Thursday 25th of April 2024 Sahafi.jo | Ammanxchange.com

المواضيع الأكثر قراءة

 
  • آخر تحديث
    17-Jul-2019

الخان الأحمر صراع الوجود في وجه مخططات تهويد القدس
الدستور - 
طولكرم- المحامي علي أبوحبله
قضية الخان الأحمر ما زالت ضمن مخطط الاحتلال لتهويد القدس وإقامة القدس الكبرى والقضية بين مد وجزر حيث تمارس ضغوط إقليمية ودولية للحيلولة دون  تنفيذ حكومة الاحتلال قرار هدم الخان الأحمر، فقد أبلغ ما يسمى «ممثل الدولة الإسرائيلي»، المحكمة العليا ردا على التماس قدم بشأن هدم قرية الخان الأحمر، أنه تقرر تأجيل عملية الهدم حتى منتصف شهر ديسمبر المقبل على الأقل.
ويرجع ذلك أساسًا حسب صحيفة هآرتس استجابة لطلب من الإدارة الأمريكية. وأوضح مكتب المدعي العام للدولة، الذي استجاب للطلب « أن إخلاء القرية قد تأجل بسبب الانتخابات السابقة والحالية. ووفقًا للمصدر يريد الأمريكيون منع هدم قرية الخان الاحمر في الوقت الحالي حتى يتم طرح صفقة القرن» تجنبا لخلق حالة من التوتر مع قيادة السلطة الفلسطينية.
وقدمت حركة ريغافيم اليمينية، التماسا أمام العليا الإسرائيلية طلبت من خلاله أن تقدم «الدولة» شرحا حول عدم تنفيذ الأمر، ووضع جدول زمني لعملية الهدم.
الخان الأحمر واحد من التجمعات البدوية في محيط مدينة القدس القريبة من المستوطنات والشوارع الالتفافية الاستيطانية والبؤر العسكرية الإسرائيلية.
ويبين رئيس جمعية بادية القدس محمد قوشان، أن قبيلة العراعرة جزء من بدو الجهالين الممتدة والتي هجّرها الاحتلال عام 48 إلى الضفة والأردن، «الجهالين رفضت أن تسكن في مخيمات كباقي أبناء الشعب الفلسطيني، وذلك حفاظًا على العادات والتقاليد البدوية كالعيش في الصحراء، إضافة لأمل العودة السريعة إلى الأرض الأصلية».
مضايقات الاحتلال بدأت تلاحق بدو الجهالين في المناطق المفتوحة المحيطة في مدينة القدس، بذريعة وجودها في محميات طبيعية أو قربها من مناطق عسكرية، ثم أقيمت المستوطنات وأصبحت ذريعة ثالثة، «بدأ الضعط على البدو المنتشرين في الصحراء الفلسطينية وتجميعهم في بيوت صفيح»، مضيفا، أن التجمعات البدوية أصبحت في مخيمات من الصفيح لكن دون بنى تحتية، والتي يبلغ عددها (23) تجمعًا بدويًا في شرق القدس. الاحتلال يطرح خططاً ظاهرها إنساني متمثل بتقديم الخدمات للبدو وتحضيرهم، إلا أن جوهرها يهدف لتهجيرهم من محيط القدس وتجميعهم في قرى، «نحن كشعب فلسطيني نرغب بالتحضر، ولكننا نرفض التهجير القسري، وإذا كان هناك تهجير لنا عن هذه الأرض، فليكن إلى أرضنا الأصلية في بئر السبع».
ومن الحلول التي اقترحتها سلطات الاحتلال تجميع البدو في ثلاثة تجمعات بدوية وهي النويعمة وفصايل ومنطقة الجبل شرق القدس، وأشار قوشان أن التجمعات البدوية تلجأ الآن إلى المحاكم الإسرائيلية التي معروف ماذا سيكون ردها،»لا نعقد الأمل على محاكم الاحتلال، بل على تحركات السلطة الفلسطينية وتوسع المناصرة الشعبية والدولية».
