Friday 29th of March 2024 Sahafi.jo | Ammanxchange.com

المواضيع الأكثر قراءة

 
  • آخر تحديث
    18-Jan-2021

رئاسة حزب العمل

 الغد-هآرتس

بقلم: ايريس ليعال 17/1/2021
 
الانحلال المنهك الذي يعلن فيه اشخاص عن احتضار افكار وعن موت احزاب، حسن نوايا الابتعاد الذي يفعلونه بأيديهم وكأنهم رفضوا وجبة فاسدة في المطعم، وبالايماءة التي يعلنون عنها “حزب العمل أنهى دوره التاريخي” وبكونه يسيطر على الخطاب السياسي. ولكن في اليوم الذي اعلن فيه الرئيس السابق، عمير بيرتس، بأنه لن يتنافس في الانتخابات القادمة للكنيست، وسحب معارضته لاجراء الانتخابات التمهيدية، وصلت الى نهايتها الحزينة الحياة السياسية الرائعة لهذا الشخص، وفتحت الاحتمالية لاعادة بعث الحزب.
في العام 1997 انتخب سياسي شاب لرئاسة حكومة بريطانيا من قبل حزب العمال. بعد سنوات من الحكم عديم الشفقة لمارغريت تاتشر ولمن جاء بعدها، الشخص الرمادي جون ميجر، لم يكن من الصعب اقناع البريطانيين بأن اصلاحات في الخدمات العامة هي ضرورية جدا. طوني بلير، الشخص المفعم بالحيوية والوسيم، قام بنفض الغبار عن الحزب الذي يحتضر ومنحه الاسم الجديد “حزب العمال الجديد”، وأسر المواطنون في بريطانيا دون أن يخفي قيم الحزب القديم، لكن بتوجه نحو المستقبل.
مثل بيرتس ايضا بلير انسحب بصورة مخجلة، لكن ينسب له الفضل للأبد في اتفاق المصالحة التاريخي في ايرلندا، وتطبيق الاصلاحات التي تعهد بها عندما استغل الازدهار الاقتصادي في التسعينيات من اجل توسيع الخدمات العامة وتعزيزها.
في هذه الاثناء حزب العمل يقف في مكان مشابه. بعد أن خفضه المشروع الفاشل لازرق ابيض الى ستة مقاعد، والمشروع الفاشل العمل – غيشر قضى على ما بقي من احترامه الذاتي، والآن لم يبق للحزب إلا أن يتجدد، خلال بحر الواقع الحزبي الجديد حيث بعض هذه الاحزاب غريبة وبعضها شاذة، وجميعها تتميز بقيادة ذكورية وليس لديها تراث ايديولوجي، حزب العمل مع ذلك، هو حزب له حقوق تاريخية وانتهاكات تاريخية وآلية عمل فوضوية وانتخابات تمهيدية.
والآن كل الذئاب تتطلع وتنتظر رؤية من الذي سيكون رئيسها وكيف يمكن افتراسه. وعلى الرغم من انكارهم إلا أن الإشاعات الحازمة تتحدث عن خطة فيها ايتسيك شمولي سيكون رئيس حزب العمل. وبعد ذلك يتوحد مع حزب ازرق ابيض ويكون رقم 2 لدى بني غانتس. رون خولدائي لا يخفي حماسه، وهناك من يقولون إن اهود باراك قد لبس ملابس الركض وبدأ بالتسخين.
ميراف ميخائيلي موجودة بصورة أقل في هذا المقطع. فهي لا تحارب حرب ضروس من اجل أن تقدم الحزب كوجبة اولى لأحد هؤلاء الرجال. ومثلما في نهاية عهد تاتشر، ايضا الآن الاسئلة الكبيرة التي تقف أمام العالم الذي قام من انقاضه، تتناول طريقة الخروج من الازمة الاقتصادية. بخطوط بارزة، الجانب اليميني سيقترح حلم دارويني يحمي حرية الفرد من الموت جوعا. في المقابل، تقف حركة العمل الاشتراكية – الديمقراطية، التي أسست نظام صحي عام فاخر، حاول نتنياهو تخريبه، والآن هو الذي يقوم بتحصيننا جميعا. هل هذا له علاقة أم لا؟ أنتم قرروا.
لا يوجد لميخائيلي جاذبية مثل شيلي يحيموفيتش. ورغم أننا نحن النساء نأمل في أن الحديث بصيغة المذكر والمؤنث يجب أن يتوقف على الفور لأنه منهك. ولكن ميخائيلي اظهرت الاخلاص الحديدي لوعدها الانتخابي، واذا كان كل حزب يحتاج الى قصة وكل زعيم يجب أن يكون هو بطل هذه القصة، فان ميخائيلي التي حاربت بأسنانها واظافرها عن حزب محتضر، تقدم قصة دراماتيكية جيدة.
عوفر شيلح، الشخص الصحيح في المكان غير الصحيح، موشيه يعلون ويارون زليخة – جميعهم لا يجتازون نسبة الحسم لأن لا أحد يفهم قصتهم وماذا يريدون منه. ولكن حزب العمل الجديد، التقدمي، الذي انفصل عن ماضيه، مباي، والذي سيركز على اجندة بيئية واجتماعية واضحة، وكزيادة على ذلك، سيركل شمولي بعيدا ليذهب الى منفى سياسي أبدي، سيكون مشهد من عصر النهضة يستحق الاستمرار في حملة انتخابية شريطة أن يتغلبوا في هذه المرة على البراغماتية الصغيرة وعلى الميل المهووس لتدمير كل شيء.