Thursday 28th of March 2024 Sahafi.jo | Ammanxchange.com

المواضيع الأكثر قراءة

 
  • آخر تحديث
    17-Sep-2017

حتى لا يتسلل الارهاب لاختطاف قضية «الروهينغا» - فيصل ملكاوي
 
الراي - في الوقت الذي يكافح فيه العالم بمعركة عالمية بمشاركة الدول الاسلامية في حرب الارهاب والتطرف ، وتوشك المعركة على النهاية بهزيمة داعش الارهابي ومنظمات ارهابية مختلفة عاثت اجراما وخرابا في ديار المسلمين واوغلت في دمائهم ودماء غيرهم من الاسرة الانسانية ، فانه بالاضافة الى بشائر النصر هذه
 
يجب النظر بجدية كاملة الى الجذور التي تغذى عليها الارهاب والتطرف والى القضايا والمظالم التي اختطف الارهابيون اجنداتها في سبيل ارتكاب جرائمهم والتجنيد والتمويل لها وعدم السماح بتكرار ظروف وبيئات وازمات متشابهة اختطاف الارهاب اجنداتها وارتكب الاجرام تحت عناوينها.
 
وفي هذه المرحلة التي يكاد العالم يتنفس الصعداء بنهاية حقبة مظلمة من الارهاب في هذا الجزء المضطرب من العالم ، تندلع موجة جديدة ليست بعيدة
 
عنه من التنكيل والاضطهاد لاقلية الروهينغا المسلمة على ايدي قوات دولة مينمار التي كانت تسمى في السابق بورما ، حيث اعمال القتل والتشريد والاعتقال
 
والمطاردة بحق هذه الاقلية التي تصنفها المنظمة الاممية ومختلف المنظمات المعنية بحقوق الانسان بالاقلية الاكثر اضطهادا على وجه الارض.
 
هذه الاقلية التي تعيش في ولاية راخين في غرب مينمار ويبلغ عددها نحو مليون وثلاثمائة الف ، جزء اصيل من شعب هذه الدولة ، ومكون اساسي منذ الحقب التاريخية القديمة لها بحكم كافة المصادر والادلة ، وحتى في محاولتها لاقصاء هذه الاقلية فقد قامت سلطات بورما في بداية الثمانينات بسن قانون جنسية اضطر الى العودة الى العام 1832 لاجل ان يصنف اي اقلية موجودة في مينمار قبل ذلك التاريخ بانهم من ابناء البلاد الاصليين ويحق لهم الحصول على الجنسية وبعد ذلك التاريخ فهم ليسوا
 
من ابناء البلاد ولا جنسية لهم وليسوا مواطنين فيها.
 
ورغم ذلك فان ابناء هذه الاقلية تمسكوا بالعيش في بلادهم في ظل حرمان من الجنسية وحقوق المواطنة واي حقوق مدنية او سياسية وفوق ذلك التنكيل بهم
 
واتخاذ كافة الاجراءات التعسفية والقمعية لتهجيرهم وطرهم من البلاد والعالم كله يعرف هذا الواقع المسجل في وثائق المنظمات الدولية ، والذي لاقى استنكارا
 
دائما دوليا واقليميا ، ولكن بلا اي حماية لهذه الاقلية من موجات القمع والقسوة التي يشهد العالم جولة جديدة منها هذه الايام.
 
كان التاخر من المجتمع الدولي وعدم التنبه مبكرا لحل القضايا والازمات الانسانية ، ثغرة نفذ منها التطرف والارهاب وتغذى عليها ، ومع ازدياد
 
استفحال الازمات واشتداد حالات الفوضى كانت الاجندات الظلامية تختطف الاجندات المحقة الشرعية ، وفي هذه الايام التي تتفجرفيها جولة جديدة
 
من التنكيل باقلية الروهينغا فان المحاذير والمخاطر ان يحاول مجرمو التطرف والارهاب الذين لا يتعرفون بالحدود من ايجاد موطيء قدم جديد لهم باختطاف
 
اجندة هذه القضية وجعلها مكانا للاعتياش عليها وارتكاب الجرائم باسمها في الوقت الذي تبدو فيه الافاق رحبة لالحاق هزيمة كبرى بالارهاب واجنداتهم المجرمة
 
في الدول والمناطق التي عاثوا فيها خرابا وقتلا ودمارا خلال السنوات الماضية وكان المسلمون هم الضحية الكبرى لاجرام الارهاب والتطرف
 
قبل غيرهم على وجه الارض.
 
ولان دروس الحاضر والتاريخ يجب ان تكون عبرة وتستدعي عدم تكرار الاخطاء اوالتاخر في المعالجات لقضايا الشعوب والمظالم والازمات ، وضرورة
 
اسراع المجتمع الدولي لحلها حلولا عادلة وشاملة فان هزيمة الارهاب الشاملة والنهائية هي التي تعني على ارض الواقع حرمان خوارج العصر من ايجاد اي
 
بيئة او اي اجندة لا في الحاضر ولا في المستقبل لاختطافها وارتكاب صنوف البربرية باسمها.