على مساحة (12400) دونم تنوي سلطات الاحتلال إقامة أكثر من (3500) وحدة استيطانية كامتداد لمستوطناتها المقامة على أراضي مدينة القدس وذلك ضمن مخطط (E1) الاستيطاني.
فؤاد حلاق من دائرة المفاوضات في منظمة التحرير الفلسطينية بين أن هذه الوحدات الاستيطانية ستتضمن مراكز تجارية وفنادق ومناطق خضراء وذلك بهدف فصل شمال الضفة عن جنوبها وفصل مدينة القدس عن امتدادها الطبيعي مع باقي المحافظات الفلسطينية.
وأضاف أن المخطط الاستيطاني يهدد اقتصاد (بيت لحم، القدس، أريحا) والذي يشكل (35)% من الاقتصاد الفلسطيني، كما أنه يمنع أي خطة مستقبلة لإقامة دولة فلسطينية.
وعن التحركات القانونية للسلطة الفلسطينية، قال الحلاق، إن الرئيس محمود عباس بالتعاون مع دائرة المفاوضات في منظمة التحرير ووزارة الخارجية يحضّر للتوجه لمجلس الأمن، ومحكمة لاهاي بعد التوقيع على اتفاقيات مختلفة كـ (ICC) وذلك في نهاية العام الجاري، مؤكدًا أنه يوجد مراسلات على مستويات رسمية عليا للتصدي لمخطط (E1) الاستيطاني وردع الاحتلال عن قيامه بخطوات عملية على أرض الواقع.
وإزاء ذلك يدعوا الناشطون الفلسطينيون والمتضامنون الاجانب الى تحركات اوسع لمنع تنفيذ مشاريع الكيان الصهيوني والتوقف عن عبارات الشجب والاستنكار الذي لم تعد تجدي نفعاً مع عدو محتل.
وتعليقاً على همجية الاحتلال، أدانت الحكومة الفلسطينية مهاجمة الجيش الإسرائيلي للتجمعين. وقال المتحدث الرسمي باسم الحكومة يوسف المحمود إن الاعتداء الإسرائيلي على التجمع «يعدّ استمراراً لتنفيذ جرائم التهجير الرهيبة التي انتهجتها إسرائيل منذ عام النكبة 1948».
وحذرت حركة فتح من خطورة السكوت على السياسة الإسرائيلية الهادفة لمنع قيام دولة فلسطينية من خلال التركيز على التغيير الديمغرافي في مناطق «ج»، وهو يسير وفق منهجية عنصرية قوامها زرع المزيد من المستوطنين اليهود واقتلاع أصحاب الأرض الفلسطينيين من أراض هي أراضي دولة فلسطين.
بدورها، اعتبرت حركة «حماس» على لسان المتحدث باسمها حازم قاسم، أن «الهجمة التي تقوم بها سلطات الاحتلال ضد أهالي الخان الأحمر، امتداد لسياسة التطهير العنصري التي مارستها الحركة الصهيونية من قبل إقامة كيان الاحتلال». وأضافت الحركة أن هذه «سياسة مستمرة تكشف عنصرية المحتل وإرهابه».
من جانبها حركة «الجهاد الإسلامي» قالت في بيان، إن «هدم الاحتلال الإسرائيلي منازل الفلسطينيين في الخان الأحمر، شرق القدس، عدوان جديد على شعبنا». وتابعت أن «هذا العدوان الجديد يأتي في سياق التوسع الاستيطاني في القدس وسائر فلسطين».
ويقول خبير الاستيطان ورئيس دائرة الخرائط في جمعية الدراسات العربية، خليل التفكجي، إن هذا الإصرار على تهجير واقتلاع البدو من بادية القدس والغور له هدفان أساسيان: الهدف المحلي تنفيذ مشروع القدس عام 2050 المطلق عليه «مشروع 5800».
