Saturday 20th of April 2024 Sahafi.jo | Ammanxchange.com

المواضيع الأكثر قراءة

 
  • آخر تحديث
    08-Mar-2017

تحية للمرأة الأردنية بيومها العالمي - د. اسمى الشراب العبادي
 
الراي - يُحيي العالم بمختلف منظماته في الثامن من آذار في كل عام احتفالا بيوم المرأة العالمي وقد كان الإسلام سباقا في موضوع حقوق المرأة منذ أكثر من أربعة عشر قرناً، فجميع الرسل والأنبياء الذين أرسلوا بالأديان السماوية لم ينتقصوا المرأة حقها، بل كانوا عنوانًا في الدفاع عنها ضد المتوارث من العادات والتقاليد السيئة السائدة في تلك الفترة.
 
والمتأمل ًفي النصوص الإسلامية ، يجد أن المرأة تأخذ حقوق الرجل نفسها إلا في أمرين ذكرهما القرآن الكريم: الأول: الميراث؛ حيث تأخذ نصف ميراث الرجل، والثاني: الشهادة؛ حيث اشترط القرآن الكريم رجلاً وامرأتين في حال عدم وجود رجلين للشهادة. وعليه، فإن لها ما للرجل من حقوق وعليها ما عليه من واجبات.
 
ويجب أن يعلم الجميع أن المرأة لديها الوعي الكافي لرسالتها في المجتمع والتي تنبع من حرصها على الوطن، والإسلام بنظرته المتسامية للمرأة فقد أعطاها حقوقها ودافع عنها بشكل كامل، وبين لجميع أفراد المجتمع أهمية مشاركة المرأة في ميادين الحياة وممارسة المرأة لأنشطتها بمختلف أنواعها: الاجتماعية والسياسية والاقتصادية والعلمية والثقافية وغيرها.
 
كما تلعب المرأة دوراً حيوياً وفعّالاً جنبًا إلى جنب مع الرجل، لِذا على المجتمع أن يعطيها كامل حقوقها، ويضمن لها كرامتها، فهي من تَبني الأجيال التي تصنع الحضارات، والبلد الذي يريد نهضة بناء حقيقية عليه أن يركز على المرأة، لأن النهضة تحتاج إلى الطاقات الإنسانية لذا ينبغي الالتفات إلى أن المرأة هي نصف المجتمع وبالتالي نصف الطاقات البشرية.
 
وقد أكدت دراسات متخصصة إلى تفوق المرأة في مجالات عدة منها: الاعمال الدقيقة كالتطريز ووضع أشياء دقيقة في فتحات معينة، والاشغال التي تتطلب دقة متناهية، كما تتمتع المرأة بحاسة شم عالية للروائح الضعيفة، بالإضافة إلى حاسة السمع التي تتدهور لدى الرجل مع الشيخوخة أكثر من تدهورها لدى المرأة.
 
وبالنسبة للعلاقات الاجتماعية فإن المرأة تبدو أكثر ميلا للابتسامة والنظر لوجوه الأخرين وقراءة تعبيراتهم وحركات الجسم والاشارات غير المنطوقة، أي أنها أكثر رغبة واستعدادا للتواصل.
 
وفي موضوع القيادة والرئاسة فقد تميزت وحققت المرأة مستويات عالية من الانضباط والالتزام بأمان المهنة، ولقد امتدح القرآن الكريم بلقيس ملكة سبأ من حيث حكمتها وعقلها ومعالجتها للأمور، والتاريخ تحدث عن نساء قدن بلادهن في أحلك الظروف الى بر الأمان، ومنهن كليوباترا التي تولت امر مصر في عهد الفراعنة، وشجرة الدر التي لولا حكمتها التي استخدمتها في تصريف الأمور لضاعت الدولة المصرية في عهد المماليك.
 
كما حققت المرأة نجاحات متعددة منها ان حازت الأم تيريزا على جائزة نوبل للعمل الخيري في العالم. وحصلت العالمة ماري كوري على جائزة نوبل في الفيزياء، وأيضاً أسست السيدة فاطمة الفهري أوّل جامعة في العالم عام 859م، ونشطت السيدة زينب صليبي في مجال حقوق الانسان، واختيرت كأفضل امرأة في العالم، أما الكاتبة عنبرة سلام الخالدي فقد قامت بكتابة الكثير من الكتب، وترجمة الكتب إلى العربية كقصة الإلياذة... وغيرهن الكثير.
 
والمرأة الأردنية هي شريك اساسي للرجل في بناء وتقديم وازدهار الوطن حيث تبوأت مراكز متقدمة في السلطات التشريعية والتنفيذية والمجالس البلدية والقانون والصحة وجميع مجالات الحياة، كما أثبتت كفاءتها في القوات المسلحة بالعمل بأمانة واحتراف عاليين، وذلك من خلال القيام بواجباتها الوطنية سواء في مجال التمريض أو التعليم أو التوجيه المعنوي أو الهندسي أو الطبي وفي جميع المجالات.
 
وكان للمرأة الأردنية عمل مميز في الخدمات الطبية الملكية فحققت مكاسب وانجازات وصلت بها إلى أعلى المراكز وتبوأت أعلى الرتب وحاليا تشغل الكثير من المناصب العليا وذلك لإيمانها بأن الكثير من قدراتها وإمكانياتها وإبداعاتها وشخصيتها المتميزة قد تحقق الكثير منها لصالح القوات المسلحة الأردنية ووطنها، وكانت إنجازاتها رائدة في مختلف التخصصات، وعليه فقد ابدعت المرأة الأردنية في كافة المجالات وفي كل التخصصات.
 
وتقف المرأة الأردنية في يومها العالمي مزهوة بما أنجزت، لأنها الأكثر تحقيقا للتطور والتقدم بين نظيراتها في المنطقة العربية والشرق الأوسط، والأردن اذ يشارك دول العالم بالاحتفال بهذا اليوم، فإنه يثمن شجاعة المرأه الأردنية لتجديد التقدير والاحترام لما قدمته من أجل تطوير المجتمع وتقدمه ويعتز بالدور الذي قامت به، وخصوصا تلك التي كان لها دور استثنائي في المجتمع. وهذا يدفعنا للتأمل في التقدم الذي أحرزته المرأة الأردنية في مختلف المجالات في عهد جلالة الملك عبد الله الثاني والملكة رانيا العبد الله حفظهما الله ورعاهما، فخطت خطوات واسعة على صعيد الانجازات التعليمية والأكاديمية والاجتماعية والحقوقية والاقتصادية والسياسية، وتوجت تلك الانجازات بنيل حقوقها السياسية من خلال الوزارة وعضوية مجلس الأمة.
 
وإننا في هذا اليوم نؤكد افتخارنا واعتزازنا بالقيادة الهاشمية لدعمها المتواصل لقضايا المرأة بشكل عام والأردنية بشكل خاص، ونعرب عن تقديرنا لكافة المؤسسات الحكومية وغير الحكومية كما نحيي المرأة الاردنية اينما كانت ونبارك لها بيومها.....