Thursday 18th of April 2024 Sahafi.jo | Ammanxchange.com

المواضيع الأكثر قراءة

 
  • آخر تحديث
    18-Dec-2017

معركة إيران ودور كوريا الشمالية - رومان حداد

 الراي - يبدو أن الولايات المتحدة تجهز لحرب قادمة، حيث يبدو أن المحافظين يحتاجون لحرب قبل الانتخابات النصفيةلمجلسي الكونجرس والشيوخ، ومع استبعاد خوض حرب ضد كوريا الشمالية، فإن الهدف المحتمل هو إيران،بحيث يتم إسقاط النظام الإيراني القائم.

ولكن ذلك لا يعني أن كوريا الشمالية لن يكون لها دور في الحرب التي ستشهدها المنطقة ففي حال تم التوافق الأميركي مع مجموعة
متنوعة من الحلفاء، خصوصاً أن العلاقة الكورية الشمالية مع منطقتنا على المستوى العسكري ممتدة منذ سنوات عدة عبر عدة بوابات
وهي سورية، إيران، مصر، ليبيا، وحزب االله.
وقد أخذت هذه العلاقات شكل التعاون لتصنيع الأسلحة أو تصدير الأسلحة الكورية الشمالية لهذه الدول أو الاستفادة من الخبرات
الكورية الشمالية في تصنيع الأسلحة أو تدريب وحدات معينة في الجيش.
وقد برزت العلاقة الكورية الشمالية مع سورية من خلال مساهمة كوريا الشمالية في بناء المفاعل النووي السوري في منطقة البوكمال
في محيط دير الزور، حيث قامت القوات الجوية الإسرائيلية بعملية (البستان) في الساعات الأولى من يوم 6 أيلول عام 2007 ،وراح ما يقارب
عشرة خبراء من كوريا الشمالية ضحية لهذا القصف، ويعتقد نجاة ما يقارب عشرين خبيراً كورياً شمالياً من القصف.
وكان المفاعل النووي السوري في حال انتهائه جاهزاً لإنتاج (البلوتونيوم) وتخصيبه لاستعماله في رؤوس لصواريخ نووية، بالإضافة لوجود
يورانيوم يمكن استخدامه لغايات نووية عسكرية، وقد بني المفاعل النووي السوري بصورة مشابهة للمفاعل النووي الكوري الشمالي
يونغبيون.
ولم ينتهِ التعامل السوري مع كوريا الشمالية عسكرياً بعد الضربة الجوية الإسرائيلية، حيث بدأ التعاون في مجال الطيران العسكري،
وتدريب وحدات استخباراتية وعملاتية تابعة للاستخبارات الجوية السورية حتى منتصف عام 2015 ،حيث رأت روسيا، التي كانت راعية
للاتفاقات السورية الكورية الشمالية ضرورة إنهاء التواجد العسكري والاستخباراتي والعملياتي لكوريا الشمالية في سورية.
وخلال تواجد الكوريين الشماليين في سوريا في المرحلة التالية لمرحلة قصف مفاعل البوكمال قام الكوريون الشماليون بالتوافق مع
النظام السوري بتدريب ثلاث وحدات تابعة لحزب االله اللبناني، وهي وحدات قليلة العدد، لا يتجاوز عدد أفراد الوحدة الواحدة عشرين
شخصاً، على العمليات الاستخباراتية المعاكسة في مناطق استخباراتية غير صديقة، وكان التدريب يستهدف تطوير جهاز استخباراتي
لدى حزب االله في مناطق إفريقيا وأوروبا الوسطى.
كما تم تدريب وحدة على قتال الغابات عبر عصابات صغيرة العدد تتكون من خمسة إلى سبعة مقاتلين، وهو ما قام حزب االله بنقله
وتدريبه لكوادر حماس في قوات القسام، حيث كان الكوريون الشماليون قد طوروا على التجربة الفيتنامية في حروب المقاومات
الشعبية، بما يتلاءم مع المناطق المفتوحة وليست المليئة بالأشجار، عبر بناء أنفاق قابلة لاستقبال أعداد من المقاتلين لمدة 3 أشهر،
كما قاموا بتدريب وحدة التجسس الإلكتروني والهجوم الإلكتروني في حزب االله.
