Friday 19th of April 2024 Sahafi.jo | Ammanxchange.com

المواضيع الأكثر قراءة

 
  • آخر تحديث
    04-Jun-2019

الحرب.. ونحن وإيران!!*صالح القلاب

 الراي-لأنهم أسقطوا أمانيهم على واقع الحال فإن الذين تمادوا كثيراً في التأكيد أنَّ الأميركيين سيوجهون ضربة ساحقة ماحقة لإيران قد بدأوا يشعرون بخيبة عندما أدلى الرئيس دونالد ترمب بتصريحه الذي قال فيه: «إن أميركا لا تريد تغيير» النظام الإيراني ثم عندما أدلى وزير خارجيته مايك بومبيو بتصريحات تراجعية تحدث فيها عن أن الولايات المتحدة مستعدة للحوار مع الإيرانيين ولكن بدون شروط مسبقة.

 
وإن هذا هو ما جعل بعض «الحائرين» يصفون أن ما يجري بين الأميركيين والإيرانيين بأنه: «تبادل عض أصابع» والحقيقة أنه لا يوجد مثل هذا التبادل إطلاقاً وأن هذه التصريحات المتبادلة، التي «جذْبها» أكثر كثيراً من «شدِّها»، يمكن وصفها بذلك المثل القائل: «أوَّل الرقص حنْجلة» وأنه غير مستبعد رؤية ظريف والأكثر منه ظرفاً بومبيو يتبادلان العناق على شاشات فضائيات الكرة الأرضية كلها فالأميركيون أصحاب أسبقيات في مثل هذه الأمور والمعروف أن باراك أوباما كان قد أرْغى وأزبد في البدايات لكنه ما لبث أن رفع شعار: «عفا الله عما مضى» وبادر إلى «التغزل» بـ «آية الله العظمى» أكثر مما تغزّل كُثيِّر بعزَّة.
 
ولذلك ويقيناً لو أن دونالد ترمب كان جدياًّ في إرغائه وإزْباده لكان قد بدأ بغير هذه البداية ولكان بدأ «مباطحته» مع علي خامنئي فوق الحلبة السورية ثم الحلبة العراقية واللبنانية واليمنية وعندها لو أن هذا قد حصل، لوجد حسن روحاني وجواد ظريف ومعهما جنرالات حراس الثورة الإيرانية يهرولون لمفاوضات مهيضة الجناح.
 
نحن بصورة عامة كعرب ضد أي حرب، إنْ في الخليج وإنْ في غير الخليج، وإنْ بين الولايات المتحدة وإيران أو بين أي دولة وأخرى من دول هذه المنطقة وذلك باستثناء إسرائيل إذا كان لا بد من مثل هذه الحرب وفي هذا الوقت بالذات لكن هذا يستدعي أن «يكف الإيرانيون شرَّهم عنا» وأن يتوقفوا عن كل هذا التدخل في شؤوننا الداخلية على غرار ما هي عليه الأمور في دولنا الأربعة الآنفة الذكر، سوريا والعراق ولبنان واليمن، فهذه مسالة لا تهاون فيها وبخاصة وأن هناك تجاربا مرة إن في المرحلة «الصفوية» وإن في حرب الثمانية أعوام التي وصف الإمام الخميني تجرع وقفها كتجرع السم الزعاف.
 
إننا كعرب بصورة عامة لا نريد هذه الحرب التي كان قد لوَّح بها الأميركيون في البدايات ثم ما لبثوا أن فتر حماسهم لها وبدأوا يتحدثون عن مفاوضات بدون شروط مسبقة وهذا يتطلب أن يراجع «أشقاؤنا» الإيرانيون حساباتهم تجاهنا وأن يضعوا حداًّ للتدخل في شؤوننا الداخلية وأن «يشطبوا» المرحلة «الصفوية» من تاريخهم وأن يكفوا عن إدراجها في كتب ومناهج أطفالهم المدرسية... إننا نريد علاقات نتكئ فيها على ذلك التاريخ العظيم الذي كانت ترفرف فوقه رايات التسامح الإسلامية.