Friday 29th of March 2024 Sahafi.jo | Ammanxchange.com

المواضيع الأكثر قراءة

 
  • آخر تحديث
    10-Sep-2017

لا بواكي للروهنجيا - د. محمود عبابنه
 
الراي - يبلغ عدد المسلمين في دولة بورما أو مينامار حوالي ثلاثة ملايين مسلم، ومنهم حوالي مليون ينحدرون من عرقية الروهنجيا، ويقيمون في إقليم أركان مع مواطني بورما ذات الأغلبية البوذية، ويعاني هذا المليون من تمييز عرقي معلن ولا تعتبرهم الحكومة البورمية مواطنين حقيقيين، وهم محرومون من السفر والتنقل وتقلد الوظائف، وبالمجمل لا يتمتعون بحقوق المواطنة العادية، وعلى مدى سنوات تعرضوا إلى أبشع أنواع الاضطهاد والقتل وحرق المنازل من الجماعات البوذية المتطرفة وقوات الشرطة البورمية، والصور الحية خير شاهد، وتدعي حكومة مينامار أن هذه العرقية هي من أصول بنغالية.
 
ليس لنا إلا أن ندين هذه المعاملة البربرية التي تنتهجها الحكومة البورمية مع هذه الأقلية العرقية الروهنجية المسلمة، لكن بيت القصيد أننا وعلى ضوء ما يتعرض له الروهنجيا من اضطهاد ومذابح، لم نسمع شيئاً سوى المناشدات الخجولة والإدانات اللفظية من الأمين العام للأمم المتحدة، ومن بعض الدول الإسلامية، في حين أن مناظر القتل والتشريد وسيل اللاجئين باتجاه بنغلاديش التي أغلقت حدودها بوجههم تهز وجدان شعوب العالم واكتشفنا أن ضمير حكوماتهم لايتواجد أو يصحو سوى ببعض المناطق الغنية بالنفط والغاز، وحسب لون بشرة الشعوب.
 
ولنا أن نتخيل أن هذه المجازر لو وقعت في أوكرانيا أو سوريا كيف سيتم دعوة مجلس الأمن للانعقاد في منتصف الليل، ويعقبها زمجرة الرئيس الأمريكي المرعبة التي بدأنا نعتاد عليها، وكم عدد المؤتمرات الصحفية لزعماء الدول الأوروبية التي يتمدد ويتقلص ضميرها حسب لون بشرة الشعوب وحجم الثروات الطبيعية في مناطق النزاع أو مصلحة إسرائيل.
 
أما على صعيد الإسلام السياسي فالأمر لا يختلف عن ما سبق وكنا ننتظر هبة معتصم من الجولاني والبغدادي والقرضاوي، لتوجيه بوصلة الجهاد إلى ميانمار لحماية المسلمين وإنقاذهم ومواساة أطفالهم وأراملهم، على غرار ما قاموا به اتجاه مسلمي سربرنيتشا الشقراء، أو اتجاه حلب الشهباء، فالأوليات تفرض نفسها وتكتيكات الجهاد تتبدل، نعتقد أن لا فرق من وجهة نظر الدين أو الأيدولوجيا بأن قيمة الإنسان واحدة، سواء في مينامار أو الشيشان أو سوريا بغض النظر عن لون الضحية.