Friday 19th of April 2024 Sahafi.jo | Ammanxchange.com

المواضيع الأكثر قراءة

 
  • آخر تحديث
    24-Mar-2019

(كتّاب إربد): الشعر قوس بهيج يحاور كلّ شيء

إربد - أحمد الخطيب

 
في الاحتفالية التي نظمها فرع رابطة الكتاب الأردنيين بإربد، مساء أول من أمس، وتقاطعت معها برقيات الأمل والألم في الإنشاد لمعراج الأعياد التي يحتفل بها العالم في الحادي والعشرين من آذار، برز الشعر كآخر الحصون التي تدافع عن الأمة، إذ تنقّل الشعراء: محمد نصيف، د.حربي المصري، مكي نزّال، حسن البوريني، حارث الأزدي، ومحمد حيفاوي، في قوافيهم بين المدن العربية المكلومة، إلى جانب احتفائهم بالتي أرخت ستائرها على أوجاعنا، عبوراً إلى الشعر هذا القوس البهيج الذي يحاور كلّ شيء.
 
الاحتفالية نفسها التي أقيمت في قاعة غرفة تجارة إربد، وأدار مفرداتها الشاعر أحمد طناش شطناوي، حضرها القلّة من مثقفي إربد، مع أن الاحتفالية لها أجنحة ثلاثة، ذكرى معركة الكرامة الإشراق الأجلى في حياتنا، وعيد الأم النبض الذي يسري في أرواحنا، ويوم الشعر العالمي معراج الجمال وحدائقه المعلّقة، ولكن الشعراء اكتفوا بهذه القلّة، متكئين على بيت السموأل الأزدي: «تعيّرنا أنّا قليل عديدنا، فقلت لها إن الكرام قليلُ».
 
الشاعر شطناوي ذهب في تقديمه إلى سرد الشعر مملوءا بقوافي الحياة، كما ذهب إلى نثر المفردات على مائدة الاحتفالية، معتبراً أن الشعر غذاء الروح، وعطر الأنفاس، خاصة في هذا المساء الربيعي الذي وصفه بأخضر الابتسامة وصيفيّ المشهد، مؤكداً أن هذه القلة تجتمع حول مشكاة ثلة من المبدعين، أناروا عتم السطور بوهج الحروف، وفي نهاية كلمته التي قّدم بها الأمسية توجّه بالسلام على كلّ أمّ حاضرة أو غائبة، والسلام على الشعر، والسلام على الشعراء.
 
من جهته ألقى رئيس فرع «كتّاب إربد» الباحث عبد المجيد جرادات، كلمة تحدث فيها عن معركة الكرامة، أسبابها ومآلاتها التي توّجت بنصر الجيش العربي على جيش الاحتلال، إلى ذلك تناول تفاصيل مجرياتها، ونضالات الجيش العربي، كما تحدث في كلمته عن الأم وعيدها، حيث ذهب إلى تحية الأمهات اللواتي أنجبن الشهداء، ولم يترك جرادات الشعر الذي يضيء عتمة السطوح دون الترحيب بشعراء الاحتفالية وجمهورها.
 
في الاحتفالية الشعرية توسّعت دائرة النص العمودي، حيث ذهبت قصائد الشعراء إلى بحور الخليل، محمّلة بأقواس الخطاب الشعري الذي اتكأ على بنية الأعياد الثلاثة، وقدّم لها قاموسها الخاص بها، الخطاب الذي يتمدد وفق بانوراما التشكيل الذي يسعى إلى تأثيثه الشعراء، كما توسّعت دائرة حكاية الأوطان لتصل إلى التفاصيل الدقيقة التي نقش الشعراء ملامحها.
 
استهل الشاعر نصيف القراءة الشعرية الأولى، فقدّم نصوصاً تفتحت خلالها منازل الأعمار التي قضتْ انتظاراً، والمعالي التي تغازلنا، والغد الذي هو نسخٌ لأمس، كما قدّم نصوصاً التفتت إلى الأمة التي تطوقها الرزايا ويخاصمها الصلاح، حيث لا أمل يلوح، ولكن مع هذا يرى بأن الليالي كلما تقسو تزيّننا المروءة، وانتقل بعد ذلك إلى بغداد، والقدس، والمسجد الأقصى، والأردن «سِفْر الرجولة» منتشياً بعطر النصر، وشذا المفاخر، والقلاع التي لم تترك للحاقدين مجالا كما يقول.
 
الشاعر د. المصري قرأ بدوره باقة من النصوص، واستهلها بقصيدة «ثوب الحرف»، التي جاءت بمناسبة اليوم العالمي للشعر، حيث البحور وأمواجها، والماس الذي يبين على ثوب القصيدة، ومحبرة الروح، والصوفي الذي يهفو وينتشي وهو جملتها، إلى ذلك ذهب إلى القصيدة التي علقت بالروح، مستدركاً معها لذّتها، كما ارتحل مع القوافي وخلودها حيث تبقى ويفنى قائلها.
 
ومن جهته قرأ الشاعر نزّال باقة من قصائده، ابتدأ مفرداتها بلوحة شعرية عن الشهيد عمر أبو ليلى التي يقول في مطلعها: «مسكٌ دماؤك يا أبا ليلى، الحيُّ أنت وكلنا نبلى»، عمر الذي أشعل روح الثورة من جديد، فطوبى لروحه ولقلبه ولأمّه كما يقول، إلى ذلك قرأ قصيدتين، الأولى عن الأم في عيدها، والثانية عن شهداء الهجوم الإرهابي الذي وقع في نيوزلندا.
 
أما الشاعر البوريني فقدّم في نصوصه الشعرية إيقاعات للأم، مستدرجاً باقة من الأفكار التي ينظر من خلالها إلى الأم بعيداً عن حصرها والاحتفاء بها في يوم من أيام السنة، الأم التي قرأت سطور السنين لأبنائها، وحاكت أشجارها، واعتنت بظلالها، كما قرأ قصيدة بعنوان «ها أنت»، اختط معها طريقاً لتفكيك ناشر الموت المؤجل، والأنباء العجلى، وحادي الموت، ملتفتاً في مفرداتها ذات الشعرية المتخيّلة إلى الأرض التي تميل عليه حفاوة.
 
الشاعر الأزدي بدوره قرأ باقة من النصوص، استهلها عن معركة الكرامة، التي ذهب مع تفاصيلها لتحية النشامى الصيد في يوم التفرد والكرامة، كما قرأ كتاب الأقصى الذي تراقب عينه خفق القدامى، وانهزام العدو، مشيراً إلى أن القدس خط أحمر، إلى ذلك قرأ عن بغداد التي ضاعت بالخطب، وقصيدة عن العربي الذي ينظر لنفسه كصقر، ولم ينس المرأة التي قدم لها محاور للحوار.
 
واختتم القراءات الشعرية الشاعر حيفاوي، فقرأ في مستهلها، قصيدة «ذكرى معركة الكرامة»، فارداً فيها مساحة واسعة للجيش المزنر بالوفاء، سيوف الحق، ومصوراً من خلالها لحظة المعركة التي وجد فيها الأعداء أنفسهم في غابة الآساد، الأعداء المقيدين بالسلاسل، مستذكراً معها أختها معركة بدر، إلى ذلك قرأ حيفاوي عن الأم، نكهة الإيمان ورحيق الحب ووهج الأغنية، كما قرأ نصوصاً عن الشعر والشعراء.