Friday 29th of March 2024 Sahafi.jo | Ammanxchange.com

المواضيع الأكثر قراءة

 
  • آخر تحديث
    10-Dec-2017

القدس زينتنا - الاب رفعت بدر

الراي -  تابعت بحسرة وألم، وغيري الكثيرون ممن يحبون القدس، المدينة المقدسة، إعلانرئيس الولايات المتحدة دونالد ترمب نقل سفارة بلاده من تل أبيب إلى القدس، وبالتالي اعترافه بمدينة القدس عاصمة لإسرائيل، في خطوة أحادية نسف فيها جميع القرارات الشرعية الدولية بما يخص تسوية الوضع النهائي، كما ومسّ فيها بهوية القدس الاسلامية الجامعة لكل المؤمنين.

ولأنّ القدس هي مهد الديانات الإبراهيمية الثلاث، وهي في ضمير ووجدان كل مؤمن باالله تعالى، فقد دعا قداسة البابا فرنسيس الإدارة الأميركية إلى احترام الوضع القائم في القدس، إضافة إلى ضرورة التحلي «بالحكمة والتروي» لتفادي إضافة توترات جديدة على المشهد العالمي، والذي تسوده أصلاً الاضطرابات والنزاعات الضارية. وأعاد قداسته التأكيد بأنّ القدس مدينة فريدة، ومقدسة لليهود والمسيحيين والمسلمين، الذين يصلون فيها كلٌّ في المواقع المقدسة لديانته، كما ولديها رسالة خاصة من أجل السلام.
 
وعلى أرض القدس الشريف، أعرب بطاركة ورؤساء كنائس القدس عن قلقهم من طريقة الولايات المتحدة في كيفية تعاملها مع مسألة القدس. وأضافوا في رسالة مشتركة بعثوا بها إلى ترمب بأنّ هذه الخطوة ستعمل على تأجيج الكراهية والنزاع، والعنف والمعاناة في القدس والأرض المقدّسة. فالقدس هي مدينة سلام لسكانها وللعالم أجمع، وبالتالي تبعدنا عن الهدف الرامي إلى الوحدة، وتسير بنا نحو انقسام أعمق ومدمر. انّ أي تغيير مفاجئ في هذه الهوية هو بنظر رؤساء كنائس القدس، ابتعاد عن هدفها لتصبح أرض نزاع ومعاناة.
 
إنّ للمقدسات المسيحية في القدس بُعدين؛ الأول إداري، وهو محكوم بمبدأ Quo Status) الوضع الراهن) الساري المفعول منذ العهد العثماني، والذي تدخل بموجبه المقدّسات المسيحية إشرافًا، وإدارة في نطاق إختصاص، وصلاحيات الكنائس المسيحية. والآخر وطني، سواء تلك المقدّسات التي تحتضنها القدس، أو الضفة الغربية المحتلة؛ فهي بالنسبة للأردن وقيادته الهاشمية قضية وطنية بامتياز.
 
فالأردن بقيادته الهاشمية ظل يعمل بكل الوسائل المتاحة على حمايتها وفقاً لقرارات القمم العربية ذات الصلة بالقضية الفلسطينية وبالقدس ومقدّساتها الإسلامية والمسيحية على حد سواء. وقد وقع جلالة الملك عبد االله الثاني، والرئيس الفلسطيني محمود عباس في عمّان في 31 /3 /2013 ،اتفاقية أعادت التأكيد فيها بأن جلالته هو صاحب الوصاية على الأماكن المقدسة في القدس الشريف، وله الحقّ في بذل جميع الجهود القانونية للحفاظ عليها.
 
ونحن على أبواب عيد الميلاد المجيد، حيث رنّم الملائكة في السماء: «المجد الله في الأعالي وعلى الأرض السلام»، وفيما كانت أنظار العالم تتوجه الى مدينة الميلاد بيت لحم، التي أطفأت أنوار شجرتها، توجهت العيون الدامعة الى القدس مدينة السلام الغائب، ولكنها مدينة النصر الغالب. فلنضع على شجرات الميلاد زينة مقدسية، تحمل اسم «القدس عاصمة فلسطين»، و «وحدتنا الوطنية زينتنا» ، وسيكون ذلك خير تضامن مع قضية القدس في زمن الميلاد. نطلب من االله القدير بألا تكون القدس محرومة من السلام، ولا من أفراح الميلاد، وأن يسير قادة العالم، وفي بالهم أمنيات سكان القدس ومحبّيها، أملاً في بناء سلام عادلٍ وشامل لكل شعوب هذه المدينة المقدسة والفريدة. القدس زينتنا.
Abouna.org@gmail.com