Wednesday 24th of April 2024 Sahafi.jo | Ammanxchange.com

المواضيع الأكثر قراءة

 
  • آخر تحديث
    27-Jan-2020

عمّان “تعُدّ رجالها” قبيل صفقة القرن وزلزال أنقرة يفتح بابا صغيرا مجددا.. عاهل الأردن وحيدٌ بـ “كلا” والاقليم بمبادرات معاكسة: الرياض تستقبل الاسرائيليين ودبي تحضّر ركن “اكسبو”.. والملك عبد الله يركز

 “رأي اليوم” – فرح مرقه:

قد يبدو الاتصال الذي عقده وزير الخارجية أيمن الصفدي مع نظيره التركي مولود جاويش اوغلو قبل يومين والذي تضمن عرض المساعدة والتعزية بضحايا الزلزال الذي ضرب شرق تركيا، واحدا من المؤشرات الواضحة على رغبة اردنية بإبقاء الحد الأدنى من العلاقات الأردنية مع تركيا، خصوصا وانه يأتي عقب نحو 24 ساعة على وقوع الزلزال الأخير في تركيا وسقوط الضحايا هناك.
الزلزال الذي ضرب تركيا استرعى اهتماما غربيا كبيرا، إذ بادرت أوروبا ودول غربية مختلفة بعرض مساعدتها على انقرة قبيل مبادرة الاردن بذلك. هنا تبرز رغبة أردنية في الابقاء على باب خلفي صغير جدا وموارب مع انقرة.
ذلك يمكن تفسيره عند النظر لخارطة الإقليم المحيط بالعاصمة الأردنية، إذ وبينما هي تحاول بعسر وصعوبة “عدّ رجالها” في المجتمع الدولي لمواجهة احتمالات الضغوط في الخطة الامريكية للسلام على الأردن، يظهر لها أنها ولأسباب داخلية وخارجية باتت وحيدة إلى جانب الفلسطينيين في مواجهة قرارات قد لا تستطيع عمليا التصدي لها.
تركيا هنا “شريك قوي”، رغم أن الأردن فرّط بالشراكة من وجهة النظر التركية بوضوح وفي سياقات ثلاثة على الأقل كان اولاها العملية التركية في شمال سوريا “نبع السلام” حين انتقدت عمان الموقف التركي ولاحقا في المشهد الليبي، وثالثا في مقابلة الملك عبد الله الثاني الأخيرة مع القناة الفرنسية حين اعتبر ان تركيا تحصل على مساعدات من الاتحاد الأوروبي بسبب تهديدها للأخير. في الإقليم لم تكسب العاصمة الأردنية الجانب المقابل لتركيا بالصورة التي تجعلها مثلا تعدّ سوريا إلى جانبها في سياق صفقة القرن.
الأمر مختلف مع أوروبا التي ترى ان من واجبها إرساء بعض الطمأنينة بالنفس الأردنية وبصورة تضمن المزيد من الاستقرار في المنطقة.
في سياق صفقة القرن، ترصد غرف القرار الأردنية جيدا الخطوة الإسرائيلية- السعودية التي تضمنت السماح للاسرائيليين زيارة الرياض، كما ترصد وهي تعضّ على الجرح الركن الإسرائيلي الذي يعدّ في معرض اكسبو في دبي، وغيرها من التحركات بين الإسرائيليين والعرب ما يعتبره الأردن تجاوزا للدور الإقليمي الذي اضطلعت به عمان وتجاوزا أيضا للمبادرة العربية التي خطها العرب وتحديدا في دول الخليج لانفسهم.
كل ما سبق، يجعل من المبرر ان يتجنب عاهل الاردن الأحد الكثير من النقاش حول الصفقة في جلسة في أقصى الجنوب، فيقول من العقبة ان موقف الاردن واضح “كلا وانتهى”، وهي تعبير قدر ما يمثله من حسم يمثل رغبة في عدم الخوض بالتفاصيل.
في المقابل يمكن لمس المخاوف في الحكومة الاردنية وهي تتجنب النقاش العام في الموضوع، حتى ان مبادرات جريئة من وزير الاعلام امجد العضايلة تجمع المسؤولين بالاعلاميين تبقى حتى اللحظة بعيدة عن “البث المباشر” والاحتكاك بالعامة، وكأن السلطة التنفيذية تريد ان تبقي مسافة بينها وبين ملفين من اخطر الملفات في البلاد.
في مبادرات العضايلة يسمع الشارع عن لقاءات جمعت اعلاميين محددين بوزراء الطاقة والمختصين في ملف الغاز الاسرائيلي، وشهدت حوارات جريئة، ولكنها بالضرورة لم تصل للشارع لكون هذه الحوارات بقيت محصورة في غرفها المغلقة، لاحقا ذات الشيء حصل مع وزير الخارجية ايمن الصفدي الذي قرر العضايلة جعله ولمرة نادرة يوضح للاعلام ما حقيقة العودة عن قرارات “فك الارتباط”.
في المقابل، يظهر ملك الاردن وهو يتحدث بالشأن المحلي من تحديات الطاقة مرورا بتحديات الاستثمار وصولا الى جملة يتيمة حول صفقة القرن، تظهر رغبة عمان في “الابتعاد” عن مواقف تصادمية مع صفقة القرن، وهو ما يعكس احتمالات كثيرة تبدأ عند “مسافة” من الخطة ككل، ولا تنتهي عند الشعور بالوحدة والانكفاء للداخل، على امل ان تمر العاصفة دون الكثير من الاضرار المحلية.
بكل الاحوال، وعمليا لا يوجد للأردن “رجال” في المجتمع الدولي هذه المرة، بل على العكس، قد يجد نفسه بمواجهة “غير عادلة” مع اخوة له وجيران قد يدعمون التوجهات الاسرائيلية التي تزيد حدة هجومها على البلاد وعلى نظام الحكم فيها.