Friday 29th of March 2024 Sahafi.jo | Ammanxchange.com

المواضيع الأكثر قراءة

 
  • آخر تحديث
    14-Oct-2017

أولاد الشوارع ! - م. فواز الحموري

 الراي - خلال دعوة عشاء في منزل احد الأصدقاء، تم التطرق إلى أكثر من موضوع مشترك بالهموالمعاناة ويشمل جميع الإحياء السكنية ألا وهو الأولاد الذين يلعبون الكرة أمام العماراتالسكنية عقب مغادرتهم المدرسة وحتى ساعة متأخرة من الليل على الرغم منالأساليب المتنوعة لحثهم على العودة للمنزل ومتابعة أمورهم الخاصة وانجاز واجباتهمالمدرسية وحتى الأبعد من ذلك السؤال عن والديهم وكيف يتركون أولادهم عدةللمخاطر كافة دون السؤال عنهم ومنعهم من النزول للشارع وإيذاء الجيران بالصراخوضرب السيارات والركض وراء الكرة دون حساب لسيارة قادمة وخصوصا في الليل.

نحتار في حجم العمارات السكنية التي يتم لصقها بجانب بعضها البعض دون مواقف
للسيارات او مرافق خدمات مثل الملاعب والحدائق ومقاعد الجلوس ، وكأن المقاول
وصاحب العمارات يريد الربح المادي فقط دون الإحساس بما يخلفه بناء سكني من أربعة
طوابق وكثافة سكانية فيه تزيد عن ثلاثين فردا في كل عمارة لتصبح مئة في بعض الأحياء ولنتصور معا حجم الإزعاج والمشاكل لنزولالأولاد من الشباب والشابات إلى الشارع وجلوسهم على الأرصفة ولعبهم بين السيارات والمشاكل الناتجة عن ذلك.
 
حجة الأولاد أن لا مكان ولا بديل سوى اللعب في الشارع القريب من العمارة أو العمارات المجاورة وحتى تحت العمارة في المواقفالمخصصة للسيارات والتي تشكل هي الأخرى مشكلة حين يمتلك أكثر من ساكن في العمارة أكثر من سيارة واحدة لتقع مشاكلومواقف صعبة.
 
حجة الجهات الأمنية والإدارية في المحافظة بضرورة تقديم شكوى وحجة الأمانة بعدم توافر مساحات كافية ولكن لا حجة للأهل الذينيرمون أولادهم للعب في الشارع دون الاكتراث بالسؤال عنهم وتفقدهم بعد العودة من المدرسة وإجبارهم على الدخول للمنزل وعدمرمي حقيبة المدرسة عند باب العمارة والاستمرار في اللعب وإيذاء الجيران دون خجل.
 
ذات مرة وبمقابلة خاصة مع دولة السيد عبد الرؤوف الروابدة حين كان عمدة لعمان ذكر بجملة ما زلت اذكرها له: « سوف نبقى نزرعشجرة على الرغم من إزالتها من المواطن إلى أن يشعر بان هذه الشجرة هي له شخصيا « ، ونجح في هذا الهدف إلى أن جاءت زراعةالعمارات لتغتال كل شيء حتى راحة الناس والهدوء وذلك كله لطمع وجشع بعض المقاولين والعاملين في قطاع الإسكان والطامعينللربح السريع فقط لا غير.
 
طاقات هائلة تتلقفها الشوارع وخصوصا لدى الفتية الصغار وحتى الشباب منهم وخطر التطرف هذا هو بداية المشاكل وتعلم لغةالشوارع والانحراف وعدم احترام الجيران وخصوصا المسنين منهم والمرضى وكنت استمع قبل فترة إلى برنامج إذاعي حول وضع باقةمن الزهور بشكل دائري على باب البيوت في بعض الدول الأوروبية حيث ترمز تلك الإشارة إلى وجود مريض بحاجة للراحة ، فهل تكفيدعوات الجيران المتكررة من الجيران للأولاد لكفهم عن اللعب وإزعاج الآخرين ؟
 
اقسم البعض بأنه يضطر للركض وراء الأولاد لإبعادهم عن باب العامرة السكنية التي يسكن في الطابق الأرضي منها؛ صوت اللعبيزعج أطفاله الصغار ويمنعهم من النوم وكذلك الحال بالنسبة لجارهم العجوز وزوجته المريضة، فما الحل في أولاد الشوارع وأهلهم ؟
 
جرب البعض الحلول للحوار وقطع الوعود وحتى الهجوم ولكن تهدأ الأمور لبعض الوقت وتعاود المشاكل بالظهور والتي تعكس خللااجتماعيا في بنية الأسرة التي لا تمانع في بقاء طفلها وولدها في الشارع وتتنازل عن حقهم في الحياة النظيفة والتعليم المناسبوالانتماء لمنزل وأسرة ومجتمع سليم.
 
تترابط مشاكل أولاد الشوارع وتنتقل للمدرسة حيث لا يمتلك ذلك الولد الذي يلعب في الشارع القدرة على تحصيل الدراسة والتركيز فيالحصة الصفية أو انجاز الواجبات المدرسية وبالتالي يكون مشروعا لفشل اسري يؤدي إلى نتائج سلبية تماما على الجميع داخل البيتالواحد أو المجتمع ؛فالشارع هو الذي يربي ويخرج مثل تلك النماذج إلى المجتمع.
 
رفقا أيها الآباء والأمهات بأولادكم ، ورفقا يا أهل الاسكانات بالناس :لا تبخلوا بتخصيص جزء من المساحات التي تيقيمون عليها العمارات السكنية لتكون متنفسا للجميع لشكرهم بدل لعنكم ليل نهار من المقلب والفخ الذي وقعوا فيه لسنوات تطول مع الاقساط وفوائد البنوك