلال تجربته التعليمية والتربوية الطويلة، بمبادرة الجماعة «لتعزيز مكانة ودور المعلم الأردني وفق أفضل الممارسات العالمية لاختيار وإعداد وتدريب المعلمين» وهي الشهادة التي جاءت أثناء افتتاح دولته للندوة

العلمية التي نظمتها الجماعة بالتعاون مع الجامعة الأردنية وبحضور ومشاركة معظم
كليات التربية في الجامعات الأردنية بهدف إثراء المبادرة وتطويرها.
ومصدر اعتزاز جماعة عمان لحوارات المستقبل بهذه الشهادة،أنه بالإضافة إلى المكانة
العلمية والتربوية لصاحب الشهادة، فإنها أي الشهادة تؤكد صوابية عمل الجماعة،
ودقة المنهج العلمي الذي تعتمده فرق عملها، وفي مقدمتها فريق التعليم، لمعالجة
الملفات الوطنية بصبر وأناة، ومتابعة حثيثة، بعيداً عن العشوائية والتسرع وردات
الفعل الآنية من جهة، كما تؤكد هذه الشهادة من جهة أخرى صوابية خيارات جماعة
عمان لحوارات المستقبل وترتيبها لأولوياتها،عندما أعلنت منذ بواكير تأسيسها
إيمانها المطلق بأن التعليم هو المدخل الحقيقي لإحداث أي تغيير في المجتمع.
لما تقدم كله كان فريق التعليم أول فرق العمل التي شكلتها الجماعة، من خيرة رجال
وسيدات التربية والتعليم في بلدنا، والذين مارسوا التعليم في كل مراحله، فخبروه
وعاينوه معاينة الخبير المجرب. مثلما كان ملف التعليم أول الملفات الوطنية التي
تفتحها جماعة عمان لحوارات المستقبل وتخضعها للبحث والنقاش العلمي
المسؤول، بين الخبراء وأهل التجربة، ليس من أعضاء الجماعة فقط، بل وعلى مستوى
الوطن، وقد استقر الرأي وقاد البحث إلى أن المعلم هو أساس العملية التعليمية
وعامودها الفقري، لذلك انصب جهد الجماعة وخبراء التعليم فيها على دراسة واقع
المعلم الأردني، وسبل النهوض به، من خلال دراسة التجارب العالمية في هذا المجال
مثل تجارب فنلندا واليابان وكوريا وسنغافورة، وتطويعها للواقع الأردني فكانت
الحصيلة مبادرة الجماعة «لتعزيز مكانة ودور المعلم الأردني وفق أفضل الممارسات
العالمية لاختيار وإعداد وتدريب المعلمين»، التي عقدت من أجلها ندوة الأسبوع
الماضي، كبداية لسلسلة ندوات ستعقدها الجماعة بالتعاون مع عدد من الجامعات
الأردنية بهدف إثراء المبادرة والاقتراب بها إلى ما يشبه الكمال، لأن الكمال الله وحده.
كثيرة هي الأسباب التي قادت جماعة عمان لحوارات المستقبل إلى إعطاء الأولوية
لملف التعليم، وأولها الإيمان المطلق بأن التعليم هو المدخل الحقيقي والأساسي
لإحداث أي تغيير في المجتمع سلباً أو إيجاباً، فعندما ينهار التعليم أو يتراجع في
مجتمع من المجتمعات، فإن هذا التراجع يصيب كل جوانب حياة ذلك المجتمع.
تقدم تجربتنا الأردنية برهاناً واضحاً على صحة ما قلته أعلاه بل لعلها خير مثال على
ذلك، فنحن في الأردن فقراء من حيث المبدأ بالثروات المادية، وهو الفقر الذي عوضناه
ببناء نظام تربوي تعليمي متميز، خرج قوى بشرية متميزة، صنعت نهضة تنموية في
كل جوانب الحياة الأردنية، فكانت المعجزة الأردنية التي فاخرنا بها العالم عقوداً طويلة،
وصارت قوانا البشرية المدربة والمتميزة سلعة مطلوبة في كل أسواق المنطقة، وفي
العديد من أسواق العالم المتقدم ، كما صارت من أهم مصادر دخلنا الوطني، كما
صارت التجربة التعليمية الأردنية نموذجاً يقتدى، حتى تغير الحال وتغيرت المقاييس
والمفاهيم، وصارت مسيرة التعليم في بلدنا محط تجارب فجة، ودخل إلى التعليم
مفهوم الربح والخسارة من خلال التعليم الخاص، المنفلت من عقاله، فانقلبت الآية،
وصارت مخرجات تعليمنا محل شكوى، وتراجع موقعنا على مؤشرات ومقاييس
التعليم في العالم.
هذا التراجع في مسيرة الأردن التعليمية فرض على المخلصين من أبناء هذا الوطن أن
ينفروا إلى محاولة وقف الانهيار، والمساهمة في استعادة مسيرة البناء التعليمي في
بلدنا ومن ثم استئناف رحلة التقدم في هذا المضمار، وهو بالضبط ما تحاول أن
تساهم به جماعة عمان لحوارات المستقبل من خلال مبادراتها المتلاحقة حول إصلاح
التعليم، التي بدأتها بمبادرة»تعزيز مكانة ودور المعلم الأردني وفق أفضل الممارسات
العالمية لاختيار وإعداد وتدريب المعلمين» كما أن الجماعة على وشك الإعلان عن
مبادرات أخرى منها مبادرة « المدرسة الإنتاجية» ومبادرة «البيئة المدرسية» بشقيها
المادي والمعنوي ومبادرة «المنهاج الأخلاقي» ومبادرة «الإطار العام للمناهج التعليمية»
في بلدنا وكل ذلك بهدف المساهمة في استعادة صورة الأردن المشرقة التي نحبها.