Wednesday 24th of April 2024 Sahafi.jo | Ammanxchange.com

المواضيع الأكثر قراءة

 
  • آخر تحديث
    22-Jan-2020

نتنياهو وغانتس يتحدّيان العاهِل الأردنيّ ويُعلِنان نيتهما ضمّ غور الأردن وتل أبيب: إسرائيل تُهين الملك الذي يعمل على إثارة الفتن بالمسجد الأقصى وسيُعارِض حتمًا صفقة القرن

 الناصرة – “رأي اليوم” – من زهير أندراوس:

يقول رئيس جهاز الموساد (الاستخبارات الخارجيّة) سابِقًا، إفراييم هليفي، أرى خطرًا كبيرًا على اتفاق السلام مع الأردن، ولا أتهِّم المملكة بذلك، بل أُوجِّه أصابع الاتهام لإسرائيل. وأضاف الرجل، الذي قاد المحادثات والمفاوضات السريّة مع الأردنيين، والتي أدّت لتوقيع الاتفاق عام 1994، أضاف أنّه في السنوات الأخيرة ابتعدت الحكومات الإسرائيليّة على اختلافها عن المملكة الهاشميّة، بالإضافة إلى احتقار الأردن والتقليل من وزنه والاستخفاف به، وذلك في نفس الوقت الذي تحوّل وضع المملكة الجيو-سياسيّ إلى سيءٍ للغاية، على حدّ تعبيره.
وفي سياق ذي صلةٍ، كشفت محافل أمنيّة وسياسيّة في تل أبيب، وُصِفَت بأنها رفيعة المُستوى وواسعة الاطلاع، كشفت النقاب عن أنّ الأزمة الدبلوماسيّة بين الأردن وإسرائيل اتخذت منحىً خطيرًا جدًا، بعد أنْ تلقى رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو تهديدًا فجًا وواضِحًا لا لبس فيه من الملك الأردني.
وجاء في التهديد بالحرف الواحد، كما أكّدت المصادر عينها، أنّه في حالة إقدام الدولة العبرية على ضمّ غور الأردن، كما كان رئيس وزراء الكيان قد صرح عشية الانتخابات العامّة في إسرائيل، وأيضًا يوم أمس هو وبيني غانتس، مُنافسه على رئاسة الوزراء، فإنّ العاهل الأردني، الملك عبد الله الثاني سيقوم بتعليق اتفاق السلام بين البلدين، وحتى الإعلان أنّ الأردن في حلٍ منه، كما قالت المصادر الرفيعة في تل أبيب.
وأكّد المُستشرِق الإسرائيلي، إيهود يعاري، الذي يعمل أيضًا مُحللاً للشؤون العربية في القناة الـ12 بالتلفزيون العبري، أكّد نقلاً عن المصادر الأمنيّة عينها أنّ التهديد الملكيّ الأردنيّ جديٌ للغاية، وأنّه يتعيّن على المُستوى السياسيّ في تل أبيب، أنْ يأخذه على محملٍ كبيرٍ من الجد، مُشيرًا إلى أنها المرّة الأولى منذ توقيع اتفاق السلام بين البلدين في العام 1994 يصِل تهديدًا أردنيًا بإلغاء اتفاق وادي عربة، كما نقل عن المصادر الأمنية-الاستخباراتية.
على صلةٍ بما سلف، تناول موقع (WALLA) الإخباريّ-العبريّ، مسألة تغييب الأردن عن شؤون القدس المحتلة وتداعياته على التنسيق الأمني بين عمّان وتل أبيب، وقال الموقع إنّ المسؤولين في المؤسسة الأمنيّة يوجّهون انتقاداتٍ حول طريقة تصرف السياسيين الإسرائيليين بخصوص العلاقات مع الأردن، ويدّعون أنّه يجب إظهار حساسية عالية حيال المملكة الهاشمية لأن المس باحترامها وتغييبها عن شؤون القدس يصدِّع التنسيق الأمنيّ ويمسّ بالتعاون بين الطرفين.
