Saturday 20th of April 2024 Sahafi.jo | Ammanxchange.com

المواضيع الأكثر قراءة

 
  • آخر تحديث
    09-Jun-2017

في عيد الجلوس الملكي:ريادة وإنجازات وتفاؤل
 
رأينا
الراي - التاسع من حزيران, ليس يوماً عادياً في الكتاب الاردني المفتوحة صفحاته على اتساعها كي يكتب الاردنيون فيه بقيادتهم الهاشمية الفذة ما استطاعوا انجازه طوال عقود من المجد والبناء الذي لم يتوقف رغم التحديات وشح الموارد وضخامة التحديات التي وإن عرقلت بعض الخطط أو اسهمت في تأخيرها ما كنا بصدد انجازه, الا انها تحولت بفعل الارادة الصلبة والتصميم الى فرص تم استثمارها على نحو فاعل, اشّرت بأننا نمتلك القدرة على مواصلة مسيرة البناء والتحديث والعصرنة, اذا ما تسلحنا بالعلم والمعرفة واذا ما ترجمنا الاقوال الى افعال واذا ما جعلنا من جبهتنا الداخلية ووحدتنا الوطنية خط الدفاع الاول, لافشال مكائد المتربصين والموتورين والحاقدين.
 
هذا ما يميز التاسع من حزيران في مناسبته الثامنة عشرة التي تحل اليوم, يوم اعتلى جلالة الملك عبدالله الثاني عرش المملكة الاردنية الهاشمية ليكمل المسيرة ويأخذ الاردن وشعبه قدماً وعالياً لتحقيق وانجاز المشروع الوطني الاردني على الصورة التي ارادها وعمل من أجلها الاباء والاجداد المؤسسون, في منطقة لم تعرف الهدوء والاستقرار وتهب عليها العواصف وموجات الحروب والتهجير والحصار وتخضع دولها والشعوب لسيل لا ينتهي من الشائعات وحملات التحريض ومحاولات نسف استقرار جبهاتها الداخلية, على نحو لا يسمح بترف الانتظار أو تخدير الشعوب وبذل الوعود التي لا تتحقق لها, وهو أمر أخذه جلالة الملك عبدالله الثاني منذ تسلمه سلطاته الدستورية كأولوية وطنية لا تتقدم عليها أي أجندة أو مشروع وبالتالي كانت الجبهة الداخلية هي المحور الاساس الذي اولاه جلالته الاهمية القصوى التي يستحقها, وتجسّد ذلك في تكريس دولة القانون والارتقاء بالخدمات المقدمة للمواطنين على أعلى الدرجات والمعايير الدولية في البنى التحتية والتعليم والخدمات الصحية والمواصلات والتعليم العالي والاتصالات ودائماً في الحوار مع الاردنيين في أماكن عملهم وسكنهم ومؤتمراتهم بعيداً عن البروتوكول أو الترتيبات المسبقة والسماع الى ارائهم ووجهات نظرهم وفي الوقت نفسه احتياجاتهم ومطالبهم وما يشكون منه او يتذمرون, حتى تحولت لقاءات جلالته بأبناء شعبه الى مناسبات وطنية يتبادل فيها القائد والشعب هموم البلد بسقوف عالية من الانفتاح والصراحة والشفافية, فضلاً عن تكريس ثقافة الديمقراطية وحرية التعبير وحق الاختلاف في اطار من احترام القانون وبمسؤولية وطنية عالية, دون عنف أو احتكار للحقيقة واعتبار القضاء المرجع الاساس لحل ما هو متنازع أو مختلف عليه, الامر الذي انعكس على صورة بلدنا في المنطقة وفي العالم, كبلد مستقر ينعم بالأمن في منطقة سجلت اعلى درجات العنف والتوتر في العالم أجمع منذ بداية العقد الحالي ولم يكن اعتبار الاردن في مقدمة الدول التي تقف بصلابة وشجاعة في وجه الارهاب, الا اعتراف بالحقيقة التي كرّسها جلالة الملك عبدالله الثاني, عندما تقدم الصفوف دفاعاً عن الاسلام وقيمه النبيلة ورسالته التي تفيض محبة وسلاماً وإخاء بين الشعوب ورفضاً لارتكابات خوارج العصر الذين حاولوا اختطاف الاسلام وتشويه صورته, ما اسهم في حشد المزيد من القوى والطاقات والدول لتجفيف منابع الارهاب ودعم الدول وفي مقدمتها الاردن الذي حذر قائده الشجاع العالم اجمع من اعتبار الارهاب ظاهرة اسلامية, بل ان الارهاب كما اثبتت وقائع الايام وعمليات الارهاب الاعمى الذي يضرب في كل مكان لا دين له ولا جنسية ولا وطن..
 
في التاسع من حزيران يتطلّع الاردنيون حواليهم ويغمرهم الرضى بما استطاعوا تحقيقه على اكثر من صعيد ويحدوهم الامل بأن ينجزوا ما هو في طريق الانجاز والذي لا يحتاج الا الى وقت كي يراه الاردنيون على ارض الواقع, وهم في هذا الشأن إذ يدركون ان الصعوبات والتحديات التي يواجهها اقتصادنا الوطني لأسباب في معظمها خارجية وناتجة عما يحدث حوالينا من حروب وفوضى في دول عديدة تؤثر على قطاعاتنا الانتاجية والتصديرية وترفع من اكلاف النقل والتأمين وغيرها, إلا أنهم يبدون تفاؤلاً كبيراً بأن لدينا القدرة والامكانات والفرص العديدة لمواجهة هذه التحديات وجذب المزيد من الاستثمارات نظراً لما يتمتع به بلدنا من عوامل جذب عديدة إن على مستوى القوانين والتشريعات والاجراءات الادارية الحديثة أم على مستوى البنى التحتية والموارد البشرية والامكانات المختلفة.
 
ولا يجب أن يغيب عن بالنا في أي لحظة أن عناية جلالة الملك ورعايته الدائمة والمباشرة لقواتنا المسلحة واجهزتنا الامنية وتوفيره كل اسباب المنعة والقوة والقدرات العسكرية والتدريبات لبواسل ونشامى جيشنا العربي وباقي الاجهزة الامنية, انما هو الذي مكّن الاردن من أن يصد ويحبط كل محاولات المسّ بأمننا أو جبهتنا الداخلية أو تعريض مصالحنا الوطنية العليا للخطر أو المزايدات..
 
في عيد الجلوس الملكي يرفع الاردنيون اياديهم الى المولى عز وجل بأن يحفظ الاردن وطننا عزيزاً كريماً وأن يسدد خطى قائده بالتوفيق والفلاح وأن يمنحه الصحة وطول العمر ليواصل مسيرة الاصلاح والتحديث ووضع الاردن في المكانة الاقليمية والدولية الرفيعة التي تليق بهذا الوطن الغالي وشعبه الأبيّ.