Thursday 25th of April 2024 Sahafi.jo | Ammanxchange.com

المواضيع الأكثر قراءة

 
  • آخر تحديث
    09-Feb-2018

مسرحية في باريس تروي "الثورة اليتيمة" في سورية

 

باريس- على شاشة كبيرة، تمر صور متلاحقة للتظاهرات سرعان ما تتحول مبهمة، على غرار صورة الثورة السورية في الذاكرة الجماعية. إلا أن ليلى-كلير ربيع تطمح للحؤول دون هذا النسيان من خلال عرض تقدمه قرب باريس بعنوان "حوليات ثورة يتيمة".
وتقول المخرجة التي تقدم مسرحيتها في بوبينيي شمال باريس حتى يوم غد "بدا لي من الضروري للغاية التذكير ببدايات الثورة السورية مع تحول النزاع أكثر فأكثر الى نزاع إقليمي".
بعد سبع سنوات على خروج تظاهرات سلمية مناهضة لنظام الرئيس السوري بشار الأسد، ما لبث أن قمعها بالقوة، شهد النزاع المدمر في سورية فصولا كثيرة، من ظهور جماعات جهادية متطرفة مثل تنظيم الدولة الإسلامية الى التدخل الأميركي والروسي والمواجهات بين فصائل متعددة.
وتؤكد مخرجة المسرحية "أريد ألا ينسى الناس ما حصل"، ولا سيما آلاف المعتقلين والقمع الذي طال التظاهرات السلمية. وهي استندت في مسرحيتها الى ثلاثة نصوص للكاتب المسرحي السوري محمد العطار، وتبادل رسائل الكترونية بين متظاهر شاب وصديقته في باريس وامرأة شابة تجمع شهادات معتقلين سابقين ورحلة في سورية المدمرة.
وتوضح المخرجة التي ألفت المسرحية العام 2017 "النصوص كتبت في خضم الحدث"، ولا سيما في العام 2011 خلال التظاهرات الأولى.
وتتابع قائلة "لكن مع مرور الوقت، أرى أن قيمة هذه النصوص تزداد لأنها تشهد على لحظة محددة".
تطغى قوة النص المؤثرة والمباشرة على الإخراج البسيط مع ديكور يقتصر على بضع طاولات وكاميرا وشاشة تمر عليها صور مدن مدمرة.
ويقول متظاهر شاب "الأبشع هو خوفي وعجزي"، مضيفا "التفاؤل قرار نتخذه في هذه اللحظة لأنه لا خيار لدينا"، فيما يروي معتقل أمام كاميرا نصبت على المسرح كيف أن "حاجز الخوف تحطم" بعد ذلك.
وشعرت المخرجة التي درست في برلين ويتحدر والداها من حماة (وسط) وحلب (شمال)، بحاجة ملحة لتأليف المسرحية.
وتقول "في العام 2013 كنت عاجزة عن النوم وكنت أشعر بالحاجة الى القيام بشيء ما"، مؤكدة أن "الفن يسمح بإبعاد الألم".
وسبق للنزاع السوري أن احتل الشاشات والمسارح بدفع من فنانين آخرين مثل فيلم "عائلة سورية" للمخرج فيليب فان لوف (2017) أو الفيلم الوثائقي "ماء الفضة" للمخرج أسامة محمد اللاجئ الى باريس.
وتقول ربيع "إنها حاجة ذاتية ونحن نطرح أسئلة مختلفة عن تلك التي يطرحها المؤرخون".
وكادت المسرحية ألا ترى النور؛ إذ واجهت ليلى-كلير ربيع صعوبة في إيجاد شركاء.
وتؤكد المخرجة أنها مع مسرح "ملتزم وغير متحزب"، إلا أنها تلقت رسائل تتهمها بالانحياز، وهي لا تحزن اليوم بالضرورة لرؤية زملائها المخرجين السوريين يعيشون في منفاهم في باريس وبرلين وبيروت.
وتؤكد "الفنانون محظوظون أكثر من غيرهم. أنا أحزن لملايين اللاجئين. أما الفنانون فيمكنهم أن يعبّروا بواسطة فنهم".-(أ ف ب)