Friday 29th of March 2024 Sahafi.jo | Ammanxchange.com

المواضيع الأكثر قراءة

 
  • آخر تحديث
    10-Feb-2019

مسؤول فلسطيني لـ”الغد”: واشنطن تحشد لتأييد “صفقة القرن”

  الغد-نادية سعد الدين

قال مسؤول فلسطيني لـ”الغد” إن “الولايات المتحدة تعتزم طرح أفكار من خطتها لعملية السلام، المعروفة باسم “صفقة القرن”، في مؤتمر وارسو حول الشرق الأوسط، المقرر عقده الأسبوع الحالي، والذي رفضت السلطة الفلسطينية حضوره وعدم تلبية الدعوة الأميركية التي وُجهت لها.
وأضاف المصدر المسؤول، لـ”الغد”، إن “الإدارة الأميركية تنوي أن تُطلع عددا من المسؤولين الدوليين، خلال المؤتمر، على تطورات خطتها للسلام بين الجانبين الفلسطيني والإسرائيلي، قبل إعلانها رسميا، لحشد التأييد اللازم لها، كما ستفعل ذلك خلال الجولة المرتقبة لمبعوثي الرئيس الأميركي، دونالد ترامب، للمنطقة، قريبا، لتسويق “صفقة القرن”.
ومن المقرر، بحسب تصريحات صحفية للإدارة الأميركية، أن يبحث المؤتمر الأميركي الذي تستضيفه بولندا في الفترة بين 12 و14 من الشهر الجاري حول منطقة الشرق الأوسط، خطة السلام بين الجانبين الفلسطيني والإسرائيلي.
فيما سيبحث المستشار الأميركي البارز للبيت الأبيض ومبعوث الرئيس ترامب للمنطقة، جاريد كوشنير، خلال المؤتمر “جهود الإدارة الأميركية لدفع عملية السلام بين الجانبين الإسرائيلي والفلسطيني”، والتي من المرجح أن يتم إعلانها رسميا بعد إجراء انتخابات “الكنيست” الإسرائيلية في نيسان (إبريل) القادم.
من جانبه، أكد أمين سر اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير، صائب عريقات، أن المسؤوليين الفلسطينيين لن يحضروا مؤتمر وارسو، و”لم يتم تفويض أحد للحديث باسم فلسطين”، متهما الإدارة الأميركية بمساعي تغيير المبادرة العربية للسلام، التي أُطلقت العام 2002.
وقال عريقات، في تصريح له، إن “واشنطن تحاول فرض حل إقليمي من خلال تغيير مبادرة السلام العربية”، منوها إلى أنها “تمارس ضغوطا على الشعب الفلسطيني يوميا، بسبب صموده أمام محاولة تصفية قضيته الوطنية”.
وأضاف إن “الولايات المتحدة تسعى، دوليا، إلى معاقبة كل دولة تقف إلى جانب فلسطين في الأمم المتحدة، ومحاولة فرض حل إقليمي عبر تغيير المبادرة”، إلا أنها “ستفشل لأن الفلسطينيين والعرب يرفضون تغييرها، وأن أي محاولة للتطبيع مع الجانب الإسرائيلي من قبل أي عربي تعد طعنة في ظهر الفلسطينيين”.
وأكد عريقات إن “القيادة الفلسطينية لن تقبل أو تسمح بتغيير مبادرة السلام العربية أو التلاعب بها سواء من أميركا أو من أي جهة كانت”، مضيفا أن المبادرة، التي تهدف إلى إحلال السلام في منطقة الشرق الأوسط، تستند إلى أسس لا يمكن تغييرها.
وكتب عريقات في سلسة تغريدات على موقع “تويتر”، أن “الإدارة الأميركية وبجميع قرارتها المخالفة للقانون الدولي قد عزلت نفسها عن أي رعاية لعملية السلام”، فيما كان قد اتهمها، في وقت سابق، بتبني مواقف اليمين الإسرائيلي المتطرف وفرض وإملاء الحل وفق رؤيتهم.
