Saturday 20th of April 2024 Sahafi.jo | Ammanxchange.com

المواضيع الأكثر قراءة

 
  • آخر تحديث
    11-Nov-2019

فقط اليهودي يمكنه أن يكون إسرائيليا

 الغد-هآرتس

 
بقلم: جدعون ليفي
 
10/11/2019
 
لا يوجد شيء يسمى إسرائيليون غير يهود؛ إسرائيل ستفعل كل ما في استطاعتها من اجل أن لا يكون شيء كهذا ذات يوم. هناك أميركيون غير افنغلستيين، وهناك فرنسيون غير كاثوليكيين، والمان غير بروتستانت وحتى عرب غير مسلمين. هناك عشرات آلاف الكنديين من أصل صيني وسويديين من أصل صربي. جميعهم يعتبرون من أبناء القومية في دولتهم. اليهودية لم تقرر بعد إذا كانت ديانة أم قومية، لكن إسرائيل قررت أن غير اليهودي لن يكون إسرائيليا. وهي ستعمل على طرده أو على الاقل ابعاده عن الإسرائيلية. فهي غير عائدة له. كم مرة قلتم فيها إسرائيليون وكان قصدكم اليهود؟ كم مرة قلتم عرب وكان قصدكم غير الإسرائيليين؟ هذه هي علاقة الدولة بمواطنيها العرب، وهذا ايضا هو تفسير التنكيل بأطفال العمال الأجانب. الأطفال الذين ولدوا وترعرعوا ودرسوا هنا، ولا توجد لهم لغة غير العبرية، ولا يوجد لهم مجتمع غير المجتمع الإسرائيلي – هم غير إسرائيليين، هم يحلمون بالخدمة في الجيش وأن يكونوا جنود مطيعين ومخلصين. ولكن ايضا عتبة الدخول المقدسة هذه غير كافية. إسرائيل تريد طردهم. وهي لا تريد أن تكون دولة الإسرائيليين ولا حتى دولة اليهود، بل تريد أن تكون دولة اليهود فقط. من هو الإسرائيلي؟ اليهودي وليس غيره.
بهذا الشكل تصل الدولة في عنصريتها إلى ارقام قياسية عالية جدا، حيث مفهوم اليهودي النقي يحصل على معنى جديد ويثير القشعريرة بشكل لا يقل عن المفهوم السابق، من مكان نقي من اليهود الى مكان نقي مليء باليهود، نقاء عرقي، حيث أن هذه القومية المتطرفة موجهة نحو المواطنين العرب، توجد لها ذرائع كثيرة جدا: الاخلاص المشكوك فيه لدولتهم، في الوقت الذي فيه شعبهم هو عدو دولتهم، الصراع القائم على البلاد، اتهامهم الخالد بأنهم طابور خامس، “الخطر الديمغرافي”، الحقيقي أو الوهمي، الاصولية ونمط حياتهم الذي يهدد اسرائيل العلمانية والليبرالية.
هذه الذرائع تتلاشى عندما يصل الأمر إلى أطفال العمال الأجانب. هنا لا توجد عبادة أمن، ولا يوجد أي خطر حتى ولو وهمي، باستثناء خطر نقاء العرق. عنصرية سافية. مايرون في الصف السادس في مدرسة غبرئيلي هو طفل أسرائيلي، إسرائيلي تماما، فقط إسرائيلي، لكنه لا يستطيع أن يعتبر كذلك لأنه غير يهودي. إسرائيل كان يجب عليها أن تركع على ركبتيها شكرا لآباء هؤلاء الأطفال الذين يعتنون بعجوز باخلاص لا حدود له، الذي يزيد احيانا عن الاعتناء بأولادهم. هذه الظاهرة الاستثنائية في ابعادها، والتي يوجد فيها للمسنين الإسرائيليين خادم مرافق بسعر منخفض جدا، توجد لها جوانب سلبية. ومع ذلك إسرائيل مدينة بدين اخلاقي كبير لهؤلاء العمال.
الآن يجب عليها أن تشكر ايضا أولادهم، لأن صيدهم في المدارس هو درس المدنيات المهم جدا الذي يمكن اعطاؤه لأولاد إسرائيل: هنا انظروا، من نافذة الصف، في أي مجتمع أنتم تترعرعون. أكثر من ألف درس في التاريخ وعلم الاجتماع ماثلة أمام ناظريكم. عملاء شرطة الهجرة الذين يخطفون الأولاد من غرف الأطفال ومن المدارس بسبب اصلهم، الاخبار المذهولة للأطفال التي ينقلونها لزملائهم: لقد اعتقلت وأمي اعتقلت والتحدث عن اخفاء الاطفال في الغرف على السطح. مصير آلاف الأطفال الذين تطلق عليهم النار ويتم اختطافهم وضربهم واهانتهم في المناطق المحتلة، لم يلامس في أي يوم قلوب أطفال اسرائيل أو والديهم، مغسولي الادمغة وعديمي المعرفة الذين تم تدجينهم كي يعتقدوا بأن هذا يحدث لأنهم مخربون. ولكن عندما تصل عملية الخطف والطرد الى المدارس في تل ابيب فان الاطفال والآباء لا يمكنهم الهرب وغض النظر والبقاء غير مبالين.
الشر والعنصرية صعدا درجة اخرى: هما يقفان عاريين ومجردين وبدون مبررات امام الاولاد في اسرائيل. وزير الداخلية آريه درعي ومدير عام سلطة الهجرة والسكان شلومو مور يوسف تحولا الى معلمي الجيل. “القصيدة التربوية” لهما ستنقش عميقا في قلوب الطلاب. والصديق الذي تم خطفه من باب المدرسة وتم طرده من الدولة، هو تجربة حزينة لا يمكن نسيانها. والآن الى تحضير الدروس لليوم التالي، أن تكتب مائة مرة جملة “فقط اليهودي يمكنه أن يكون إسرائيليا”، الى أن تستوعب ذلك.