Friday 29th of March 2024 Sahafi.jo | Ammanxchange.com

المواضيع الأكثر قراءة

 
  • آخر تحديث
    10-Aug-2017

هل «داعش» شركة مساهمة؟! - صالح القلاب
 
الراي - حسب البنك المركزي العراقي فإن «داعش» بعد إحتلاله لمدينة الموصل، الذي لم يجر التحقيق فيه حتى الآن، قد «نهب» من بنوك هذه المدينة «835» مليون دولار ومع العلم أن عدد القوات «الداعشية» التي إحتلتها لا يتجاوز المئات في حين أنه كانت في حمايتها فرقتان عراقيتان أي ما يصل إلى ستين ألفاً من الجنود والضباط الذين صدرت إليهم «الأوامر» بالإنسحاب الكيفي وعدم إطلاق رصاصة واحدة في وجوه الغزاة الإرهابيين.
 
كان المفترض أن يجري التحقيق في كل هذا الذي جرى بعد «إنهيار» الموصل مباشرة وبخاصة وأن المعلومات التي جرى تداولها في ذلك الوقت تحدثت عن أن نوري المالكي بإعتباره رئيساً للوزراء وبالتالي قائداً عاماً للقوات العراقية المسلحة قد أصدر أوامره لهاتين الفرقتين العراقيتين بكل ضباطهما وجنودهما بالإنسحاب كيفياًّ من الموصل وتركها لبضع مئات من «الداعشيين» الذين حولوها إلى «عاصمة» لهم والذين إحتاج إخراجهم منها إلى أكثر من ثلاثة أعوام تكللت بحرب مدمرة بالفعل حقق فيها جيش العراق إنجازات متميزة حقيقية وفعلية .
 
والسؤال هنا هو: هل أنَّ نهب «داعش» لبنوك الموصل قد إقتصر عليه أم أن هناك شركاء على رأسهم الذي أصدر الأوامر لفرقتي الجيش العراقي بالإنسحاب الكيفي من «الحدباء» وتركها بكل ما فيها غنيمة سهلة لهذا التنظيم الإرهابي الذي كلف إخراجه منها ألوف الشهداء الأبرار والذي لا يزال في حقيقة الأمر يحتل مناطق مهمة ورئيسية من بلاد الرافدين يحتاج إقتلاعه منها إلى المزيد من التضحيات الجسام وإلى المزيد من الدمار والخراب وأيضاً إلى المزيد من الشبهات التي تحوم حول رؤوسٍ كبيرةٍ إنْ في العراق وإنْ في إيران .. وايضا إن في بعض دول هذه المنطقة القريبة والبعيدة.
 
إنَّ ما حصل عليه «داعش» من بنوك الموصل وحدها قد بلغ، حسب البنك المركزي العراقي، «835» مليون دولار وهذا يدعو إلى التساؤل عما حصل عليه هذا التنظيم الإرهابي وشركاؤه مما سرقوه محلياًّ ودولياًّ من آبار النفط العراقية والسورية التي سيطروا عليها وأيضاً من الإتجار بالمخدرات ومن سرقة آثار سوريا والعراق.. هل من الممكن إستبعاد أن هذا الـ»داعش» هو شركة مساهمة فيها شركاء كثر وعلى مستويات عليا ورفيعة وأن ظهوره المفاجىء ثم إشغال العالم كله به وبعملياته الإرهابية كان مخططاً له وأشتركت فيه دولٌ وجهات كثيرة .
 
نحن نعرف أن هناك تورطاً من قبل نظام بشار الأسد وإيران وتواطؤاً من قبل روسيا في إختراع «داعش» والزج به في ميدان الإرهاب وذلك لإظهار أن النظام السوري ومعه شركاؤه يواجه تحدياًّ إرهابياً لا يشكل خطراً عليه وحده وإنما على هذه المنطقة بأسرها وعلى العالم كله وبدون إستثناء وحقيقة أن هؤلاء قد حققوا نجاحات باهرة في هذا المجال وعلى إعتبار أن المستفدين كثر ولا يقتصرون على جهة أو دولة واحدة .
 
وهكذا فإن المفترض، بعدما «أفرج» البنك المركزي العراقي عن معلوماته الخطيرة هذه، أنْ تُشكل لجنة دولية فعلية تشارك فيها الأمم المتحدة وبعض الدول «البريئة» للتحقيق ليس في كل هذه السرقات والسلب والنهب وإنما أيضاً في كيفية ظهور هذا التنظيم الإرهابي ومن يقفون وراءه وكيف جرى تضخيمه كل هذا التضخيم وكيف يجري تنْفيسه الآن بدون لا سؤال ولا جواب وكأن كل هذا الذي حصل لم يحصل وأن الملف الـ»داعشي» قد وضع على الرف وتُرك للمراجعات والإطلاعات التاريخية !!.