Thursday 25th of April 2024 Sahafi.jo | Ammanxchange.com

المواضيع الأكثر قراءة

 
  • آخر تحديث
    05-Dec-2017

أجواء «صديقة» للإبداع؟ - ناديا هاشم العالول

 الراي - لقد تعوّدنا على تداول «مدن صديقة للمشاة».. «صناعة صديقة للبيئة»... «بيئة عمل صديقة للمرأة».. مضيفين بدورنا «إنسان صديق للبيئة «!

نعم فلكيْ نحافظ على بيئة سليمة نظيفة معافاة فإنه يتوجب على الإنسان ان يكون رفيقا بها محافظا عليها مدافعا عنها وعن حقها لتبقى بأحسن حال عبر عملية تبادلية يحافظ عليها فتحافظ عليه، لأن عبثَ الإنسان ببيئته سوف ينعكس عليه سلبا من أوزون ينكمش ومدن تحتضر !
اما» أجواء صديقة للإبداع».. كيف؟
لأن الحل الأمثل للمشاكل والوصول للتنمية يكمن بين إبداع الإنسانية وتنميتها المستدامة عبرعلاقة «أخذ وعطاء « تتم بين الإنسان وبيئته..علاقة يكتب لها النجاح بحالة توفّر أجواء صديقة للإبداع ،لتنمو بذرة الإبداع فتمد جذورا بالأعماق وتطلق سوقا وفروعا بالفضاء طارحة ثمار الإبداع..
وكلٌ ودوره بتجهيز البنية التحتية للإبداع والأجواء الصديقة لها مدركين بأن هنالك فرقا كبيرا بين العلم والجهل ، وبين الثقافة وعدمها، وبين إتساع الأفق وإنغلاقه فالعلم هو مفتاح المعرفة والطريق للثقافة والجسر الموصل للوعي والحكمة..بشرط واحد فقط وهو الالتزام بتطبيقه على أرض الواقع ،لتتراكم تطبيقاته بأفعالنا وسلوكياتنا واعمالنا محققة القفزة النوعية نحو الثقافة التي نريد ، وكلما تعمقت الثقافة بتراكماتها يكون الإرتقاء بها أسهل نحو وعي أفضل..
فالثقافة الحقيقية هي قدرة التطبيق والتأقلم على كل ما هو جديد وصدق على بن أبي طالب حينما قال :» ربّوا ابناءكم لزمن غير زمانكم» ! فللأهل دور بتنمية الإبداع وصقله من حيث التقاطه ومتابعته كهوايات ومهارات وتفكير ترفدهم المدرسة والمناهج وأساليب التعلّم والتعليم والإعلام..الخ فلنتخذ من الملك عبداالله الثاني نموذجا لدعم الإبداع سواء بورقته (النقاشية السابعة) التي تحدد مشاكل (التعليم) والحاجة للإرادة والشجاعة لمعالجتها والتركيز على الإبداع وتنميته عند الشباب ، او باصطحاب جلالته مجموعة من الشباب المتميزين من الجامعات الأردنية في المجالات الهندسية والعلوم تشجيعا لهم على اجتهادهم مانحا اياهم فرصة ذهبية للاطلاع عن كثب على أحدث الاختراعات اليابانية التي سّرعت عجلة التنمية والتطور في اليابان ، وخاصة لما عُرف عن اليابانيين بحبهم لعملهم واتقانهم له وجدهم واجتهادهم ومثابرتهم مما حقق لهم اقتصادا قويا يشار له بالبنان...
فالتنمية تُبنى على أكتاف المجتمع بأسره يشارك فيها كل من القطاع العام والخاص ومؤسسات المجتمع المدني حيث يُشكل الابداع نواة الانطلاق نحو تحقيق الطموحات، ولهذا فهو يحتاج الى دعم من الحكومات لتقديم التسهيلات وسن القوانين غير المعيقة المشجعة لاطلاق طاقات الابداع من أجل تحقيق التنمية المأمولة في الوطن النموذج الذي نريد.. فتنمية الإبداع يعني تنمية الأوطان ، فهي بمثابة سلسلة حلقاتها متشابكة تقع على كاهل الأسرة أولا – الأم- بصورة خاصة ،والمدرسة بمناهج مدرسية تشجع التفكير الابداعي ومعلمين يتقنون أساليب تدريسه دون ان نهمل دور الإعلام الذي يساهم بتعزيز الابداع عبر دعم ثقافة الابداع بتوجهاته النموذجية الداعمة للأعمال الإبداعية الراقية..
فمدرسة اليوبيل بالأردن مثلا تقوم مشكورة بتشجيع الابداع منذ عقدين من الزمن ،متعاونة مع المجلس العربي للموهوبين والمتفوقين على رعاية الموهوبين والمتفوقين كضرورة حتمية لتنمية عربية شاملة عبر توفير بيئة تربوية مناسبة.. ولم لا ؟ وعصرنا يشهد اليوم العديد من التغييرات المهمة في مجال المعلومات، والتكنولوجيا، والبيئة، والتعليم، فالمجتمع اليوم يحتاج إلى الأشخاص القادرين على اتخاذ قرارات غير تقليدية، وقادرين على التفكير بشكلٍ مختلف، وبشكل خلّاق «خارج الصندوق»..
لذلك يقع على عاتق الدولة مسؤولية وضع سياساتها بما يتناسب مع احتياجات الشباب ورعايتهم، وخاصة رعاية الموهوبين منهم..
فيا حبذا ان نعمل كفريق واحد أهلا ومدرسة ومؤسسات على تنمية وسائل التفكير الإبداعي وفق ما توصل له العلماء المتخصصون ب :
(وضع التساؤلات) كطرح الأسئلة الذكية لتنمية الفكر الإبداعي فيفكر الشخص بالأسئلة التي تتضمن (ماذا لو؟) حول كل ما يتعّرض له وما يراه باحثا عن حلول وبدائل..
فوفق أبحاثهم فالتفكير الإبداعي لا يأتي نتيجة للذكاء الخارق، أو التفكير العصري بل هو مسألة التدريب على ممارسة (التخيّل والحلم)، عبر أخذ وقت كاف خلال اليوم ل « التخيّل» إضافة إلى أهمية التركيز على هذه الأفكار بشكل متسلسل ومنطقي لتنمية الفكر الابداعي.. فالحلم لن يصبح واقعا بدون تخطيط وعمل وانجاز وتنمية !
آخذين بعين الإعتبار أهمية (شرح الأفكار الخاصة) إذ يُعتبر التعبير والشرح من أهم وسائل تنمية التفكير الابداعي، من خلال مناقشتها مع الآخرين...
قد يتساءل البعض كيف نفعل ذلك بظل الازدحام والتزاحم وبخاصة طوفان وسائل التواصل الاجتماعي..
نفعل ذلك: عبر «مطالعة الكتب « واضعين أولويات لها من خلال إدارة الوقت..فالمطالعة حلّ لكل علّةّ فهي تنمّي القدرة على التخيّل وتوسيع الأفق لافتين نظر الأهل والجميع بعدم الاستهانة والسخرية من أفكار أو أي تساؤل يطرحه الناشئة..
فحذار حذار فالسخرية هي مقتل الإبداع وما اكثر مانقتل الإبداع بقصد..وبدون قصد!
hashem.nadia@gmail