Thursday 25th of April 2024 Sahafi.jo | Ammanxchange.com

المواضيع الأكثر قراءة

 
  • آخر تحديث
    26-May-2019

الشاعر حسن البوريني: الشّهر الفضيل يأخذنا إلى فضاءات صفاء ونقاء وعبادة

 الدستور- عمر أبو الهيجاء

شهر رمضان الكريم له إيقاعه المختلف عن بقية شهور السنة، فهو شهر التصالح مع النفس والآخرين، شهر تتجلى فيه الروح بتأملاتها بعظمة الخالق، شهر يأخذنا إلى تنقية الروح وغسل الأرواح من الذنوب ومراجعة الذات، لرمضان عند كافة الناس طقوس خاصة يمارسونها بأشكال مختلفة، وخاصة الكتاب والأدباء لهم طقوس ربما تختلف عن غيرهم في رمضان من حيث قضاء أوقاتهم سواء في الكتابة أو القراءة أو ربما الاستراحة من التحبير في الشهر الكريم والتفرغ إلى العبادة والتواصل مع الآخرين في الأمور الحياتية.
«الدستور» في «شرفة المبدعين» تلتقي كل يوم مع مبدع أردني أو عربي وتسأله عن طقوسه الإبداعية في رمضان، وإيقاع هذا الشهر الفضيل بالنسبة له، والعادات والتقاليد عند المبدعين العرب في بلدانهم، في هذه الشرفة نلتقي الشاعر حسن البوريني، فكانت هذه الرؤى والإجابات.
* ماذا عن طقوسك التي تمارسها كمبدع خلال شهر رمضان؟ 
ـ بدايةً كلُّ عامٍ والأمّة العربية والإسلامية بخيرٍ من اللهِ وفضل. أمّا عن الطقوس التي أمارسُها في هذا الشّهر الفضيل فلا أخالُها تروحُ بعيداً عن هيبةِ الطقوسِ عند كلِّ النّاسِ على تباينِ ثقافاتهم ومردُّ ذلك إن جوانيات النَّفس البشرية توّاقةٌ بالفطرةِ إلى التماهي مع السَّكِينةِ والركونِ إلى الهدأةِ والهدوءِ في زمنٍ تتخابطُ فيهِ الكوامنُ وتتقاطعُ فيهِ خطوطُ الذّاتْ . ومن هنا وفي ظلالِ واحةِ التقرّب مِنَ اللهِ تتجهُ النَّفسُ إلى المصاحفِ سعياً لختمةٍ وافية ولصلاةٍ كافية تأخذُ النّفسَ لتغدو مطمئنة.   
* هل الشهر الفضيل يعتبر فرصة للتأمل والقراءة أم فرصة للكتابة الإبداعية ؟ 
ـ إن التأملَ في أسبارِ الذّكرِ يأخذكِ من عالمِ القلمِ إلى عوالمِ الاضغاء والتّفكّرِ فعندما يدورُ اللسانُ بمفرداتِ القرانِ الكريم ويكونُ القارئُ في حضرةِ الإعجازِ الإلهي تتلاشى القدرةُ الإبداعيةُ عندَ النّاس وتكبِلُ أجنحةَ التّحليقِ قدرةُ ربّ النّاس. 
* برأيك ما الذي تراه مميزًا في رمضان عن أشهر باقي السنة ؟
ـ ما مِن أحدٍ يستطيعُ أن ينفي خُصوصيةَ هذا الشّهر الفضيل، وإن لهذا الشّهرِ تعاليمُه التي تتأهبُ لها الأنفسُ لتحيا أيامَ هذا الشّهر بروحانياتٍ تأخذُ الشخصَ إلى فضاءاتٍ جلُّها صفاء ونقاء وعبادة فتذوبُ فيه سلبياتُ الرّوح البشرية وترتقي فيه المسلكياتُ التي مردّها الأنفسُ المُهذبة فيغدو الشّهرُ رحمةً وتلاوةً وعبادةً ويغدو النداءُ إلى الصلاةِ مُرتقبٌ ومُنتظر، كما ويغدو الليلُ شاهداً عدلاً على من قامَه عبادةً وطاعة وتضرعاً.  
* ما هي رؤيتك للجانب الثقافي في رمضان على صعيد الأنشطة؟
 ـ أعتقد أنه من المعقولِ حتّماً والمقبول يقيناً أن تشحّ الأنشطة الثقافية واللقاءات الأدبيّة في مساءات هذا الشّهر، ففي ساعات المساء وبعدَ الإفطارِ تتأهبُ النّاسُ لصلاةِ العِشاءِ والتروايح والتي تأخذ من الليلِ قرابَةَ ثلثه الأمر الذي تكون معهُ كلّ اللقاءات الأدبية والأماسي الثقافية قابلة للتسويفِ والتأجيل.   
* هل ثمة حقول معرفية تفضل القراءة فيها عن غيرها في الشهر الكريم؟ 
ـ أعتقد بأننا سنظلمُ أنفُسَنا كثيراً لو لم ننتهز كلّ لحظةٍ من هذا الشّهرِ بالقراءة في كتابِ اللهِ وفي سِيرِ الأنبياء وفي أيّ مسطورٍ مِن شأنهِ التفسير والتذكير. فنحنُ أمّة خُلقت لتعبدَ وتتفكر فليكن هذا الشّهرُ على مستوى متميز يليقُ بما هو أهلٌ له وكلّ عامٍ والجميعُ بخير.