Friday 29th of March 2024 Sahafi.jo | Ammanxchange.com

المواضيع الأكثر قراءة

 
  • آخر تحديث
    04-Dec-2017

القدس الموحدة عاصمة إسرائيل .. إعلان حرب على الأردن - رومان حداد

 الراي - كانت المؤشرات واضحة أن الرئيس الأميركي دونالد ترمب سيعمل على نقل السفارة الأميركية من تل أبيب إلى القدس، فبالإضافة للتصريحات التي أطلقها ترمب خلال حملته الانتخابة وبعد إعلان فوزه بالانتخابات، فقد قام بتعيين ديفيد فريدمان، الداعم القوي لإسرائيل، سفيراً للولايات المتحدة في إسرائيل، والذي صرح بدوره أنه يحلم بالقيام بعمله من سفارة أميركا في القدس..

وكان أوضح تصريح لترمب حول نقل السفارة خلال حملته الانتخابية في منظمة (الأيباك) حين قال:» سنقوم بنقل السفارة الأميركية إلى العاصمة الأبدية للشعب اليهودي، القدس–وسوف نقوم بإرسال إشارة واضحة بأنه ليس هناك خلاف بين أميركا وحليفتنا الأكثر موثوقية، دولة إسرائيل».
 
ولكن الاختلاف الواضح بين ترمب ومن سبقوه إلى الرئاسة أن فريقه يدعمه في قراره، ويرغبون القيام بهذه الخطوة، وهو ما أكده بعد إعلان نتائج الانتخابات الأميركية الناطق الرسمي باسم فريق ترمب الانتقالي، جيسون ميلر، في تعليقه على نقل السفارة الأميركية إلى القدس حين قال:»هذا التزام قدمه الرئيس مراراً خلال حملته الانتخابية، وهو ما زال ملتزماً به بقوة».
 
ويرى بعض المحللين أن تأثير زوج ابنته (جارد كوشنير) كبير على ترمب في هذا الموضوع، فعائلة (كوشنير) تبرعت بالمال لإحدى المستوطنات في الضفة، وكذلك فعل السفير الذي ينوي تعيينه في إسرائيل.
 
وقد دعم هذا التوجه ثلاثة أعضاء مؤثرين من مجلس الشيوخ حين تقدموا في بداية عام 2017 بطلب تفعيل القانون الخاص بنقل السفارة إلى القدس باعتبارها مدينة موحدة غير مقسمة وعاصمة إسرائيل الأبدية، وهؤلاء هم تيد كروز، دين هيللر، ماركو روبيو.
 
خطوة الاعتراف بالقدس مدينة موحدة وعامة لإسرائيل، التي سيقوم بها ترمب بخطاب يوم الاربعاء، بحسب تسريبات إعلامية، تعنيتغيير قواعد اللعبة فيما يتعلق بالقضية الفلسطينية وفي المنطقة ككل. وستؤثر على الأردن بصورة تثير القلق.
 
فهذه الخطوة ستؤثر بصورة مباشرة على الأردن، فالمقدسات الإسلامية والمسيحية في القدس الشرقية تحت الوصاية الهاشمية، والاعتراف بالقدس موحدة وعاصمة لإسرائيل يعني أن الوصاية الهاشمية على المقدسات لم تعد قائمة قانونياً، حيث يجب أن تعترف إسرائيل بتلك الوصاية على مقدسات تقع ضمن أراض تخضع لسيادتها.
 
وهو ما يعني أن الخيار الأردني في هذه الحالة يدخل منعطفاً صعباً، فهو بين رفض الأردن لحق إسرائيل بإقرار حقه بالوصاية على المقدسات، وهو ما يعني أن المقدسات ستخرج من الوصاية الهاشمية وتدخل في كنف وزارة الأديان الإسرائيلية، أو أن الأردن سيقبل بالموافقة الإسرائيلية على وصايته على المقدسات، وهو اعتراف أردني بالسيادة الإسرائيلية على كامل القدس.
 
وهذا الاعتراف في حال حدوثه يعني أن القراءات الأمنية والاستراتيجية لمرحلة ما سمي جزافاً بالربيع العربي أظهرت أن تفكك دول الطوق أو إضعافها لا يرتد على إسرائيل بالضرر، وهذا ما أثبتته الحالتان المصرية والسورية، فأي حالة اهتزاز داخلي في دول الطوق يتم تدويل الأزمة وضبط إيقاعها بصورة تحافظ على المصالح الإسرائيلية.
 
وستأتي هذه الخطو المهمة، الاعتراف الأميركي أن القدس مدينة موحدة وعاصمة أبدية لإسرائيل، ضمن مخطط أكبر يتعلق بتصفية القضية الفلسطينية على حساب الفلسطينيين والدولة الأردنية على حد سواء، وبموافقة دول عربية ذات ثقل إقليمي، وحينها ستكون الضفة الغربية مقطعة الأوصال، وغير مضبوطة أمنياً، خصوصاً إذا ما تمت محاولات إسقاط السلطة الوطنية الفلسطينية في الضفة لنقلها إلى غزة (الجديدة).
 
لتتحول الضفة الغربية مقطعة الأوصال إلى قنبلة قابلة للانفجار في أي وقت في الحضن الأردني، خصوصاً بعد فرض السيادة الإسرائيلية على المستوطنات في الضفة الغربية وفرض السيادة الإسرائيلية على مناطق (ج) في السلطة الفلسطينية.
 
خيارات الأردن قد تبدو ضعيفة في هذه المرحلة لأسباب تتعلق بحالة الدولة الأردنية في الوقت الراهن، وانعدام الخيال السياسي، بالإضافة إلى الحالة العربية ودخول القوى العربية الكبرى في صفوف من يؤيدون ما سميت بـ(صفقة القرن).
 
إلا أن ذلك كله لا يعني السكوت الأردني الرسمي عما يجري، فهذا الاعتراف يعني وضع الدولة الأردنية في مهب الرياح، دون وجود أمل في مساعدات خارجية، وعليه فقد يكون من الضروري التأكيد على أن الاعتراف الأميركي بالقدس مدينة موحدة وعاصمة لإسرائيل يعني قيام كل من إسرائيل والولايات المتحدة بإعلان حرب على الأردن.
 
وهو ما يعني ضرورة التفكير الجاد بالتحلل من اتفاقية وادي عربة، وإغلاق كامل الحدود الغربية للأردن، وهي أطول خط مواجهة مع العدو، والتهيئة النفسية للأردنيين لقادم أعظم عبر إعلان التعبئة العامة وإعادة الجيش الشعبي وخدمة العلم الإجبارية لكلا الجنسين.
 
اليوم الأردن يدافع عن وجوده، فالمقصود من الترتيبات الإقليمية في المنطقة هو دخول الأردن في دوامة الخراب التي شملت المنطقة طيلة السنوات السبع العجاف الماضية، والتي نجا منها بحكمة قيادته وقوة أجهزة الدولة ووعي الشعب، واليوم نحتاج لحلول خلاقة لأزمة تستهدفنا مباشرة، وكلنا خلف قيادتنا الهاشمية الواعية وجلالة الملك القائد الأعلى للقوات المسلحة الأردنية، ولأجل الوطن ترخص الدماء.