Friday 29th of March 2024 Sahafi.jo | Ammanxchange.com

المواضيع الأكثر قراءة

 
  • آخر تحديث
    17-Mar-2018

حتى تنكشف الُغمة - م. فواز الحموري

 الراي - اتخذ قراره بغضب وعصبية واتجه من فوره للسفر إلى الخارج بقصد الهجرة من الأردن وذلك حتى يؤمن لأطفاله المستقبل ويوفر لهم الراحة من عناء الضغط والحياة الصعبة في الأردن ، وعند قراره ومثله العديد ممن تسمح لهم بالسفر والاستقرار والإقامة الدائمة للحصول على الجنسية وشراء شقة وفتح مصلحة معينة والاستثمار هناك ، نقف مجددا وعبر المحطات الآتية لعل الغمة تنكشف ويتبدل الحال الى الأحسن:

(1)
تظهر من فترة لأخرى وعبر مواقع التواصل الاجتماعي محاولات لتشويه صورة الأردن بكل تفاصيله وإثارة العديد من قضايا الفساد ومحاولة الصيد في الماء العكر وتوجيه التهم وتشويه صورة الأردن واستغلال الظروف الحالية وبث رسائل معادية للأردن وتتجاوز سقف الحرية المتاح وتنشر سمومها عبر رسائل ومقاطع من فيديوهات وتسجيلات صوتية تحتاج إلى تدقيق والسؤال عن سبب إطلاق تلك الهجمات على الأردن الآن بالتحديد ومصير هذه المؤامرات الحاقدة أولا وأخيرا ؟
(2)
الهم الداخلي ونبض المواطن وقضايا كثيرة وعديدة تحتاج إلى حوار وطني بدل التنظير الكلامي والبطولات الصوتية ؛ الأردن غالي علينا جميعا ، لا بد من المعارضة والاختلاف في وجهات النظر ولكن ليس بهذا الأسلوب من السطحية لدرجة أن نسمع مذيعا في محطة إذاعية يتحدث وكأنه في جلسة خاصة وبتشدق بالكلام مستخدما عبارات مخجلة بحقنا جميعا.
الحوار مع الحكومة مطلوب ويحتاج إلى الكثير والعديد من قنوات الاتصال للتعبير عن غضب الناس ومشاكلهم ولهذا نسأل من جديد عن مفهوم المساءلة الأردنية بأطيافها مجتمعة ومتفرقة وعن الثقافة الجديدة ومحاولات تأطير العلاقة المجتمعية مع الحكومات المتعاقبة ونظام الدولة والى بعض المحاولات لاغتيال الشخصية العامة والإيقاع بها على اختلاف وجهة النظر في تفسير المواقف.
الهم الداخلي يحتاج بصراحة إلى عقلانية وهدوء وتدبر ومعالجة المشاكل من الجذور، وكم افقدنا مظهر الاعتداء في الشارع العام والتنمر في المدارس، افقدنا هيبتنا وبوصلتنا نتيجة تردي مستوى الأخلاق ونتيجة عدم التربية في البيت وانشغال الأسرة عن مشاكلها الخاصة.
همنا الداخلي اجتماعي كبير ويحتاج إلى الكثير من الاهتمام والمتابعة والحرص، ولعل بعض الصور السلبية التي تظهر من فترة لأخرى جوهرها البعد عن البيت وتوطيد علاقات المحبة والمودة والاحترام بين الأب والأم وأفراد الأسرة الواحدة على اقل تقدير.
(3)
التحولات القادمة والرهان على الأردن والسيناريوهات التي تنشر من وقت لأخر حول ما سوف يحدث في الأردن يلزمنا التوقف مطولا وعدم الأخذ بقرار من يهرب للخارج و»يلم « أغراضه ويهاجر وكأن الجنة بانتظاره وان الفرص والجميع سوف يكون في استقباله ومد يد العون له ومساندته دون مقابل ، ولهذا نعاود السؤال عمن يحاول دفع المواطن للقهر والإحباط والتشاؤم والبحث عن فرص خارجية ودفع الثمن غاليا من دمه وجهده وتعبه عبر سنوات العيش والإقامة والانتماء للأردن بإخلاص وتفان دون كلل أو ملل ؟
(4)
المستقبل الذي نتمناه للأردن ينبغي أن يكون نقيا مثلما ولدنا وعشنا «على الحلوة والمرة « وواجهنا الصعاب وخدمناه عبر الأجيال والأجداد، كنا نرى الصورة واضحة تماما؛ عربية أردنية وهاشمية فقط لا غير.
(5)
حتى تنكشف الُغمة، نحتاج للكثير من الجهد التربوي النير لتنشئة الأجيال من جديد وتوطيد علاقتهم بأسرتهم وبيتهم وتزويدهم بسلاح المعرفة والأخلاق السمحة والانفتاح على العالم بحرية وايجابية تامة.
(6)
اعجني موقف تعليمي في مدرسة ابني عندما ذهب الطلبة «لاستديو» المدرسة لتسجيل مقطع من أغنية: «يا محلى أردنا « ، فعلا ذلك ما نريد: أن نحب الأردن هذا العزيز علينا رغم كل المحن والصعاب والتحديات واالله « ما بهوننا» بالأردن أبدا ، حمى االله الأردن من كل سوء وشر.