ويعتقد أن أبرز رجال الاستخبارات السورية الذين كانوا على علاقة بالملف الكوري الشمالي هو العميد حافظ مخلوف (ابن خال الرئيس
بشار الأسد)، حيث كان هذا الملف من الملفات التي يحملها في جهاز أمن الدولة منذ أن كان مقدماً، حيث كان هو بوابة العلاقات السرية،
وناقلاً موثوقاً لبشار الأسد، وهو من حمى بشار الأسد من الاجتماع بشكل مباشر مع الكوريين الشماليين، حيث لم يجتمع بشار الأسد
منذ عام 2003 مع أي مسؤول كوري شمالي، وتمت جميع الصفقات من خلال البوابات السرية وعبر أشخاص يثق بهم الرئيس السوري،
وأبرزهم أيضاً مدير المخابرات الجوية السورية اللواء جميل حسن، وآصف شوكت.
وتعود العلاقة الإيرانية الكورية الشمالية إلى عام 1981 حين تم شحن 300 صاروخ من كوريا الشمالية إلى إيران لدعم إيران في حربها ضد
العراق، حيث تم شحن هذه الصورة بغض نظر الاتحاد السوفييتي عن العملية ولكن دون حصول الصفقة على الموافقة السوفييتية الصريحة.
وتم التعاون بين إيران وكوريا الشمالية لتطوير صاروخي شهاب 1 وشهاب 2 وشهاب 3.
كما تم التعاون بين إيران وكوريا الشمالية في البرنامج النووي الإيراني في مجال تطوير الصواريخ المؤهلة لحمل رؤوس نووية للمديين
المتوسط والقريب.
وتبدو العلاقة الكورية الشمالية مع إيران علاقة استراتيجية ومهمة لكلا الطرفين، حيث يبدو أن كلا الدولتين وضعتا معاً ضمن قائمة
الولايات المتحدة لـ(محور الشر)، وبمعنى آخر فقد ساعدت الولايات المتحدة على بناء تحالف إيراني كوري شمالي من خلال هذا التصنيف.
ولا يبدو أن أياً من الدولتين فوتت فرصة التحالف السري هذا، بحيث يبدو أن التوافقات السرية وغير المكتوبة هو أن هجوم الولايات
المتحدة على إحدى الدولتين يعني فتح جبهة الدولة الأخرى على الولايات المتحدة، لأن انتصار الولايات المتحدة في حربها على إحدى
الدولتين يعني بالضرورة أن الدولة الأخرى بقيت وحيدة وغير قادرة على المقاومة، وهو ما يعني تجريدها الكامل من برنامجها النووي،
واستباحتها من قبل الولايات المتحدة.
لذا يمكن توقع أن تقوم كوريا الشمالية بضرب مناطق لحلفاء الولايات المتحدة في المناطق القريبة من كوريا الشمالية إذا قامت الولايات
المتحدة بالهجوم على إيران، وقد تختار أهدافاً غير متوقعة، لضمان صمت الصين وروسيا، فهي قد لا توجه ضربتها نحو اليابان، لأن ذلك
سيثير حفيظة الصين وروسيا، ولكنها قد توجه ضربة قوية ضد كوريا الجنوبية، وكذلك قد توجه ضربة قوية ضد تايوان، وبضربتها هذه
ستنال مباركة صينية على شكل صمت صيني عن الضربة.
وفي ذات الوقت ستجبر الولايات المتحدة على فتح جبهات جديدة وخوض أكثر من معركة في ذات الوقت في مناطق متباعدة جغرافياً،
وهو ما لا تستطيع الولايات المتحدة التنبؤ بنتائجه، ولكنه حتى في حالة انتصار الولايات المتحدة، فإنها ستنهك اقتصادياً وعسكرياً،
ويهتز موقعها على رأس العالم.
الحرب القادمة في منطقتنا إذا ما انطلقت قد تفتح سلسلة من الحروب التي لن يعرف مصيرها، ما لم يكن هناك توافق أميركي روسي
على تحجيم اللاعبين الإقليميين في منطقتنا، بما فيهم حلفاء الولايات المتحدة العرب في الحرب على إيران، باستثناء إسرائيل.
فهل سيكون العام القادم عام الحرب والتصفية؟