Thursday 28th of March 2024 Sahafi.jo | Ammanxchange.com

المواضيع الأكثر قراءة

 
  • آخر تحديث
    08-Nov-2018

وثيقة اللجوء حصن اللاجىء* كمال زكارنة
الدستور - 
 
مثلما هم اللاجئون الفلسطينيون الذخيرة الحية للقضية الفلسطينية، وكما هي وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين «الاونروا» الشاهد الحي والعيان والعنوان والهوية لقضية اللاجئين الفلسطينيين،فان وثيقة اللجوء بالنسبة للاجيء الفلسطيني تعتبر سلاحه الشخصي الذي يحميه، وحصنه الذي يحافظ من خلاله على حقه في العودة والتعويض، وان التفريط بها، يعني التفريط الطوعي بهذا الحق،الذي يقبض عليه اللاجئون وما يزالون منذ اكثر من سبعة عقود مضت،وهم يتمسكون بكل قوة وصلابة،بحق العودة الى ديارهم وممتلكاتهم،كما اكدت قوانين الشرعية الدولية وخاصة قرار مجلس الامن الدولي رقم 194.
الحفاظ على وثيقة اللجوء بغض النظر عن مصدرها، يعني الاصرار على حق العودة والتمسك به، وهو حق فردي لكل لاجىء، والدفاع عن قضية اللاجئين وحمايتها من الضياع والاندثار، والصمود امام كل التحديات، والتصدي لجميع المحاولات الهادفة الى شطب هذه القضية،التي تشكل عصب القضية الفلسطينية وشريانها الرئيس.
من هنا تأتي اهمية وثيقة اللجوء، كأثبات شخصية لكل لاجىء، وهي اهم من جميع الوثائق الاخرى، مهما كان نوعها وصفتها، اذا ما قورنت باهمية حق العودة الاستراتيجي من الناحية الوطنية، ومن هنا يأتي ايضا، حرص القيادة الفلسطينية على ضرورة الحفاظ على هذه الوثيقة وعدم استبدالها بجواز السفر الفلسطيني، الا في حالات نادرة وصعبة جدا، حتى لا يفقد اللاجىء حقه في العودة وصفة اللجوء، والتأثير لاحقا على قوة واهمية قضية اللاجئين.
يتساءل البعض، عن الاسباب التي تمنع السفارات الفلسطينية، في الدول العربية والاجنبية، من صرف جواز السفر الفلسطيني لحملة وثائق اللجوء، الذين لديهم رغبة او فرص، للانتقال الى دول اخرى،تعترف بالجواز الفلسطيني سواء كان للعمل او لأي سبب كان، معتقدين بأن هناك اسبابا غير الحفاظ على وثيقة اللجوء التي تثبت انه لاجىء، وله حقوق يجب المحافظة عليها والمطالبة بها بشكل دائم.
ان تجريد اللاجئين الفلسطينيين من وثائق اللجوء، يشكل احد اهم الاهداف التي تسعى بعض الجهات لتحقيقها، باستخدام الضغوط والاغراءات في آن معا، من اجل نزع صفة اللجوء عنهم، وتخفيض اعدادهم واضعاف قضيتهم، وصولا الى الغائها كونها الاكثر ثقلا وصعوبة على الاحتلال الاسرائيلي،الذي يرى في العامل الديمغرافي مقتله الحقيقي.
ويأتي ذلك بالتوازي وفي اطار محاولات انهاء خدمات ودور وكالة الغوث، والغائها من الوجود للوصول الى الهدف الرئيس وهو تصفية القضية الفلسطينية برمتها.