Thursday 25th of April 2024 Sahafi.jo | Ammanxchange.com

المواضيع الأكثر قراءة

 
  • آخر تحديث
    25-Apr-2015

عاصفة الحزم: العودة إلى البداية!*منار الرشواني

الغد-رسمياً، انتهت ليل الثلاثاء الماضي "عاصفة الحزم" ضد المليشيات الحوثية المتحالفة مع قوات الرئيس اليمني المخلوع علي عبدالله صالح. أما فعلياً، فما تزال العمليات العسكرية السعودية (العربية) متواصلة، من دون بروز أي مؤشرات على قرب توقفها نهائياً.
وإذا كان الإعلان السعودي بإيقاف "العاصفة" بشكل مخالف تماماً للتوقعات، قد فتح الباب لكثير من التأويلات بشأن أسباب ذلك؛ فإن تواصل غارات الطائرات السعودية خصوصاً حتى اللحظة، يرجح من بين الأسباب المقترحة للخطوة المفاجئة، تلك الضغوطات التي مارستها الدول الحليفة تحديداً للسعودية، لاسيما الولايات المتحدة، وبدرجة مماثلة أو أقل قليلاً، دول عربية مؤثرة.
وفي مبعث هذه الضغوط "الحليفة"، تبرز مجموعات من المقترحات أيضاً، يلتقي بعضها مع الأسباب السابقة. من ذلك، تهديد إيران بالتصعيد، إنما بما قد يؤدي إلى فرض مواجهة معها، غير مرغوبة أبداً، على الولايات المتحدة، ومصر ربما، على النحو الذي برز في قضية تحريك سفن إيرانية حربية نحو الشواطئ اليمنية، استتبعت تحريك سفن أميركية حربية أيضا للمنطقة. كما يضاف إلى هذه الضغوط، كما أشار كثيرون، التكلفة الإنسانية المتصاعدة للحرب في اليمن، وضمنها "عاصفة الحزم"، بما قد يؤدي إلى ارتدادات عكسية، يمنياً كما دولياً.
أما ما قد يبدو الأهم ضمن أسباب الضغوط الدولية والإقليمية، فهو استفادة تنظيم "القاعدة" من حالة الحرب في اليمن للتوسع، على مستوى العضوية والجغرافيا، لاسيما مع توقف العمليات العسكرية الأميركية ضد التنظيم بحكم الوضع القائم. وهو الأمر الذي يمثل، أيضاً، تهديداً للسعودية ذاتها.
ويمكن أن يضاف إلى ما سبق، سبب آخر للإعلان الرسمي، وليس الفعلي، عن انتهاء "عاصفة الحزم"، وهو المتمثل ربما في رغبة السعودية نقل عبء إيقاف العمليات العسكرية عن كاهلها، إلى الطرف الآخر؛ أي المليشيات الحوثية وقوات علي عبدالله صالح. ذلك أن استئناف القصف الجوي لمواقع الحوثيين وقوات صالح جاء عقب عدم التزام هؤلاء بوقف إطلاق النار، ومهاجمة أحد الألوية المؤيدة للرئيس عبدربه منصور هادي.
بغض النظر عن قول كل فريق بالانتصار، تبدو النتيجة النهائية والأهم لعاصفة الحزم متمثلة في إعادة الجميع إلى الحقيقة الأولى، والبدهية، بأن لا حل للأزمة اليمنية -كما سواها- إلا بالحوار والتوافق القائم على التشارك في الوطن وليس اقتسامه، أو الاستئثار به دون الآخرين كما أراد علي عبدالله صالح، أسوة بغيره من الطغاة العرب، عبر محاولة إعادة عرش الرئاسة لابنه، ولو بالتحالف مع أعداء الأمس.
هذا يستدعي ابتداء فك الارتباط بين صالح وأبنائه من جهة وبين الحوثيين والجيش اليمني من جهة أخرى. ففيما يعد صالح وأبناؤه وبطانته المسؤولين أساساً عن كثير من مآسي اليمن، وبما يوجب محاكمتهم وليس استبعادهم فقط، فإن الجيش يجب أن يعود مؤسسة يمنية وطنية، تماماً كما أن الحوثيين هم مكون أصيل للمجتمع اليمني (وعليهم أيضا عبء فك الارتباط مع صالح). والاعتراف بذلك فعلاً وممارسة، هو ما سيفك الارتباط بالتالي، ولو بعد حين، بين الحوثيين وإيران التي لا تتغلغل طائفياً في العالم العربي إلا من خلال جروحنا التي صنعها الاستبداد والفساد.