Thursday 28th of March 2024 Sahafi.jo | Ammanxchange.com

المواضيع الأكثر قراءة

 
  • آخر تحديث
    26-Apr-2017

«الأكراد» والمشكلة الحقيقية ! - صالح القلاب
 
الراي - التهديد، الذي أطلقته إيران، قبل يومين، وحذرت فيه القيادة الكردية في أربيل من إجراء «الإستفتاء» الذي وعدت به كتصويت على إستقلال شمالي العراق يدل لا بل يؤكد أن مشكلة الأكراد عموماً ومشكلة أكراد كردستان العراقية بصفة خاصة ليس مع العرب إنْ في سورية وإن في بلاد الرافدين وإنما مع الإيرانيين أولاً وبالدرجة الأولى ثم مع تركيا السابقة واللاحقة وربما أيضاً المستقبلية .
 
إن إيران، التي تتكون من «فسيفساء» قومية ودينية ومذهبية لا يشكل فيها الفرس الأكثرية، أخشى ما تخشاه وأكثر ما تخافه هو أن تنتقل عدوى «الإستفتاء»، المزمع إجراؤه في كردستان العراق كخطوة نحو الإستقلال، إلى من تعتبرهم أكرادها....وبخاصة وأن هؤلاء قد إستأنفوا الثورة المسلحة في الآونة الأخيرة وبخاصة أيضاً وأنهم كانوا جربوا طعم حق تقرير المصير عندما أقاموا «جمهورية مهاباد» في عام 1946 التي وللأسف لم تعشْ ولم تصمد إلا لفترة قصيرة لا تتجاوز الأحد عشر شهراً حيث أسقطتها اللعبة الدولية في ذلك الحين بين الإتحاد السوفياتي والولايات المتحدة الأميركية .
 
إنه لا شك في أن من حق أكراد كردستان – العراقية أن يقولوا رأيهم من خلال الإستفتاء المزمع إجراؤه، بمستقبلهم وبعلاقاتهم مع الدولة المركزية في بغداد.. وحتى أن يقيموا دولتهم الوطنية في هذا الإقليم لكن لا بد من مراعاة الظروف المتقلبة التي تمر بها هذه المنطقة وحيث إن إيران تحتل عملياًّ دولتين عربيتين هما العراق وسورية ثم ولا بد أيضاً من التفاهم المسبق مع أشقائهم العرب العراقيين، سنة وشيعة، بالنسبة للمناطق «المتنازع» عليها إذْ أن فرض الأمر الواقع وفقاً لموازين قوى غير مستقرة وغير دائمة لا بد من أن تكون نتائجه مدمرة ووخيمة !!.
 
والسؤال هنا هو : هل الظروف الإقليمية والدولية ملائمة يا ترى للذهاب بالتحدي إلى آخر مدىً وإجراء هذا الإستفتاء وليحصل ما يحصل...:و»ليخسأ الخاسئون» كما كان يردد صدام حسين دائماً وأبداً عندما كان في ذروة عنفوانه وقبل أن يرتكب ذلك الخطأ القاتل الذي وصل إلى أبعد من مستوى الجريمة بغزوه لدولة مجاورة شقيقة هي الكويت.. وإعلانها إحدى المحافظات العراقية ؟!.
 
ثم وأنه لا شك في أنَّ قيادة إقليم كردستان العراقية، الممثلة بالرئيس مسعود بارزاني، تعرف أكثر كثيراً من كل المعنيين بهذه المسألة أن الإيرانيين، الذين يسيطرون عسكريا على العراق وسورية، يعتبرون أنَّ أي إستفتاء للأكراد في أي من الدول التي يتواجدون فيها مقتلاً فعلياًّ وإنهياراً حتمياً لدولتهم «الفسيفسائية» ولذلك فإنهم لن يسكتوا على هذه الخطوة الإستفتائية إن هي تمت بالفعل وبخاصة وأن لهم وجوداً فعلياًّ في السليمانية إن بصورة مباشرة وإن من خلال حزب جلال الطالباني والمجموعات المتحالفة معه وهذا ينطبق عليه بيت الشعر العربي القائل:
 
وسوى الروم خلف ظهرك روم
 
فـعـلـى أي جـانبـيـك تـمـيـل