وأشار الموقع، نقلاً عن مصادر سياسيّةٍ وأمنيّةٍ رفيعة المُستوى في تل أبيب، أشار إلى أنّ الاختبار الوشيك سيكون عند نشر تفاصيل “صفقة القرن”، وربما قبل ذلك حول قضية “جبل الهيكل” التي تشغل في الأسابيع الأخيرة كل الجهات الأمنية، أمّا الخشية في المؤسسة الأمنية فهي من حادثة واحدة تجر إلى تصعيد في “جبل الهيكل” ممّا يؤدي إلى إشعال الضفة الغربية كلها.
 وأضاف: على طول 370 كلم عند الحدود مع الأردن تسود منظومة علاقات ممتازة بين الجيش الإسرائيليّ والمؤسسة الأمنية الأردنيّة، بحسب توصيف المصادر بتل أبيب، لكن الأمور بين المستويين السياسيين الإسرائيليّ والأردنيّ تبدو مختلفةً بعض الشيء، فمنذ فترةٍ طويلةٍ يُعاني الأردن من مشاكل اقتصاديّةٍ خانقةٍ ويحاول الملك عبد الله إجراء توازنات وكوابح لمنع أزمةٍ خطيرةٍ وانتقادٍ قاسٍ ضدّه في الشارع الأردنيّ يؤدّي لاندلاع مظاهراتٍ ضخمةٍ.
الموقع نقل عن مصادر في المؤسسة الأمنيّة الإسرائيليّة تشديدها على ضرورة القراءة بين السطور وعدم التخبط بعد كلّ تصريحٍ يصدر من الأردن، وقال: على سبيل المثال عندما تؤكّد مصادر سياسيّة رفيعة في هذا التوقيت على صفقة الغاز مع الأردن وتصف إسرائيل بأنّها قوة عظمى في موضوع الغاز يشعر الأردنيون بالإهانة والاحتقار والإذلال.
وهناك نقطة إضافيّة في الاحتكاك بين الطرفين، وهي موعد نشر “صفقة القرن”، وفي هذا السياق قال: يقدّر المسؤولون في المؤسسة الأمنيّة بأنّ تفاصيلها لن تُنشر في الفترة القريبة، لأنّ هذا يُمكِن أنْ يكون تدخلاً واضحًا في انتخابات الكنيست، لكن كلّ الأطراف تستعد ليوم نشر الصفقة- بمن فيهم الأردن.
الموقع لفت إلى أنّه بحسب معظم التقديرات، الملك عبد الله لا يمكنه الموافقة على صفقة كهذه، ولكي يتهرب منها سيلقي المسؤولية على السلطة الفلسطينيّة، وسينقل رسائل بمعنى أنّه: إذا وافقت السلطة على الاتفاق، سأوافق عليه أيضًا، موضحًا أنّ هذه الفرصة ستكون ضئيلة والاحتكاك السياسي سيكون وفقا لذلك.
النقطة الثالثة التي تحدث عنها الموقع العبريّ تتعلق بـ”جبل الهيكل”، إذْ رأى أنّ الأحداث حوله في الأسابيع الأخيرة هي عمليًا نتيجة تحريضٍ، مصدره ليس فقط في قطاع غزة والضفة الغربية إنمّا الأردن أيضًا، كجزءٍ من المعارضة العامّة ضدّ إسرائيل.
وأضاف أنّ المسؤولين في المؤسسة الأمنيّة حذّروا من أنّ أحداثًا استثنائيّةً حول جبل الهيكل، إنْ حصلت، تؤثر على الشرق الأوسط كله، وقال: كي نكون مستعدين للأزمة يجب على الحكومة الإسرائيليّة الحفاظ على استقرار العلاقات السياسيّة والأمنيّة مع الأردن، خاصّةً أنّ الأردنيين أثبتوا في السنوات الأخيرة وزنهم الخاص وتأثيرهم الجوهريّ في جبل الهيكل، بحسب الموقع.