Thursday 25th of April 2024 Sahafi.jo | Ammanxchange.com

المواضيع الأكثر قراءة

 
  • آخر تحديث
    30-Sep-2021

سلمان زين الدين يطرح أسئلة الروايتين العربية والعالمية

 الدستور

«في الرواية العربية» و»في الرواية العالمية» كتابان توأمان جديدان في النقد الروائي. هما آخر ما صدر للشاعر والناقد اللبناني سلمان زين الدين، عن الدار العربية للعلوم ناشرون، في بيروت، لينضمّا إلى كتبٍ ستةٍ سابقةٍ له، في الحقل المعرفي نفسه، أربعةٌ منها صادرة عن الدار نفسها.
 
يشتمل الكتاب الأوّل على قراءة في خمسين رواية عربية، ويشتمل الثاني على قراءة في خمسين رواية عالمية. وبإضافة هذين العددين إلى أعداد الروايات التي قرأها الكاتب في الكتب السابقة، يكون مجموع الروايات المقروءة، في الكتب الثمانية، ثلاثمائة وستّين رواية، عربية وعالمية، وهو رقمٌ قياسيٌّ بامتياز، قلّما بلغه ناقدٌ أو قارئ. يُؤهّل صاحبه لدخول مجموعة غينيس العالمية.
 
يتقصّى زين الدين، في الكتاب الأوّل، الأسئلة التي تطرحها الرواية العربية، خلال السنوات الثلاث الأخيرة. وهي أسئلة متنوّعة. تتراوح بين السياسي والتاريخي والاجتماعي والوطني والقومي والإنساني. بعضها: المركز، الهامش، الحرب، التخلّف، الاغتراب، الهجرة، الحياة، الموت، الخلود، الزمن، الاستبداد، الاحتلال، المرأة، الحب، النسويّة، الشرق والغرب، المثقّف والسلطة، وغيرها، ممّا يزخر به الواقع العربي في هذه اللحظة التاريخية. على أنّ طريقة طرح السؤال تختلف من رواية إلى أخرى، باختلاف الروائي الذي يطرحها، لا سيّما أنّ الروائيّين الذين تناولتهم القراءة ينتمون إلى أجيال متعدّدة، فبعض الروايات هي الأولى لأصحابها، والبعض الآخر هي حلقة في سلسلة طويلة. وبذلك، يتجاور «في الرواية العربية» أحمد المديني، وواسني الأعرج، وأمير تاج السر، وأمين الزاوي، وسليم بركات، وعبد المجيد زراقط، مع علوية صبح، ولينا هويان الحسن، وحسن داوود، مع خالد سامح، وكاتيا الطويل، ورنا الصيفي، وشذى مصطفى، وغيرهم. وتلتقي عدّة أجيال روائية في الحيّز الورقي نفسه، ما يتيح الفرصة للدّارسين لإقامة نوعٍ من حوار الأجيال، بين سائر الروائيّين، الذين يحتفي بهم الكتاب.
 
ويتقصّى زين الدين، في الكتاب الثاني، الأسئلة التي تطرحها الرواية العالمية، ممّا يشغل العالم في هذه المرحلة التاريخية. وهي أسئلة متنوّعة بدورها. تتوزّع على: العبودية، تجارة الرقيق، السلطة، الثروة، الاستبداد، الحرب الأهلية، القاع الاجتماعي، الجريمة المنظّمة، الحياة والحب والصداقة، الخلود، الشرق والغرب، وغيرها. هذه الأسئلة تتوزّع بدورها على: التاريخي، والسياسي، والاجتماعي، والحضاري، وغيرها. والروايات التي تطرح هذه المروحة من الأسئلة تنتمي إلى مختلف أنحاء العالم، وتُجاوِر بين عدّة أجيال من الروائيين والروائيّات. لذلك، يجمع كتاب «في الرواية العالمية» بين إيزابيل اللّيندي التشيلية، وأليف شافاك التركية، وفرجينيا وولف البريطانية، وجيمس جويس الإيرلندي، وستيفن كينغ الأميركي، وإيلينا فيرّانتي الإيطالية، وتوشيكازو كواغوشي الياباني، وجلبير سينويه الفرنسي، وديمتري ليبيسكيروف الروسي، وفاروق شهيتش البوسني، ولينورا ميانو الكاميرونية، وماريز كوندي الغوادولوبية، وماكس فريش السويسري، والطاهر بن جلّون الجزائري، وأمين معلوف اللبناني، وآتيلا باريش المجري، وأرنالدو أندريداسون الإيسلندي، وغيرهم.
 
ولعلّ الاستنتاج الأهم الذي يخرج به القارئ، من قراءة الكتابين التوأمين، والمقارنة بينهما، هو أنّ الرواية العربية، وعلى الرّغم من الاختلاف الجزئي في الأسئلة المطروحة بين الروايتين، ليست في مرتبةٍ أدنى من الرواية العالمية.