وكانت أنباء قد تسربت عن أبرز ملامح خطة الرئيس ترامب للسلام التي سيطرحها قريبا؛ والتي تتحدث عن إقامة حكم ذاتي فلسطيني محدود في قطاع غزة وما تبقى من مساحة الضفة الغربية، تحت مسمى “الدولة”، وإنشاء عاصمة في إحدى القرى الفلسطينية بالقدس المحتلة، وإقامة مشاريع اقتصادية حيوية في الأراضي المحتلة، مع بقاء المستوطنات ومنطقة الأغوار تحت السيادة الإسرائيلية. 
وفي هذا السياق؛ قال عضو اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير، تيسير خالد، إن “جولة كل من كوشنير والمبعوث الأميركي للمنطقة، جيسون غرينبلات، للمنطقة نهاية الشهر الجاري، وتشمل عدة دول عربية، بمرافقة طاقم اقتصادي، تستهدف تسويق خطة رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، “للسلام الاقتصادي”، بما يتساوق مع اليمين المتطرف الإسرائيلي الحاكم”.
ورأى خالد، وهو عضو المكتب السياسي للجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين، أن ذلك يتم “بمعزل عن تسوية سياسية تفضي لانسحاب قوات الاحتلال من الأراضي الفلسطينية المحتلة بعدوان حزيران 1967، بما فيها القدس، وتفكيك المستوطنات ورحيل المستوطنين وحل قضايا الوضع الدائم وفقا للقانون الدولي وقرارات الشرعية الدولية ذات الصلة بالقضية الفلسطينية، ومنها حق عودة اللاجئين الفلسطينيين إلى أراضيهم وديارهم التي هجروا منها”، قسرا بفعل العدوان الصهيوني العام 1948.
وأكد أن “منظمة التحرير، بوصفها ممثلا شرعيا ووحيدا للشعب الفلسطيني، لم تفوض أحدا للحديث نيابة عنها في المحافل الدولية، ومنها مؤتمر وارسو الذي يهدف إلى خلط الأوراق في المنطقة”، مشددا على أن الشعب الفلسطيني وحده من يقرر مصيره. 
يأتي ذلك؛ بينما تستعد الفصائل الفلسطينية المدعوة للمشاركة في “حوارات المصالحة” المقررة في موسكو، للسفر بدءا من اليوم، لعقد لقاءاتها يومي 11 و12 من الشهر الحالي، بدعوة من مركز أبحاث تابع لوزارة الخارجية الروسية. 
وقال مسؤول الإعلام في مفوضية التعبئة والتنظيم لحركة فتح، منير الجاغوب، إن “وفد حركته المشارك في حوارات روسيا سيغادر إلى موسكو اليوم”، موضحا أن الوفد مكون من عضو اللجنتين التنفيذية لمنظمة التحرير والمركزية للحركة، عزام الأحمد، وعضو اللجنة المركزية للحركة، روحي فتوح.
ومن المقرر أن يضم وفد “حماس” عضوي المكتب السياسي، الدكتور موسى أبو مرزوق مسؤول ملف العلاقات الدولية في الحركة، وحسام بدران مسؤول ملف العلاقات الوطنية، فيما سيشارك بعض التنظيمات الفلسطينية بوفود يرأسها الأمناء العامون. 
وحسب الترتيبات الروسية ستلتقي الوفود المشاركة في ختام اجتماعاتها مع وزير الخارجية الروسي سيرجي لافروف.
ولم يعلن إن كان هناك ترتيب روسي لجمع وفدي “فتح” و”حماس” بشكل ثنائي خلال الاجتماعات أم لا، في ظل موقف فتح الرافض لعقد أي لقاء ثنائي في هذه المرحلة، قبل قيام حماس بتطبيق بنود اتفاق المصالحة الموقع في 12 تشرين الأول (اكتوبر) 2017، وتسليم إدارة قطاع غزة للحكومة الفلسطينية.