Thursday 28th of March 2024 Sahafi.jo | Ammanxchange.com

المواضيع الأكثر قراءة

 
  • آخر تحديث
    25-Nov-2015

حرائق متعمدة تثير الذعر وسط مخيمات اللاجئين في السويد
أ ف ب - يقول داويت الاثيوبي البالغ من العمر 13 عاما واللاجىء في السويد «رأيت النار وخرجت مسرعا» بدون ان يبدو عليه التأثر لكن الحريق المتعمد للمركز الذي كان يأويه قضى على اماله بالعيش بسلام يوما ما.
ودمر 25 مركزا على الاقل لايواء طالبي اللجوء في حرائق اضرمت في غالب الاحيان ليلا اثناء نوم شاغليها.
ورشقت مراكز اخرى بحجارة بينما تعرضت مراكز للتخريب. وفي مالونغ، نصب صليب يبلغ ارتفاعه مترين واشعل في محيط مركز، في خطوة تذكر بسلوك المنظمة الاميركية كو كلوكس كلان التي تؤمن بتفوق البيض.
ووعد رئيس الوزراء الاشتراكي الديموقراطي ستيفان لوفن بانزال «عقوبة عادلة بالجبناء» الذين يشكل سلوكهم عارا على «الشعور الوطني» للسويديين. ويعيش داويت الذي اختار هذا الاسم المستعار في مدينة لوند التي تعد مركزا ليبراليا في منطقة محافظة. واعترف الفتى الذي تبدو ملامحه اكبر من سنه بسنوات «نشعر بخوف كبير»، قبل ان يشعل سيجارة في الغرفة المشتركة لمركز الايواء.
وكان في 26 تشرين الاول في غرفته عندما اندلع الحريق. وكان المقيمون الآخرون وجميعهم مثله قاصرون بدون مرافقة من قبل راشدين، في المدرسة لتعلم لغة وثقافة وطنهم الجديد.
وتمت السيطرة على السنة اللهب بسرعة لكن عنف الحادث سبب صدمة للمهاجرين. فهم كانوا يعتقدون ان مهاجمة اطفال في المنفى امرا غير وارد في بلد معروف بقيم التسامح والانفتاح.
وقال مسؤول المركز فرناندو كروز»كانوا ساذجين الى حد ما».
- خطاب تحريضي -
وتتزايد الهجمات على المهاجرين مع ارتفاع عددهم في هذه المملكة الاسكندينافية التي تعد الاكثر سخاء بين دول الاتحاد الاوروبي مع سكانها.
وبعد يومين على حريق المركز في لوند اوقف رجل كان يستعد للتسلل ليلا الى مركز آخر في فانيرسبورغ جنوب شرق البلاد، مخططا «لطعن الاجانب» فيه.
وقبل اسبوع على ذلك اثار شاب من انصار اليمين المتطرف الرعب في مدرسة في مدينة ترولهيتان المجاورة حيث قتل بالسيف مدرسا وتلميذا من اصل اجنبي.
ومع ان الهجمات على مراكز استقبال اللاجئين لم تؤد الى اصابات خطيرة، تبدو آثار الصدمة واضحة على المهاجرين الذين نجوا من الحروب والاضطهاد السياسي او الديني او الاتني.
وقال كروز «في الايام التي تلت الحريق (في لوند) بدا عليهم قلق كبير. كانون ينظرون من النوافذ ولا ينامون ليلا».
وشبه حزب ديموقراطيي السويد اليميني المتطرف وصول مجموعات اللاجئين «بالغزو» بينما تتهم المجموعات العنصرية القريبة منه بتأجيج الكراهية.
لكن زعيم الحزب جيمي اكيسون دان علنا الدعوات الى العنف. وصحيح ان معظم الحرائق سببها اجرامي لكن لم يثبت ان دوافعها عنصرية باستثناء القليل منها.
ويبذل المحققون جهودا لجمع المعلومات عن هذا اللغز المحير لمعرفة ما اذا كان من فعل فرد او مجموعة، لكنهم لم يتوصلوا الى اي نتيجة حتى الآن.
وتدين منى سهلين المنسقة الوطنية لمكافحة التطرف العنيف الخطاب «التحريضي» في المناقشات العامة وعلى شبكات التواصل الاجتماعي.
وقالت في مقابلة مع فرانس برس ان «اليمين المتطرف يستغل وضع اللاجئين لتعزيز حججه والامر نفسه يتكرر منذ عشرين عاما».
وفي 1992 استهدف 52 هجوما مراكز لاستتقبال اللاجئين في البلقان.
وفي مركز لوند عادت الحياة الى طبيعتها. وتقوم شركة للحراسة بدوريات بينما غطى جيران الخشب المحروق باوراق صغيرة بشكل قلوب. وكتب عليها «نرحب بكم ونأمل ان تشعروا بامان الآن».