وأوضح التفكجي أن هذا المشروع يقضي بإقامة أكبر مطار في «إسرائيل» في منطقة النبي موسى لاستقبال 35 مليون مسافر و12 مليون سائح وإقامة شبكة من الطرق والسكك الحديدية والمناطق الصناعية والتجارية والسياحية تضم مجموعة من الفنادق، مشيراً إلى أن هذه المنطقة سترتبط بالسياحة العلاجية في البحر الميت وبالسياحة الدينية في مدينة القدس.
وأضاف التفكجي أن هذا المشروع يأتي ضمن ما يسمى «القدس الكبرى» حسب المفهوم «الإسرائيلي»، وعدم إقامة دولة فلسطينية عاصمتها شرقي القدس.
ونبه إلى أنه في مطلع العام المقبل سيفتتح الجزء الواصل ما بين المنطقة الساحلية يافا والقدس، وفي ختام المشروع ستفتح منطقة «النبي موسى» والأغوار والمطار المنوي إقامته، علماً أن الجزء الشمالي من هذا المشروع افتتح ما بين حيفا ومنطقة بيسان والذي يمتد إلى الأردن ودول الجوار/بيسان - حيفا خط سكة الحديد جاهز والمنطق الصناعية في غضون 18شهرا ستكون جاهزة.
واوضح التفكجي أن تهجير الخان الأحمر، والبدو من غور الأردن، جزء من الرؤية والمخطط «الإسرائيلي» القديم؛ فمنطقة الغور غير قابل للتفاوض بحجج أمنية، ولكن الهدف الأساسي هو وضع التجمعات الفلسطينية بين المطرقة والسندان، أي حصر الوجود الفلسطيني بين الجدار من الغرب والغور ومستوطناته من الشرق، تحت «السيادة الإسرائيلية» وفق تصريحات المستويين السياسي والعسكري والأمني «الإسرائيلي».
وذكر التفكجي أن من ضمن رؤية 2050 سلسلة مشاريع (الرف) وضعت في العام 2007، وطرح «شارع نسيج الحياة» الذي يربط بين جنوب الضفة الغربية مع شماله عن طريق أريحا دون دخول المناطق المنوي تفريغها من العرب، وهو « الطريق رقم 45 « بعنوان «الرؤية «الإسرائيلية» للدولة الفلسطينية المتواصلة جغرافيا».
تمكن محامي «هيئة مقاومة الجدار والاستيطان» من الحصول على أمر احترازي بوقف هدم التجمع البدوي «الخان الأحمر» شرق القدس حتى البت في التماس مقدم في القضية، ولكن سلطات الاحتلال تسعى بعد ضم شرقي القدس، إلى تهويد المنطقة «ج» ومن ضمنها الأغوار التي تشكل 28% من مساحة الضفة، وقد أعلنت السلطات قبل أعوام عدة، خطة لبناء مستوطنة تسمى «E1» تضم أحياء متفرقة في المنطقة الممتدة من شرقيّ القدس حتى نهر الأردن.
وهدمت قوات الاحتلال في العامين الأخيرين نحو ألف منزل في المنطقة «ج»، 75% منها ما تقع في محيط مدينة القدس والأغوار، فيما هدمت الأربعاء الماضي، عددًا من البيوت في تجمع بدوي آخر قريب يسمى «تجمع أبو نوار».شفت مصادر «إسرائيلية»، عن مخططات الاحتلال لتوسيع المستوطنات في القدس المحتلة ضمن خطط تهويد المدينة، وشرع مستوطنون متطرفون وتحت حماية قوات الاحتلال بعمل حفر في «اليوسفية التحتا» بالحرم الإبراهيمي الشريف في مدينة الخليل، في وقت حذر مفوض حقوق الإنسان الدولي، الاحتلال من مغبة هدم الخان الأحمر.