Thursday 25th of April 2024 Sahafi.jo | Ammanxchange.com

المواضيع الأكثر قراءة

 
  • آخر تحديث
    14-Apr-2019

العالم العربي وتحدي الديمقراطية*د. أحمد يعقوب المجدوبة

 الراي-يُجمع الدارسون على أن الديمقراطية ليست نظاماً مثالياً، فلا تتحقق فيها المساواة المُطلقة للجميع ولا العدالة. فهي نظام يُنصف الأغلبية، أو التحالفات التي تُشكّل الأغلبية، على حساب الأقليات، التي غالباً ما تخسر في الانتخابات وتُظلم. هي في نهاية المطاف، في بُعدٍ مُهم منها، لعبة أرقام ولعبة قوى وتحالفات: من يستطيع الحصول على الأصوات الأكثر تكون له الغلبة.

 
وهنالك إشكالات أخرى كثيرة في الديمقراطية لا مجال لذكرها هنا.
 
ومع ذلك، فالديمقراطية هي الوصفة الأكثر واقعية ونجاحاً على الأرض، سياسياً واقتصادياً واجتماعياً. وقد ثبتت أهميتها لاستقرار الدول وتقدّمها في آن واحد.
 
وإذا نظرنا إلى خريطة العالم، نجد أن أكثر الدول استقراراً وتقدماً وقوة اقتصادية وسياسية، هي الدول التي أدخلت الإصلاحات الديمقراطية الجادة، أو التي اعتمدتها أسلوباً ونهجاً.
 
الأمثلة عديدة، منها إضافة إلى معظم الدول الغربية التي تحوّلت إلى النظم الديمقراطية قبل غيرها، العديد من دول شرق آسيا، مثل اليابان وكوريا الجنوبية وسنغفورة وماليزيا وغيرها، التي حذت حذو الدول الغربية على هذا البعد.
 
يستطيع المرء أن يخلص، من هذه الأمثلة وغيرها، أن التّحوّل الديمقراطي الجاد هو العامل الحاسم في التنمية والتطور والاستقرار والازدهار.
 
ولعّل أحد أهم عوامل تأخّر العديد من الدول العربية، والتي يتعرض أمنها واستقرارها ووحدة أراضيها منذ 2011 ولغاية الآن لهزات وانتكاسات لم نشهد لها مثيلاً، تتجسد في شلل سياسي يصل حدّ الاقتتال بالأسلحة، هو غياب التحول الديمقراطي، والذي هو أحد أهم مطالب الشعوب.
 
في «القرية الصغيرة» التي نعيش فيها على هذا الكوكب، وبسبب انتشار وسائل الإعلام على نحو غير مسبوق، أصبحت الشعوب على علم ودراية بكل ما يجري في العالم، وأضحت كلّها تريد الاستقرار والرخاء والميزات التي تراها متوافرة لشعوب الديمقراطيات العريقة، بدءاً من المرافق والخدمات التي تتسم بالجودة العالية، وانتهاءً بالحقوق والواجبات.
 
ومن هنا فلم تعد الشعوب العربية تقبل بأنظمة شمولية تأتي للحكم عنوة وتُرشّح نفسها صورياً بين الفينة والأخرى وتحكم لسنوات غير محددة بسقف واضح، وتتمسك بالكراسي حتى وهي على فراش الموت، ودون أن تقدم أي إنجازات تذكر أو تحقق أي تقدم أم تطور أو رخاء لشعوبها.
 
إن أحد الحلول المهمة للعديد من مشاكل العالم العربي يتمثل - ببساطة - في إدخال الإصلاحات الديمقراطية المهمة، ولو على مبدأ التدرج، ثم العمل على التحوّل الديمقراطي الجاد.
 
ومن المهم أن ندرك هنا أن التحول الديمقراطي هو «عملية» متدرجة منظمة وممنهجة تتم على مراحل عبر سنوات وعقود، وليست فعلاً أو عملاً يتم بين ليلة وضحاها.
 
ونفخر نحن في الأردن بما تم إنجازه لغاية الآن، وبأننا بدأنا في عملية التحول منذ مدّة، وهذا ما نرى أكله وثماره الطيبة.
 
وبعد، فالديمقراطية، شئنا أم أبينا، هي أساس التقدم والتطور، وبدونها يبقى العالم العربي مُتأخراً مُهمشاً ضعيفاً عُرضة للهزات الداخلية والخارجية، لا وزن له ولا قيمة في عالم اليوم.